تبادل الاتهامات بين حماس واسرائيل حول عرقلة تنفيذ الاتفاق..ضحايا جدد في غزه مع عودة عائلات الى بيوتهم المدمرة وعشرات من الفلسطينيين الى بلجيكا في اطار التجمع العائلي

 

 
غزة ـ بروكسل: اوروبا والعرب

 

نفى المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم ما تردده إسرائيل بشأن معرفة الحركة بمواقع جثامين الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، واصفًا هذه الاتهامات بأنها "غير صحيحة".
وأوضح في تصريح لقناة الجزيرة القطرية أن حجم الدمار الناتج عن الحرب جعل عملية الوصول إلى الجثامين معقّدة، مشددًا على "حق سكان غزة في إدخال المعدات اللازمة لانتشال آلاف الضحايا من تحت الأنقاض".
وأكد قاسم التزام الحركة بالمرحلة الأولى من الاتفاق، معربًا عن استعدادها لتسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين "في أسرع وقت ممكن". في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حماس، بحسب مزاعمها، "تعرف مواقع الدفن لكنها لا تسلّم الجثامين حاليًا".
ميدانيًا، أعلنت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية قرب قرية كفر قود في جنين شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل ثلاثة فلسطينيين، بعد قصف واشتباكات وصفتها تل أبيب بأنها استهدفت "خلية مسلحة".
كما صدرت أوامر إسرائيلية بالاستيلاء على نحو 73 دونمًا من أراضي الفلسطينيين في رام الله والبيرة.
وفي غزة، وصلت رفات أحد الرهائن إلى معهد الطب الشرعي في تل أبيب، بعد تسلمها من الصليب الأحمر ونقلها إلى داخل إسرائيل بواسطة الجيش، وفق ما أوردته صحيفة "جيروزالِم بوست".
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن "أي محاولة من منظمات إرهابية لإعادة بناء بنيتها التحتية" في الضفة الغربية ستُقابل بـ"رد قاسٍ". وأضاف أن قيادة الجيش تلقت توجيهات باتخاذ "كل الإجراءات اللازمة للقضاء على التهديدات في المنطقة".
وأكد كاتس أن القوات الإسرائيلية ستستمر في التواجد في ما وصفها بـ"مخيمات الإرهابيين" في جنين وطولكرم ونور الشامس بهدف "منع تنفيذ هجمات"، مشدداً على أن "كل من يقدم الدعم أو المأوى للعناصر الإرهابية سيُعامل وفق نموذج مخيم جنين".
وتواصل حركة حماس عملياتها للبحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه توسيع نطاق البحث ليشمل مناطق جديدة، بعد أكثر من أسبوعين على بدء سريان الهدنة التي رعتها الولايات المتحدة.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، شوهدت جرافات وآليات حفر تعمل في موقع مخصص للبحث، فيما تجمع عدد من المواطنين لمتابعة الجهود الجارية لانتشال الرفات من تحت الركام الذي خلّفته الحرب الأخيرة.
وبحسب بنود الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، حركة حماس ملزمة بإعادة جميع جثامين الرهائن الإسرائيليين بأسرع وقت ممكن، مقابل أن تقوم إسرائيل بتسليم جثامين 15 فلسطينياً عن كل رهينة.
وحتى الآن، أعادت حماس رفات 15 رهينة، بينما سلّمت إسرائيل جثامين 195 فلسطينياً، كثير منهم ما زالوا مجهولي الهوية.
وفي محاولة لدعم اتفاق الهدنة، دخل فريق هندسي مصري إلى القطاع  السبت مزوّداً بمعدات ثقيلة تشمل حفارات وجرافات، وذلك في إطار جهود القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار، وفق ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين مصريين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما.
ترامب: "نراقب عن كثب"
وفي سياق متصل، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن بلاده تتابع عن كثب مدى التزام حماس بإعادة الجثامين. وقال في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت: "بعض الجثامين يصعب الوصول إليها، لكن هناك أخرى يمكن إعادتها الآن، ولسبب ما لا يتم ذلك".
وجاءت تصريحات ترامب في ظل ضغوط أمريكية متزايدة على الأطراف المعنية لتنفيذ بنود الهدنة بالكامل وضمان تقدّم المفاوضات نحو ترتيبات ما بعد الحرب في غزة.
لا تزال وسائل الإعلام الدولية ممنوعة من دخول غزة إلا عبر زيارات محدودة برفقة الجيش الإسرائيلي، فيما أكدت إسرائيل الأحد أن هذه القيود ما زالت سارية.
في المقابل، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها مطالبة إسرائيل بالسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني أزمة مجاعة خانقة، محذرين من أن تأخير وصول الإغاثة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أوسع.
وجرى الاعلان في بروكسل امس الاثنين، انه تم إجلاء 75 شخصًا من غزة إلى بلجيكا. وأعلنت وزارة الخارجية : "الأمر لا يتعلق بالعودة الطبية، بل بلم شمل العائلات". ووفقا لوسائل اعلام محلية في العاصمة البلجيكية ومنها صحيفة " نيوزبلاد " فانه "بعد ظهر يوم الاثنين، وصل 75 مستفيدًا إلى بلجيكا. هؤلاء مواطنون بلجيكيون، أو لاجئون معترف بهم، أو أقارب مقربون يحملون تأشيرة سارية أو تصريح إقامة. وكان هذا دائمًا في إطار لم شمل العائلات"، هذا ما قاله المتحدث باسم الوزارة، ديفيد جوردنز. وصل الركاب الـ 75 إلى مطار أوستيند بعد ظهر ذلك اليوم. "لذا، فالأمر لا يتعلق بالعودة الطبية".
بعد 7 أكتوبر 2023، وضعت الحكومة الفيدرالية السابقة قائمة بالأشخاص المؤهلين للعودة إلى الوطن. قال جوردنز: "قررت الحكومة الحالية مواصلة عمليات الإجلاء بناءً على هذه القائمة التي تضم حوالي 500 شخص".
تم إجلاء ما يقارب 850 مستفيدًا بلجيكيًا من غزة، وهناك 150 آخرون على قائمة الإجلاء. وأضافت الوزارة: "لا يمكننا حاليًا مشاركة أي معلومات حول عمليات الإجلاء اللاحقة. ومع ذلك، لا تزال وزارة الخارجية مُجهّزة لمساعدة المستفيدين الآخرين، الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، على مغادرة المنطقة".
من جانبه قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الناس في غزة استمروا في التحرك خلال اليومين الماضيين عبر القطاع، حيث تم منذ وقف إطلاق النار، تسجيل أكثر من 470 ألف تنقلا باتجاه الشمال. وتواصل العائلات العودة إلى بيوتها المدمرة، على الرغم من المخاطر المحيطة بالعديد من المباني، وانتشار الذخائر غير المنفجرة والحاجة الماسة إلى الماء والغذاء والخدمات الأساسية.
وأفاد المكتب باستمرار دخول المساعدات إلى القطاع، في هذه الأثناء، حيث تم جمع أكثر من 300 شاحنة محملة بالمساعدات من الجانب الفلسطيني - معظمها من معبر كرم أبو سالم - بين يومي الجمعة والسبت. 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات