"لم يتبق إلا أن يبتلعنا البحر"، نازحو غزة في مواجهة البرد والأمطار وأمواج البحر.. مايقرب من نصف مليون شخص في 100 منطقة معرضة للفيضانات
- Europe and Arabs
- الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024 8:45 ص GMT
غزة ـ نيويورك : اوروبا والعرب
في منطقة مواصي خان يونس بقطاع غزة مثل العديد من مناطق غزة، يجاهد النازحون بما لديهم من مواد بسيطة من أجل تحصين خيامهم القماشية من الأمطار التي بدأت في الهطول مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، ولسان حالهم أن تلك الخيام ليست آمنة في مواجهة الشتاء والأمطار. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم الثلاثاء
من هؤلاء النازحين، آية التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما والتي أصبحت نازحة مع أسرتها منذ أكثر من عام. مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة التقى آية التي قالت "أصبحنا نخشى من أي قطرة مطر فهي تؤثر علينا. أحيانا عندما نكون نائمين في تلك الخيمة التي أصبحت مسكنا لنا الآن، نستيقظ في منتصف الليل والفزع يتملكنا خشية أن تغرق مياه الأمطار خيمتنا وملابسنا".
آية أوضحت أنهم في تلك الحالة لا ينامون، بل يحاولون البحث عن ملاذ بعيدا عن الأمطار، وكل ما يشعرون به هو "الخوف"، وخصوصا أن خيام الإيواء هذه مصنوعة من أقمشة وبطاطين لا تقي من برد الشتاء أو مياه الأمطار.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن الأمطار الغزيرة في غزة التي هطلت يوم الأحد (24 تشرين الثاني/نوفمبر)، تسببت في فيضانات في عدة مواقع يقيم بها النازحون في خان يونس جنوبا ومدينة غزة شمالا. وأتلفت الأمطار خيام الناس ومتعلقاتهم.
ويقيم أكثر من 450 ألف شخص في 100 منطقة معرضة للفيضانات في خان يونس ودير البلح ورفح.
محمد فرج عودة الحداد الذي نزح مع أسرته المكونة من ثمانية أفراد من تل الهوى في مدينة غزة يخشى ما تحمله تلك الأمطار والفيضانات لعائلته، فالخيمة التي تؤويه وأسرته منذ أن نزح إلى منطقة مواصي خان يونس قبل سبعة أشهر، أصبحت بالية.
وقال "تلك الأقمشة لا تحمينا من أمطار أو برد، أو من أي شيء. وعندما سقطت بعض الأمطار أصبحت أهرول لحماية أبنائي، ولا أعرف أين أذهب بهم. لا يوجد مكان يحمينا من الأمطار". تلك المنطقة التي نزح إليها محمد مع أسرته سبقها مرات نزوح أخرى بلغت نحو 12 مرة.
وقال محمد لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة عن وضعه الحالي: "نحن الآن كما يقولون نفترش الأرض ونلتحف بالسماء". وأوضح أن مقومات الحياة الأساسية غير متوفرة، كما لا يوجد صرف صحي لائق في المخيم، "وملابسنا وملابس أطفالنا لا تقي من برد الشتاء".
"لا نعرف أين ننام"
الأمطار وأمواج البحر ومده بسبب موجات الطقس السيء كان لها تأثير أكثر وطأة على خيام النزوح المتاخمة للشاطئ في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة. فمياه البحر غمرت أجزاء من تلك الخيام وابتلت متعلقات النازحين الذين لم يعد هناك مكان آخر يلجؤون إليه كما قال محمد يونس لمراسلنا في غزة.
كان محمد يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل خيمته التي أصبح كل شيء فيها مبتلا، "فالبحر هاج بشكل مفاجئ وأغرق خيمتنا".
وتساءل محمد عن كيف سيكون الحال عندما ينقضي فصل الخريف ويحل الشتاء بشكل رسمي، مضيفا والغضب والحزن يملآن صوته "لا نعرف أين ننام ولا كيف نجد غطاءً يقينا من البرد. أولادنا الآن خارج الخيام. كيف نعيش في ظروف مثل هذه، ومن أين لنا أن نأتي بقوت يومنا. لم يتبق أي شيء الآن سوى أن يبتلعنا البحر. لقد انتهينا. ليس لدينا الآن مكان ننام فيه. لم يعد أمامنا سوى أن نذهب إلى البحر كي ننام".
واشتكى من أن أحدا لا يهتم بهم منذ أن نزحوا إلى هذا المكان قبل عام تقريبا، "فلا طعام ولا شراب ولا عمل".
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال إنه يقوم مع شركائه بزيارات ميدانية إلى عدة مناطق لتقييم آثار الأمطار وحشد جهود الاستجابة. ويُقدر الشركاء عدد المقيمين في أماكن إيواء مؤقتة بأنحاء غزة بمليون وستمئة ألف شخص.
لا يوجد تعليقات