
هدنة انسانية في الفاشر السودانية اقترحتها الامم المتحدة .. وافق عليها البرهان وفي انتظار "الرد السريع "
- Europe and Arabs
- السبت , 28 يونيو 2025 11:2 ص GMT
الخرطوم ـ نيويورك : اوروبا والعرب
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إنه يجري اتصالات مع الأطراف المتحاربة في السودان بغية تأمين هدنة إنسانية تُمكّن من معالجة الوضع المأساوي في مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور، غربي البلاد. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة
وجاء حديث غوتيريش ردا على سؤال صحفي بشأن بيان أصدره الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، ذكر فيه أنه أجرى مكالمة هاتفية مع الأمين العام وأنه ووافق على اقتراح منه بشأن وقف إطلاق نار لمدة أسبوع في الفاشر. وسُئل الأمين العام أيضا عما إذا كان قد تحدث مع قوات الدعم السريع.
وأوضح أنطونيو غوتيريش أن الاتصال بالجانبين يهدف بالأساس إلى تحقيق هذه الهدنة. وذكّر الأمين العام بالحادثة التي تعرضت فيها قافلة مساعدات كبيرة تابعة لليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي للقصف قبل فترة، منبها إلى أن سكان المنطقة "يتضورون جوعا وهم في وضع صعب للغاية".
وأكد ضرورة تأمين هدنة لتوزيع المساعدات، وأن يتم الاتفاق عليها مسبقا بهدف "إعداد عملية توصيل ضخمة للمساعدات" في منطقة الفاشر. وأعرب الأمين العام عن تفاؤله، قائلا: "تلقيت ردا إيجابيا من الجنرال البرهان، وآمل أن يدرك الجانبان مدى أهمية تجنب الكارثة التي نشهدها في الفاشر".
وصباح الجمعة عقد مجلس الأمن الدولي جلسة ناقش فيها الوضع في السودان. وخلال حديثها في الجلسة، قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي إن الكثير من الأرواح فُقِدت، وألحقت الكثير من الصدمات النفسية، وأصبح خطر اندلاع حرب إقليمية هائلا للغاية، بحيث لا يمكن السماح لهذا الصراع في السودان أن يستمر لفترة أطول، محذرة من أن هذا الصراع "عرض حياة المدنيين لخطر جسيم".
ودعت بوبي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء معاناة الشعب السوداني. وقالت: "لا تزال الظروف الأمنية مزرية، وتتميز بتغير خطوط المواجهة، والهجمات الجوية المتزايدة والعشوائية في كثير من الأحيان من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات".
ووفقا لتقارير اعلامية فقد أعلن الجيش السوداني قبوله بهدنة مؤقتة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لمدة أسبوع، بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين.
وفيما استجاب القائد العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان لطلب الهدنة الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لم يتضح بعد ما إذا كانت قوات الدعم السريع ستتخذ موقفًا مماثلًا أو ستلتزم بوقف إطلاق النار، الذي لم يُحدد موعد دخوله حيز التنفيذ بعد.
وقال غوتيريش للصحفيين يوم الجمعة: "نحن نتواصل مع كلا الجانبين لتحقيق هذا الهدف، وكان هذا هو السبب الأساسي وراء الاتصال الهاتفي. لدينا وضع مأساوي في الفاشر."
تقع الفاشر على بُعد أكثر من 800 كيلومتر (500 ميل) جنوب غرب الخرطوم، وهي تحت سيطرة الجيش السوداني. ومنذ حوالي عام، تحاول قوات الدعم السريع الاستيلاء عليها لبسط سيطرتها الكاملة على منطقة دارفور. وقد تعرض المدنيون فيها لهجمات قاسية ومتكررة.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن المنطقة بحاجة ماسة للمساعدات، وأنه يجب الاتفاق على هدنة قبل عدة أيام للتحضير لتوزيع المساعدات على نطاق واسع.
ويعاني المدنيون في السودان من أوضاع مأساوية جراء حرب دامية اندلعت في أبريل 2023، إثر تصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للسيطرة على الخرطوم، قبل أن تمتد إلى جميع أنحاء البلاد، وتودي بحياة ما يزيد على 20 ألف شخص.
كما دفعت الحرب أكثر من 14 مليون شخص إلى النزوح من ديارهم، بعضهم يعاني من مجاعة كارثية. وقد قدّر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن هناك 61,800 طفل يعانون من تبعات النزوح منذ بدء الحرب.
لا يوجد تعليقات