الهلال الأحمر السوداني: الأزمة الإنسانية في السودان أصبحت منسية، وعلينا أن نساعد في حل المشكلة
- Europe and Arabs
- الأحد , 22 ديسمبر 2024 7:39 ص GMT
نيويورك ـ الخرطوم : اوروبا والعرب
قال رئيس جمعية الهلال الأحمر السوداني صالح عبد المجيد الدومة إن الأزمة الإنسانية في بلاده أصبحت منسية حيث إن التمويل والمساعدات الإنسانية لا تتناسب مع الاحتياجات الهائلة التي تشهدها البلاد بعد أكثر من 20 شهرا من الحرب المتواصلة.
جاء هذا خلال حوار أجراه فريق أخبار الأمم المتحدة مع السيد الدومة أثناء وجوده في مقر المنظمة الدائم في نيويورك، حيث أتى ليسلط الضوء على محنة شعبه. إلا أنه وجه رسالة عبر منبرنا إلى الأطراف السودانية مفادها أن حل الأزمة فيما بينهم "أفضل من أن ينتظروا أن يأتيهم حل أو وساطة خارجية". وأكد أن "السودانيين قادرون على أن يجلسوا فيما بينهم، وأن يتفقوا بدلا من انتظار المجتمع الدولي ليحل مشكلتنا"، داعيا الشعب السوداني للحفاظ على وحدة البلاد.
وخلال اجوبته قال المهندس صالح عبد المجيد الدومة، رئيس جمعية الهلال الأحمر السوداني. عن سبب وجوده هنا في مقر الأمم المتحدة " جئت كرئيس لجمعية الهلال الأحمر السوداني بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر. الهدف الأساسي أن نوجه الأنظار تجاه الكارثة الموجودة في السودان، وخاصة الجانب الإنساني منها لأننا بحاجة إلى دعم من جهات مختلفة لإغاثة المحتاجين في السودان الذين تأثروا الحرب. هذا هو السبب الأساسي، وقابلت جهات كثيرة ووضحت لهم ما يجري على الأرض والاحتياجات المطلوبة.
وعن السودان وهو عالق في دوامة من الصراع المستمر لأكثر من عشرين شهرا الآن. تحدث عن الجهود الرئيسية التييتم القيام بها، وما هي العقبات؟ قال عبد المجيد الدومة: نحن كجمعية الهلال الأحمر السوداني، جمعية وطنية وتعتمد على الإنسان في أي بقعة من السودان، وعليه لدينا 18 فرع في ولايات السودان الثماني عشرة، كما لدينا 9000 متطوع - بالإضافة للموظفين. حركناهم جميعا وهم جاهزون منذ بداية الحرب، ويقدمون المعونة في جوانب مختلفة، بما في ذلك الصحة وتوزيع الإغاثات وإدارة الجثث. نحن موجودون في جميع ولايات السودان ونقدم الخدمات للجميع، لأن هدفنا الأساسي إنساني ونعمل من أجل المواطن، وليس لدينا أي تدخل سياسي في أي جانب.
وعن وجود احتياجات كثيرة في السودان. ما هي أهم أكثر الاحتياجات الموجودة الآن، وما شكل تعاونكم مع المنظمات الأممية؟ قال عبد المجيد الدومة: الاحتياجات كبيرة جدا. فبسبب الحرب، فقد المواطن السوداني كثيرا من المؤسسات الخدماتية، خاصة المؤسسات الصحية التي أصبح 70 إلى 80 في المائة منها خارج الخدمة. ونحن كجمعية الهلال الأحمر - بتخصص المتطوعين لدينا في مجال الإسعافات الأولية وفي المجالات الصحية - حاولنا بقدر الإمكان أن نقدم خدمات في شكل عيادات متحركة، وأن نحاول أن ننظف ونعيد تشغيل بعض المستشفيات التي توقفت عن العمل. وبالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة كبيرة للمواد الغذائية، وخاصة بين النازحين الذين فروا من بيوتهم – وأعدادهم كبيرة جدا داخل السودان – بالإضافة إلى الذين خرجوا من السودان. فأهم احتياجات اليوم في السودان هي الغذاء والصحة والمياه.
بذلنا جهودا كبيرة من خلال وجودنا على الأرض في الولايات السودانية الثماني عشرة. نحن كجمعية وطنية، دورنا أن نكون جاهزين ومستعدين لنقدم الخدمات على الأرض للمواطن بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي من ممكن أن تأتي بالخدمات من الخارج. نحن جاهزون، ولكن كميات الإغاثات التي تصل إلى المناطق أقل من الحاجات، ونطلب من المجتمع الإنساني أن يزيد التمويل.
حاليا نحن نتعاون مع حوالي خمس وكالات أممية، بما فيها برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، واليونيسف، والمنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. نحن نتعاون معهم لإيصال المساعدات إلى المحتاجين، ولكن الكميات ليست كافية.
أخبار الأمم المتحدة: فقدت العديد من زملائك في هذه الحرب. ما الذي يمكنك أن تخبرنا عنه؟
عبد المجيد الدومة: نحن كمتطوعين وموظفين موجودون بين المواطنين السودانيين نقدم الخدمات. ومن خلال هذا الوجود فقدنا 18 موظفا ومتطوعا. هؤلاء فقدوا أرواحهم وكانوا عزيزين علينا. قدموا أرواحهم خدمة للمواطن السوداني، وعليه أطالب من هنا بحماية العاملين والمتطوعين في المجال الإنساني، والمدنيين عامة. لدينا شعار الهلال الأحمر والحركة الدولية - والمنظمات الأخرى لديها ذلك أيضا – لذا نطالب باحترام الشعار وحماية العاملين في المجال الإنساني.
وعن التوصل مع الأطراف بشأن هذه الحماية، وما الإجراءات التي تتخذ لحماية الموظفين قال
عبد المجيد الدومة: لدينا إجراءات داخلية لحماية الموظفين، منها الالتزام بشعار الجمعية، وأن يكونوا حذرين في التعامل على الأرض مع الناس بحيث يظهرون في مناطق الحرب أنهم متطوعين لدى الهلال الأحمر السوداني. وعلى الرغم من تطبيقنا لهذا، إلا أنه لم يحمنا.
تواصلنا الآن مع الجهات وبدأنا تنظيم ورش عمل لتنوير الجنود والجيش بالقانون الدولي الإنساني، وهذا يسير جيدا. تواصلنا أيضا مع الطرف الآخر. قد يكون بالنسبة لنا كجمعية صعبا، لكن يمكن للجنة الدولية للصليب الأحمر أن تقوم بهذا العمل وتحاول تدريب الناس في حماية المدنيين من خلال تعريفهم واحترامهم للقانون الدولي الإنساني.
وعن تحول الأنظار إلى أزمات أخرى مثل الأزمة في فلسطين ومن ثم لبنان وسوريا الآن، فالانتباه الدولي إلى حد بعيد تراجع عن السودان. وما اذا كان هل يشعر بأن بلده أصبح أزمة منسية؟ قال عبد المجيد الدومة: من الجانب الإنساني، ومن دائرة دعم التمويل للخدمات الإنسانية، فعلا هي منسية. التمويل ضعيف جدا. أطلقنا نداء من خلال الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر السنة الماضية، ولم نتلق سوى 34 في المئة فقط. ولكن من الممكن للمجتمع الدولي أن يعتبر وضعنا في السودان وضعا داخليا. وأنا من هنا أيضا أناشد الأطراف السودانية بأن حل الأزمة فيما بينهم أفضل من أن ينتظروا إلى أن يأتيهم حل أو وساطة خارجية. نحن السودانيون وحدة واحدة، وعلينا أن نحافظ على وحدة السودان، وأن نساعد في حل المشكلة.
لا يوجد تعليقات