
غزة، سوريا، لبنان: مشاريع أممية لإزالة الألغام وإعادة الإعمار
- Europe and Arabs
- الثلاثاء , 11 فبراير 2025 7:44 ص GMT
بيروت ـ نيويورك : اوروبا والعرب
قال المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع إن الشرق الأوسط يمر بلحظة حاسمة في ظل قيادة جديدة في لبنان، ونظام جديد في سوريا، ووقف إطلاق النار في غزة. وأشار إلى أن إزالة الكميات الهائلة من الركام والحطام في غزة هي المهمة الأكثر إلحاحا الآن، بعد جهود إنقاذ الأرواح.
يقوم خورخي مورييرا دا سيلفا بجولة ميدانية تستمر سبعة أيام في منطقة الشرق الأوسط بدأها الأحد بلبنان، و الاثنين إلى سوريا، وبعدها إلى الضفة الغربية وغزة والقدس. وتهدف هذه الجولة إلى تقييم الاحتياجات الميدانية وتعزيز الشراكات مع الحكومات والسلطات المحلية، فضلا عن استعراض المشاريع القائمة واستكشاف آفاق جديدة للتعاون.
في لقاء خاص مع أخبار الأمم المتحدة عبر الفيديو من دمشق، تحدث دا سيلفا عن مهام مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع ودوره في تعزيز التنمية والاستجابة للأزمات الإنسانية. كما سلط الضوء على التحديات التي تواجه عمليات إعادة الإعمار في غزة وسوريا ولبنان، مؤكدا أهمية تنسيق الجهود الدولية لتقديم الدعم اللازم لهذه المناطق.
في غزة، نبه دا سيلفا إلى التحديات الجسيمة الماثلة أمام عملية إعادة الإعمار وعلى رأسها إزالة الأنقاض، واصفا العملية بأنها ملحة ومعقدة في الوقت ذاته. وشدد على ضرورة تكاتف جهود كافة الجهات الفاعلة في المجال الإنساني من أجل تنفيذ المهمة التي قال إنها ستستغرق وقتا طويلا.
وقال " يعد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أحد أكبر وكالات الأمم المتحدة، وتتركز ولايتنا في التنفيذ. نحن لا ننخرط في وضع البرامج، بل نعمل وفقا للطلب. نتعاون بشكل أساسي مع الحكومات، ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة، والبنوك التنموية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي، لتنفيذ مشاريع في مجالات البنية التحتية، والمشتريات، وإدارة المشاريع، وإدارة الصناديق.
لدينا 6000 موظف يعملون في أكثر من 100 دولة، ومن الصعب أن تجد وكالة متجذرة في مفهوم الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام مثل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع. فنحن لسنا وكالة إنسانية بحتة، ولسنا وكالة تنموية أو أمنية، بل نعمل عبر هذا الطيف. وهذا هو السبب في أن معظم الطلبات التي نتلقاها من شركائنا تتركز في البيئات الهشة التي تعاني من النزاعات والعنف. حيث يتم تنفيذ 50% من جميع مشاريعنا في سياقات هشة وصراعات عنيفة، وهو للأسف الحال في الشرق الأوسط.
وعن الزيارة التي بدأت من لبنان و التحديات هناك على صعيد التنمية و المشاريع التي يخططون لتنفيذها أو دعم السلطات في تنفيذها قال دا سيلفا:. بشأن الماضي، لدينا خبرة قوية في دعم جهود إزالة الألغام في البلاد، وكذلك القيام بإعادة تأهيل المناطق المتأثرة بانفجار مرفأ بيروت عام 2020. وهو على وجه التحديد المشروع الذي نقوم بتطويره الآن بدعم من ألمانيا. إنه مشروع يتضمن عملا متكاملا ومستداما، مثل إعادة تأهيل البنية التحتية العامة، مثل الطرق والمياه والطاقة المتجددة، واستعادة المساحات الخضراء.
على سبيل المثال، زرت حديقة نقوم بإعادة تأهيلها تزيد مساحتها عن 20000 متر مربع في وسط بيروت، وكذلك نقوم بإعادة تأهيل وإعادة بناء بعض المباني البلدية، ونقوم أيضا ببناء قدرات الموظفين المدنيين. هذا مثال واحد لمشروع اختتمنا مرحلته الأولى بالفعل. ونحن الآن نختتم المرحلة الثانية. مشروع إدارة النفايات هو مشروع مستمر وله أهمية كبيرة في لبنان. حاليا هناك عدد كبير من المكبات المفتوحة في لبنان، وهو بالطبع يمثل مشكلة بيئية وصحية عامة. نحن نتعامل مع هذه المشكلة بالشراكة مع الحكومة، ونطور حلولا لإدارة النفايات وتعزيز الاقتصاد الدائري.
أما في المستقبل، فمن الواضح أن هناك حاجة لمزيد من البنية التحتية. فقد دُمِّرت البلاد بسبب الحرب. يتطلب عدد المباني المدمرة والبنية التحتية المدمرة جهودا كبيرة لإعادة الإعمار. ولديّ أيضا جهود بشأن العمل المناخي، سواء على التخفيف والتكيف، ودعم البلد في مجال الصحة، سواء على مستوى التوريد أو البنية التحتية.
هذه هي المجالات التي نعمل فيها منذ عشر سنوات في لبنان. والآن نعتقد أن هناك فرصا لمزيد من التطوير. هذه لحظة مهمة في لبنان. كان العام الماضي صعبا للغاية في البلاد. وكان العقد الماضي صعبا للغاية. ولكن الآن هناك فرصة، وهي فرصة لا يمكن تفويتها. وأعتقد أنه من المهم أن نحشد جميعا كل النوايا الحسنة للشراكة مع الشعب في لبنان وأضا " تشمل جولتي لبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة والقدس. ظل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع موجودا في هذه المنطقة لأكثر من 50 عاما، لذا فنحن لسنا وافدين جددا ولسنا هنا فقط استجابةً للتطورات الأخيرة، بل نحن جزء من الجهود المستمرة منذ سنوات عديدة.
على سبيل المثال، في سوريا، كنا من الجهات الفاعلة الرئيسية في إزالة الأسلحة الكيميائية قبل أكثر من عشر سنوات. كما أننا عملنا في غزة على توفير الوقود وإدارة آلية قرار مجلس الأمن رقم 2720 لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. أما في لبنان، فقد كنا منخرطين في تنفيذ حلول متكاملة في مجالات البنية التحتية، والصحة، والطاقة، وإعادة تأهيل الطرق والبلديات. هذه لحظة حاسمة في الشرق الأوسط، في ظل قيادة جديدة في لبنان، ونظام جديد في سوريا، ووقف إطلاق النار في غزة. من الضروري التأكد من أن وكالات الأمم المتحدة مستعدة للتوسع في عملها. النهج التقليدي لن يكون كافيا، بل نحن بحاجة إلى تنفيذ المشاريع على نطاق واسع، وكذلك تعبئة المجتمع الدولي. هذه لحظة الحقيقة، حيث يصبح من الضروري ليس فقط تقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة، ولكن أيضا توفير الإمكانيات اللازمة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار.
ولهذا السبب، فإنني خلال هذه المهمة أقوم بزيارة زملائي والتفاعل مع الحكومات والسلطات المحلية والشركاء، وزيارة المشاريع القائمة، لفهم كيفية تنفيذها وتحديد الاحتياجات الجديدة التي تتطلب استجابة على نطاق أوسع
لا يوجد تعليقات