الامم المتحدة : "قمة المستقبل "لمعالجة القضايا الراهنة مثل التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والسلام والأمن، وتمويل التنمية المستدامة


نيويورك : اوروبا والعرب 
في خضم تصاعد التحديات العالمية التي تواجه البشرية - من الحروب والنزاعات إلى الكوارث الطبيعية والتطورات التكنولوجية السريعة - تستعد الأمم المتحدة لعقد قمة المستقبل يومي 22 و23 أيلول/سبتمبر، بمشاركة قادة العالم في إطار الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة. القمة تأتي ضمن جهود المنظمة العالمية لتحديث وتفعيل عمل مؤسساتها لمواكبة المتغيرات المتسارعة وتحديات القرن الحادي والعشرين. وفي تصريحات لموقع اخبار الامم المتحدة  قال ماهر ناصر مدير شعبة التوعية في إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي."تأتي قمة المستقبل، استجابة للتوصيات التي خرجت بها الأمم المتحدة في تقريرها المعنون بـ "خطتنا المشتركة" بعد حملة استشارية عالمية أجرتها الأمم المتحدة، بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس المنظمة.
وتهدف القمة إلى تعزيز عمل الأمم المتحدة عبر تبني وثائق مهمة، منها "ميثاق المستقبل" و"ميثاق رقمي عالمي" و"إعلان الأجيال المستقبلية". وتهدف هذه "الوثائق التاريخية" إلى معالجة القضايا الراهنة مثل التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والسلام والأمن، وتمويل التنمية المستدامة، بما يعكس الأولويات العالمية ويؤسس لاستجابة جماعية للمشكلات المشتركة
من جانبه وصف الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030 قمة المستقبل المقبلة بأنها "قمة للحلول والمبادرات" وهي تشكل فرصة حاسمة و"محاولة جادة - وقد تكون من المحاولات الأخيرة - لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كفاءة وفعالية النظام العالمي القائم ومؤسساته المعنية بالسلم والتنمية".
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أشار الدكتور محيي الدين إلى أن القمة تمثل فرصة حقيقية لإعادة النظر في آليات العمل الدولي وتفعيل المبادرات المتعلقة بالتنمية المستدامة والسلام العالمي.
التعاون مفتاح التغلب على الأزمات
وأكد أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تعاونا دوليا وإقليميا أعمق، لاسيما في المنطقة العربية، التي تواجه تحديات كبيرة، من بينها النزاعات والأزمات الإنسانية. وبيّن أن قمة المستقبل ستسعى لوضع حلول عملية لهذه التحديات، مشيرا إلى أن التعاون الإقليمي والدولي سيكون مفتاحا للتغلب على هذه الأزمات.
كما تحدث الدكتور محيي الدين عن ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية المالية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن القمة ستشهد نقاشات حول إصلاح النظام المالي العالمي بما يتلاءم مع التحديات الراهنة.
وأوضح أن العديد من الدول النامية، بما فيها الدول العربية، تسعى إلى تمثيل أكبر وأكثر عدالة في هذه المؤسسات. وأضاف قائلا: "هذه المؤسسات بما في ذلك الأمم المتحدة كلها بنات وأبناء ظروف ما بعد الحرب العالمية الثانية. كثير من بلداننا النامية والعربية كانت فاقدة السيطرة على أوضاعها أو تحت انتداب أو تحت استعمار ولم تكن أوزانها الاقتصادية بالقوة التي هي عليها الآن".
ضرورة تفعيل قدرات الشباب العرب
وتطرق الدكتور محيي الدين إلى أهمية دور الشباب في المنطقة العربية، موضحا أن الشباب يشكلون نسبة كبيرة من السكان، وبالتالي، من الضروري أن تهتم قمة المستقبل بقضاياهم وتطلعاتهم المستقبلية. وأكد في هذا الصدد على مسألة فرص العمل لهم وضرورة إشراكهم في عمليات صنع القرار وتوجيههم نحو تبني حلول مبتكرة للمشاكل الحالية، مثل التحول الرقمي والتنمية الخضراء.
وتابع قائلا: "الدعوة هنا لمنظومة الأمم المتحدة لأن تفعل المزيد لتفعيل قدرات الشباب والاستفادة من حلولهم المبتكرة وخاصة في مجالات التعلم والابتكار وأيضا المشروعات التي يمكن أن تسهم في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة".
واختتم الدكتور محيي الدين حديثه بالتأكيد على أن النجاح في تحقيق أهداف قمة المستقبل يعتمد بشكل كبير على التزام الحكومات بالتنفيذ، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ستتابع عن كثب تنفيذ التوصيات والاتفاقات التي ستخرج بها القمة.
هدف قمة المستقل لا يمكن أن يكون أكثر طموحا: رسم خطة عملية من أجل مستقبل أفضل للناس والكوكب. ولجعل مهمة تحقيق هذا الهدف ممكنة، ركز منظمو القمة على خمسة مواضيع رئيسية، سيتم تناولها خلال القمة.
عادة ما يكون أواخر شهر أيلول/سبتمبر أكثر أوقات العام ازدحاما في مقر الأمم المتحدة، عندما يصل زعماء العالم إلى نيويورك لحضور المناقشة رفيعة المستوى في الجمعية العامة. هذا العام، تُضاف فعالية مهمة إذ يستغل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذه الفرصة لعقد قمة المستقبل التي تضم زعماء العالم، بالإضافة إلى رواد المجتمع المدني والنشطاء الشباب.
تُعقد القمة يومي 22 و23 سبتمبر، وقبلها (20 و21) يومان للعمل حافلات بالأنشطة. خلال تلك الفترة تعقد ندوات وفعاليات جانبية وتُتلى خطابات رئيسية. سيتم تقسيم هذه الأحداث إلى خمسة مواضيع رئيسية، إلى جانب ما يسمى بالموضوعات "المتقاطعة" مثل حقوق الإنسان وأزمة المناخ والمساواة بين الجنسين، والتي ترتبط بجميع القضايا.اما الموضوعات الخمسة فهي 1 التمويل من أجل التنمية 2 السلام والأمن الدوليان 3 العلوم والتكنولوجيا والتعاون الرقمي 4 الشباب والأجيال القادمة 5 الحوكمة العالمية. 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات