الأمم المتحدة: تدمير سد كاخوفكا الأوكراني كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية


نيويورك : اوروبا والعرب 
قال مسؤول أممي إن الأمم المتحدة وشركاءها وسعوا نطاق عملياتهم لمعالجة آثار تدمير سد كاخوفكا الأوكراني وإن الاستجابة الطارئة جارية الآن لتوفير المساعدات العاجلة لأكثر من 16 ألف شخص.
جاء ذلك في إحاطة قدمها مارتن غريفيثس منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة لأعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة عُقدت مساء الثلاثاء استجابة لتدمير السد.
وحسب ماجاء في نشرة اخبار الامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح الاربعاء قال غريفيثس إن ما لحق بسد كاخوفكا قد يكون أكبر حادثة تدمير لبنية أساسية مدنية منذ بدء الغزو الروسي لأوكراني في شباط/فبراير 2022
وأضاف أن حجم الكارثة سيتضح بشكل كامل في الأيام المقبلة، وإن كان من الواضح أنها ستخلف عواقب جسيمة وواسعة على الناس في جنوب أوكرانيا على جانبي الخطوط الأمامية بما في ذلك عبر فقدان المنازل والغذاء والمياه الآمنة وسبل كسب الرزق.
وقال إن معاناة الشعب الأوكراني ستتفاقم بسبب هذه الحادثة وأضاف: "من المتوقع أن تزداد الاحتياجات الإنسانية الفورية مع تقدم اجتياح مياه الفيضان خلال الأيام المقبلة ومع مواصلة تقييم الوضع. إن السد مصدر رئيسي للري الزراعي في جنوب خيرسون وشبه جزيرة القرم. إن الفيضانات المستمرة التي شاهدناها على الشاشات اليوم ستعطل أنشطة الفلاحة وتدمر الماشية ومصايد الأسماك وتخلف عواقب طويلة الأمد".
ووصف غريفيثس الحادثة بأنها ضربة هائلة لقطاع إنتاج الغذاء المتضرر بالفعل.
وأعرب عن قلقه أيضا بشأن مخاطر التلوث بالألغام والعبوات المتفجرة فيما تنقل المياه الجارفة القذائفَ إلى مناطق كانت تُعد آمنة بما يعرض الناس فيها لخطر لا يمكن التنبؤ به.
ويذكر أن حوالي 30% من الأرض الأوكرانية ملوثة بالألغام، وفق السلطات الأوكرانية.
وأوضح غريفيثس أن الأمم المتحدة ليس لديها سبيل للوصول إلى المعلومات المستقلة عن الملابسات التي أدت إلى تدمير السد.
ولكنه قال إن القانون الدولي واضح للغاية في أن المنشآت التي "تحتوي على قوى خطيرة" مثل السدود يجب أن تحظى بحماية خاصة لأن تدميرها يمكن أن يؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
ومن جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة الدمار الذي لحق بسد كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون بأوكرانيا بأنه كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية كبرى. وشدد على ضرورة أن تتوقف الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية الحيوية.
وخلال حديثه للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك- أكد أنطونيو غوتيريش ضرورة العمل لضمان المساءلة واحترام القانون الإنساني الدولي، مناشدا تحقيق سلام عادل يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة.
وبرغم تأكيده على أن الأمم المتحدة ليس باستطاعتها الحصول على معلومات مستقلة بشأن الملابسات التي أدت إلى دمار سد كاخوفكا، إلا أنه قال إن هناك شيئا واحدا واضحا: "هذه نتيجة مدمرة أخرى للغزو الروسي لأوكرانيا".
وقال الأمين العام إن هذه الحادثة تضيف إلى التهديدات الماثلة أمام محطة زابوروجيا للطاقة النووية- وهي أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا- والمعرضة بشدة للخطر.
وقال إن آثار دمار سد كاخوفكا طالت مدينة خيرسون، وبلدة نوفا كاخوفكا و80 بلدة وقرية أخرى على طول نهر دنيبرو، حيث حدثت فيضانات هائلة وعمليات إجلاء واسعة النطاق فضلا عن دمار بيئي وإتلاف للمحاصيل المزروعة حديثا.
"فقد ما لا يقل عن 16,000 شخص منازلهم بالفعل - مع تعرض إمدادات مياه الشرب الآمنة والنظيفة للخطر بالنسبة لآلاف الأشخاص الآخرين".
وتسارع الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني في تقديم الدعم بالتنسيق مع الحكومة الأوكرانية - بما في ذلك مياه الشرب وأقراص تنقية المياه وغيرها من المساعدات المهمة، وفقا للأمين العام والذي أضاف:
"سنواصل عملنا الإنساني - ونداءاتنا من أجل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن. مأساة اليوم هي مثال آخر على الثمن المروع للحرب على الناس. لقد ظلت فيضانات المعاناة تنهمر منذ أكثر من عام. يجب أن يتوقف ذلك".

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات