انطلاق المفاوضات الحكومية الدولية حول اتفاق تاريخي بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية


بوسان ـ كوريا الجنوبية : اوروبا والعرب 
انطلقت في مدينة بوسان في جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) امس الاثنين الدورة الخامسة للجنة التفاوض الحكومية بهدف التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية، بقيادة برنامج الأمم المتحدة للبيئة.بح ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم الثلاثاء 
يأتي الاجتماع بعد عامين من المفاوضات الحكومية الدولية لتطوير صك عالمي ملزم قانونا يغطي البيئتين البرية والبحرية، وهي لحظة عابرة في الدوائر الدبلوماسية، حيث قد يستغرق إبرام الاتفاقات متعددة الأطراف عقودا من الزمن.
وفي رسالة وجهها عبر الفيديو، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المندوبين المجتمعين على الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق.
وأضاف: "عالمنا يغرق في تلوث البلاستيك. كل عام، ننتج 460 مليون طن من البلاستيك، وكثير منها يتم التخلص منه بسرعة. بحلول عام 2050، قد يكون هناك بلاستيك أكثر من الأسماك في المحيط. تخلق الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في مجرى الدم مشاكل صحية بدأنا للتو في فهمها".
"لحظة الحقيقة"
بدورها، أعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن عن أملها في التوصل إلى اتفاق تاريخي محتمل، وأصرت على أن "لحظة الحقيقة" قد حانت لاتخاذ إجراء.
وأكدت أندرسن أن لا أحد على هذا الكوكب يريد أن يجرف البلاستيك إلى شواطئه أو أن تتجول جزيئات البلاستيك في أجسادهم، أو أطفالهم الذين لم يولدوا بعد، مضيفة أن هذا هو الشعور الذي تتقاسمه مجموعة الدول العشرين الصناعية.
وقالت المسؤولة الأممية: "إن جامعي النفايات ومجموعات المجتمع المدني منخرطون بشكل كامل. وتدعو الشركات إلى وضع قواعد عالمية لتوجيه هذا المستقبل؛ ويعلي السكان الأصليون أصواتهم؛ ويطالب العلماء باستخدام العلم. بدأ القطاع المالي في التحرك على المستوى الدولي. وكانت هناك أيضا إشارات واضحة إلى أن الاتفاق ضروري، بما في ذلك إعلان مجموعة العشرين الأسبوع الماضي، والذي قال إن قادة مجموعة العشرين عازمون على التوصل إلى هذه الاتفاقية بحلول نهاية العام".
فصل تاريخي جديد
تشارك أكثر من 170 دولة وما يفوق 600 منظمة مراقبة في أسبوع من المحادثات في مدينة بوسان الساحلية، حيث حث رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول المندوبين على الاتفاق على مسار نحو التلوث البلاستيكي الصفري، من أجل الأجيال القادمة.
وقال يول عبر رابط فيديو: "إن الاعتماد المفرط للبشرية على ما يوفره البلاستيك من سهولة أدى إلى زيادة هائلة في النفايات البلاستيكية؛ والنفايات المتراكمة في محيطاتنا وأنهارنا تعرض الآن حياة الأجيال القادمة للخطر. آمل بصدق أن تتضامن جميع الدول الأعضاء معا في الأسبوع المقبل - مع الشعور بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة - لفتح فصل تاريخي جديد من خلال الانتهاء من اتفاقية بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية".
اتفاق طموح وعادل
تهدف الدورة الخامسة للجنة التفاوض الحكومية الدولية إلى وضع صك دولي ملزم قانونا بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية، بما في ذلك التلوث البحري، وتعقد في الفترة ما بين 25 تشرين الثاني/نوفمبر و1 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وتأتي الجلسة بعد أربع جولات سابقة بدأت قبل 1000 يوم بالضبط في أوروغواي. لكن "بعض هذه المواد البلاستيكية قد تستغرق ما يصل إلى 1000 عام حتى تتحلل" كما قالت رئيسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وأضافت أندرسن: "وحتى في هذه الحالة، فإنها تتحلل إلى جزيئات أصغر حجما تظل قائمة وتنتشر وتلوث، وتتسبب في تلف مرونة النظام البيئي، وعرقلة الصرف الصحي في المدن، ومن المرجح أيضا الإضرار بصحة الإنسان والنمو، كما أن تلوث البلاستيك، ينبعث منه مزيد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الأمر الذي يزج بنا أكثر نحو الكارثة المناخية. ولهذا السبب بلغت الضغوط العامة والسياسية من أجل اتخاذ إجراءات ذروتها".
أما أمين عام الأمم المتحدة فشدد في رسالته إلى المجتمعين على الحاجة إلى اتفاقية "طموحة وموثوقة وعادلة". وأكد على أن أي اتفاق يجب أن يتناول دورة حياة البلاستيك، و"معالجة البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة والبلاستيك قصير العمر، وإدارة النفايات والتدابير الرامية إلى التخلص التدريجي من البلاستيك وتعزيز المواد البديلة".
ومن شأن هذه الإجراءات أن تُمكَّن جميع البلدان من الوصول إلى التكنولوجيات وتحسين البيئات البرية والبحرية، مع ضمان عدم ترك المجتمعات الأكثر ضعفا التي تعتمد على جمع البلاستيك خلف الركب، مثل جامعي النفايات.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات