"الموت تهديد مستمر" .. صورة قاتمة لأطفال السودان في الذكرى الثانية للحرب

 

 
الخرطوم ـ نيويورك : اوروبا والعرب 

 

عشية الذكرى الثانية للنزاع في السودان في  15 نيسان/أبريل، حثّ الأمين العام للامم المتحدة  الأطراف على الوقف الفوري للقتال واتخاذ خطوات نحو عملية سياسية شاملة "لوضع السودان على طريق السلام والاستقرار". كما جدد دعوته للمجتمع الدولي إلى توحيد جهوده "لإنهاء هذا النزاع المروع".
مع اقتراب الصراع الوحشي في السودان من إكمال عامه الثاني، وجهت كبيرة مسؤولي الأمم المتحدة في البلاد تحذيرا حادا بشأن تفاقم الأوضاع هناك، وارتفاع مخاطر المجاعة، والنقص الخطير في تمويل جهود الإغاثة.
زفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، دعت كليمنتاين نكويتا - سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، المجتمع الدولي إلى تجديد دعمه لملايين المتضررين من هذه الأزمة.
وقالت: "الناس في وضع يائس. نناشد المجتمع الدولي ألا ينسى السودان، وألا ينسى الرجال والنساء والأطفال في السودان الذين وجدوا أنفسهم في هذا الوضع الصعب للغاية في هذه اللحظة الحرجة".
وحسب ماجاء في نشرة اخبار الامم المتحدة اليومية فانه وبعد عامين من الصراع في السودان، تكشف الأرقام عن واقع مرير يحاصر فيه الموت ما يقرب من 825 ألف طفل في محيط الفاشر وحدها، بينما تحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن "الموت تهديد مستمر" يخيّم على حياة هؤلاء الصغار.
متحدثة من بورتسودان، نقلت إيفا هندز، رئيسة قسم المناصرة والتواصل في يونيسف السودان صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية، لكنها في الوقت نفسه، أعربت عن أمل ضئيل بإمكانية تحسن الوضع لأطفال السودان الذين دفعوا ثمنا باهظا لحرب لم يكونوا سببا فيها.
وقالت هندز لأخبار الأمم المتحدة إن الوضع صعب للغاية في الفاشر والمناطق المحيطة بها وخاصة معسكر زمزم الذي كان قد أعلن عن تفشي المجاعة فيه، حيث قالت: "هذا مكان يمثل فيه الموت تهديدا مستمرا للأطفال، سواء كان ذلك بسبب القتال الدائر حولهم أو بسبب انهيار الخدمات التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة".
وتضيف مسؤولة اليونيسف أرقاما مفزعة أخرى، ففي شمال دارفور، قُتل أو أُصيب قرابة 70 طفلا في أقل من ثلاثة أشهر، بينما شهد معسكر زمزم وحده 16% من إجمالي الإصابات المؤكدة بين أطفال الفاشر نتيجة للقصف والغارات الجوية.
لكن التهديد لا يقتصر على القصف والمعارك. فبسبب إغلاق طرق الوصول واستهداف الجماعات المسلحة للقرى، أصبح توصيل المساعدات شبه مستحيل. ونتيجة لذلك، يواجه الأطفال وعائلاتهم نقصا حادا في المياه والغذاء والدواء والإمدادات الغذائية، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار.
وفي ظل انسحاب العديد من المنظمات، تقول إيفا هندز إن الشركاء المتبقين على الأرض يبذلون جهودا مضنية لمواجهة شبح المجاعة وسوء التغذية المتفشي، حيث يقدر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنحو 457,000، منهم قرابة 146,000 يعانون من النوع الوخيم الذي يجعلهم أكثر عرضة للوفاة بـ 11 مرة.
ومن جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة مقتل عشرات المدنيين في هجمات على مدينة الفاشر، ومخيمي زمزم وأبو شوك وغيرهما من المواقع القريبة التي يأوي إليها النازحون، في ولاية شمال دارفور.
وبحسب التقارير الواردة، قامت قوات تابعة لقوات الدعم السریع بھجمات بریة وجویة منسقة على المنطقة. وقد تم تأكید مقتل ما لا یقل عن تسعة عاملين إنسانيين من منظمة دولية غير حكومية، أثناء قيامهم بتشغيل أحد المراكز الصحية القليلة المتبقية في المنطقة. وهناك مخاوف من مقتل أكثر من مائة شخص آخرين، من بینھم أكثر من 20 طفلا، في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة.
وفي بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، ذكّر الأمين العام بأن عدد العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا في السودان قد ارتفع الآن ليصل إلى أكثر من 90 شخصا منذ بدء النزاع في نيسان/ أبريل 2023.
وقال السيد غوتيريش إن منطقة الفاشر محاصرة منذ أكثر من عام، "مما أدى إلى حرمان مئات الآلاف من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة"، وأشار إلى رصد حالات مجاعة في مخيم زمزم ومخيمين آخرين للنازحين في المنطقة.
وأكد أن الهجمات الموجهة ضد المدنيين والهجمات العشوائية محظورة تماما بموجب القانون الدولي الإنساني، وشدد على ضرورة احترام وحماية موظفي الإغاثة الإنسانية والعاملين في المجال الطبي.
وقال: "يجب تقديم مرتكبي هذه الهجمات إلى العدالة. هناك حاجة ماسة إلى وصول آمن ودون عوائق ومستدام إلى المنطقة، بما في ذلك مخيم زمزم. ويجب السماح للمدنيين الراغبين في المغادرة بمغادرتها بأمان".
 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات