الأهلي والزمالك أسياد أفريقيا ..رياضة الكرة قرار واختيار ..بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير


   تتويج الأهلي المصري بالكأس الثانية عشر لأبطال أفريقيا إنجاز عظيم يستحق الإشادة والفخر  لأنه بهذا المستوي ينافس ريال مدريد عملاق أوروبا الذي علي وشك التتويج بالكأس 15 إذا فاز في النهائي علي بروسيا دورتموند الألماني  12 بطولة للأهلي في  دوري أبطال أفريقيا بداية من عام 1982 والكابتن مصطفي يونس  حتي 2024 والكابتن محمد الشناوي  بخلاف المشاركة تسع مرات كأس العالم للأندية والحصول علي ثلاث ميداليات برونزية وكذلك المشاركة في نسخة أمريكا 2025   الأهلي يتأهل لبطولة FIFA انتركونتنينتال 2024 بمشاركة العين الإماراتي وأوكلاند النيوزلندي وبطل أوروبا وأمريكا الجنوبية   كذلك فرحة تتويج الزمالك بكأس الكونفدرالية الأفريقية في نفس الموسم حدث لأول مرة في تاريخنا الكروي والثالث قارياً بعد تونس 2007 ( الصفاقسي والنجم الساحلي)  والمغرب 2022 ( الوداد ونهضة بركان) ولأول مرة يكون كأس السوبر الأفريقي مصرياً خالصاً  والمقرر إقامته في قطر أو السعودية  وهو ربما ما ينذر بأزمة جديدة بعد قرار مجلس ادارة نادي الزمالك عدم لعب مباريات هناك بعد تشجيع تركي آل الشيخ " رئيس هيئة الترفيه "  للنادي الأهلي في مباراة كأس مصر وفوزه في الرياض بهدفين 1/2 مجدي قفشة وإمام عاشور 
كانت ليلة فرحة أهلاوية جميلة في التتويج بالكأس والتنظيم كان عالمياً لكن ظهور " الممثل " محمد رمضان وغناءه قبل المباراة كان النقطة السوداء الوحيدة التي لا نريد تكرارها مستقبلاً لعدم استفزاز الجماهير بسبب سلوكه وتصريحاته الغريبة كذلك المعلق التونسي عصام الشوالي المنحاز جداً للترجي التونسي في نهائي أفريقيا والذي ذكرنا زمان بالمعلق المصري علاء الحامولي الذي قال نفس الكلمة الخارجة  عندما دخل هدف في الزمالك واتوقف بعدها عن التعليق في التلفزيون المصري وننتظر اتخاذ نفس الإجراء التأديبي من  الجزيرة الرياضية Bein sport
لاعبو الأهلي شكلوا ممر شرفي لمنافسه لاعبي الترجي التونسي بعد تتويج الأهلي بكأس #12 
في لفتة راقية رياضية طيبة 
مباراتين خلال أسبوع واحد فقط في إستاد القاهرة أظهرا فارق التنظيم واحترافية الأهلي "المونديالي " المتوج بكأس أفريقياال12 بالمقارنة مع فوضى وعشوائية الزمالك في نهائي الكونفيدرالية 2024 مع نهضة بركان وهو ما ذكرنا بمباراة "موقعة الجلابية" أمام الأفريقي التونسي 2011
تخيلوا أن كابتن رامي ربيعة الأهلي وحده كسب ستة بطولات كأس أفريقيا يعني أكثر من نادي الزمالك خمسة فقط (أقل من نصف ما فاز به الأهلي) وانضم لأساطير الأهلي الصخرة وائل جمعة ومسمار الوسط الكابتن حسام عاشور الذي يستحق التكريم من النادي الأهلي الكبير والتسامح مع خطأه في وقيعة تركي آل الشيخ في موضوع ماتش اعتزاله 
مصطفي شوبير ولد عملاقاً الحارس الأمين لعرين الأهلي المصري ملك أسود أفريقيا 
الشاب مصطفي شوبير نموذج ناجح للتوريث في حراسة مرمي النادي الأهلي وأكثر ذكاء ومهارة من أبوه أحمد شوبير الذي لعب بديلاً للمرحوم ثابت البطل وإكرامي الكبير 
بينما كان شريف إكرامي أقل نجاحاً من والده وحش أفريقيا رغم احترافه ( مع حسام غالي) في فينورد هولندا  ثم رحيله إلي بيراميدز  مع صهره رمضان صبحي الباحث عن المجد والطموح خارج النادي الأهلي المصري الذي فاز بسبعة بطولات قارية في 4 سنوات منذ 2020 وقت رحيل رمضان صبحي (27 سنة) طمعاً في ملايين بيراميدز لكنه موقوف الآن بسبب تحايله في تحليل عينة بول للكشف عن تعاطي المنشطات للأسف غباءه ضيع مستقبله وخسر حب الجماهير الأهلاوية ربما للأبد إذا ما سار علي درب زميله عبد الله السعيد الذي انتقل للزمالك وعمره 39 سنة 
هنا نصل لمحور حديثي في هذا المقال حالة خطف اللاعبين والحرب الباردة بين قطبي الكرة المصرية يجب أن تتوقف سريعاً لأنها تضر بأجيالنا الشابة التائهة في سراديب الشحن السلبي والتعصب وعنف الملاعب المصرية وهو ما شهدناه مرتين في حوادث أليمة ومؤسفة أولها مذبحة بورسعيد من جماهير المصري ضد "ضيوفهم" الأهلاوية ومقتل 72 شهيد عام 2012 
وبعدها كارثة إستاد الدفاع الجوي ومقتل 21 شهيد من جماهير الزمالك علي أسوار الملعب في مباراة عادية جداً في الدوري المحلي ومازلنا نذكرها بأسي في ملاعبنا المصرية بإضاءة نور الهواتف في الدقيقة 21 والدقيقة 72 من كل مباراة تلعبها الأندية محلياً وقارياً 
لهذا علينا الإستفادة من هذا الدرس القاسي ونشر روح المحبة والسلام والتنافس الشريف الهدف الأسمي لهذه الرياضة الشعبية الأولي في العالم  لهذا أكرر اقتراحي بإعلان شهر فبراير سنوياً عيداً للروح الرياضية من خلال لعب ناديي الأهلي والزمالك مباراة في حب مصر وتخصيص دخلها لقدامي اللاعبين وأسر شهداء وضحايا الملاعب 
لاعب الوسط رضا عبد العال أحدث ضجة كبيرة عندما انتقل من الزمالك الي القلعة الحمراء في النادي الأهلي لكنه بعد اعتزاله عاد لتشجيع الزمالك ومهاجمة الأهلي في برامج الهري الرياضي (السبب الرئيسي فيما وصلنا اليه من همجية وعشوائية في ملاعبنا ) رغم فشله الذريع في التدريب حتي مع نادي طنطا في دوري المظاليم كذلك كابتن الأهلي مصطفي يونس اتخذ موقفاً معارضاً للأهلي وظهر في قناة غريمه الزمالك فترة رئاسة الموتور مرتضي منصور التي شهدت تجاذبات واستقطاب حاد للجماهير بعد إساءته للكابتن الخطيب والنادي الأهلي ( وتم حبسه بسببها) في مكايدة من تركي آل الشيخ بعد خلافه وحربه المعلنة علي الأهلي الذي سحب منه الرئاسة الفخرية بسبب مواقفه المتسلطة علي الإدارة كذلك حوارات ومشاكل لاعب الزمالك شيكابالا وتطاوله المستمر علي إدارة وجماهير الأهلي رغم انه كان قد وقع عقداً للعب للأهلي بعد هروبه من الزمالك الي باوك سالونيكا اليوناني وبعدها بنفيكا البرتغالي قضية الولاء والإنتماء أصبحت صعبة جداً خاصة في عصر المهنية والإحتراف وسطوة الأموال بالملايين (والمليارات كما في الدوري السعودي )
بعدما رأينا لاعبين كبار كانوا في الأهلي ثم انتقلوا للزمالك لكن هم عادوا الي الواجهة مثل الكابتن زكريا ناصف في ادارة النادي الأهلي حالياً والكابتن أيمن شوقي مقدم استوديو تحليل المباريات في قناة النادي الأهلي بينما حسام حسن وشقيقه إبراهيم من ناشئين الأهلي تربوا في ملاعب النادي وحققوا بطولات كثيرة معه قارياً ومحلياً ومع منتخب مصر أيضاً 

 

لكن النهاية كانت درامية بعد عدم تجديد الأهلي عقوده معهم انتقلوا للزمالك ولعبوا معه ثم مع الإتحاد السكندري وبعدها اتجهوا للتدريب مع أندية مصرية ثم منتخب الأردن وكانوا علي وشك التأهل لكأس العالم 2014 لولا خسارتهم من أوروجواي 
وأخيراً تحقق حلم الأخوين حسن في تدريب منتخب مصر وبناء علي رغبة الجماهير التي تحلم ليس فقط بالوصول " السهل" لكأس العالم امريكا 2026 بل تحقيق أول فوز لمنتخب مصر في المونديال بقيادة محمد صلاح وتكرار أنجاز المغرب بوصوله لقبل النهائي في مونديال قطر 2022 
كذلك الكابتن أحمد حسن لعب للأهلي وبعدها الزمالك لكنه كان الأكثر ذكاء في مواقفه وتصريحاته 
مما حفظ له علاقات جيدة مع الناديين  عكس الكابتن جمال عبد الحميد الذي قضي قمة توهجه الكروي مع الأهلي لكنه رحل لمنافسه الزمالك وحقق معه انتصارات محلية رغم دخوله في علاقات عاطفية حينها مع فلة الجزائرية والراقصة عزة شريف لكنه مازال غاضباً علي الأهلي حتي الآن بعد ثلاثين عاماً من عدم تجديد عقده  كذلك الحارس عصام الحضري الذي كان معشوق جماهير الأهلي في كأس العالم للأندية عام 2006 لكنه هرب فجأة من النادي الي سيون السويسري طمعاً في المال لكنه فشل هناك وعاد مغضوباً عليه الي الزمالك والإسماعيلي ثم مجال التدريب 
إذا هناك خلل في المعايير والموازين لا توجد قاعدة ثابتة تحدد أي شيء وكل شيء جائز في عصر " الإغتراف"ّ لكن عليك تدبر أمرك جيداً اختار صح لأن الحياة قرار وإختيار يحدد مصيرك ومسار مستقبلك مثل انتقال اللاعبين محمود كهربا وإمام عاشور للأهلي ورحيل رمضان صبحي منه دليل واضح لذلك تحول في المواقف قد يغير حياتك للأبد 

الكاتب مصطفي كمال الأمير

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات