تغير المناخ يفاقم حالة طوارئ صحية عالمية .. يودي بحياة أكثر من نصف مليون شخص سنويا بسبب الحر الشديد، ويهدد المستشفيات في جميع أنحاء العالم

- Europe and Arabs
- السبت , 15 نوفمبر 2025 7:40 ص GMT
بيليم البرازيلية : اوروبا والعرب
يفاقم تغير المناخ بالفعل حالة طوارئ صحية عالمية، إذ يودي بحياة أكثر من نصف مليون شخص سنويا بسبب الحر الشديد، ويهدد المستشفيات في جميع أنحاء العالم، وفقا لتقرير صدر يوم الجمعة خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب - 30) المنعقد في مدينة بيليم البرازيلية.
يحذر التقرير الخاص حول الصحة وتغير المناخ - الصادر عن منظمة الصحة العالمية والحكومة البرازيلية - من أن واحدا من كل 12 مستشفى قد يواجه إغلاقا بسبب تغير المناخ. ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية النظم الصحية في عالم يشهد ارتفاعا سريعا في درجات الحرارة.
يأتي هذا في أعقاب إطلاق خطة عمل بيليم للصحة يوم الخميس، وهي مبادرة رائدة لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب – 30) تضع الصحة في صميم سياسات المناخ. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم السبت ونقلت عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس انه قال إن "أزمة المناخ أزمة صحية، وليست في المستقبل البعيد، بل هنا والآن".
وأضاف: "يقدم هذا التقرير الخاص أدلة على تأثير تغير المناخ على الأفراد والأنظمة الصحية، وأمثلة واقعية على ما يمكن للدول فعله - وما تفعله بالفعل - لحماية الصحة وتعزيز الأنظمة الصحية".
أهمية التقرير
تجاوز ارتفاع درجات الحرارة العالمية بالفعل حد 1.5 درجة مئوية. ويخلص التقرير إلى أن ما بين 3.3 و3.6 مليار شخص يعيشون في مناطق معرضة بشدة لتأثيرات المناخ، بينما تواجه المستشفيات خطرا أعلى بنسبة 41% للتضرر من جراء الظروف الجوية القاسية مقارنة بعام 1990.
وبدون إزالة الكربون بسرعة، قد يتضاعف عدد المرافق الصحية المعرضة للخطر بحلول منتصف القرن. ويساهم قطاع الصحة نفسه بنحو 5% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، مما يؤكد الحاجة إلى انتقال سريع إلى أنظمة صحية مرنة ومنخفضة الكربون.
ثغرات رئيسية في التكيف الصحي
يسلط التقرير الضوء على ثغرات صارخة في تخطيط التكيف الصحي، وهي كالآتي:
⬅️ تُقيّم 54% فقط من الخطط الوطنية للتكيف الصحي، المخاطر التي تهدد المرافق الصحية.
⬅️ يراعي أقل من 30% منها الفوارق في الدخل.
⬅️ يراعي 20% فقط منها النوع الاجتماعي.
⬅️ أقل من 1% منها يشمل الأشخاص ذوي الإعاقة.
تم إحراز تقدم، حيث تضاعف عدد البلدان التي لديها أنظمة إنذار مبكر بالمخاطر المتعددة بين عامي 2015 و2023، لكن التغطية لا تزال متفاوتة، لا سيما في أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة.
ما يتم إنجازه
في إطار إعطاء مزيد من الزخم لتلك الجهود، تعهد تحالف يضم أكثر من 35 مؤسسة خيرية اليوم بتقديم 300 مليون دولار لتسريع إيجاد حلول للتحديات التي تتقاطع فيها قضايا المناخ والصحة.
سيدعم تحالف ممولي المناخ والصحة - الذي يضم مؤسسات بلومبرغ الخيرية، ومؤسسة غيتس، ومؤسسة إيكيا، ومؤسسة روكفلر، وصندوق ويلكوم - الابتكارات والسياسات والأبحاث المتعلقة بالحرارة الشديدة، وتلوث الهواء، والأمراض الحساسة للمناخ، بالإضافة إلى تعزيز النظم الصحية وتكامل البيانات.
يدعم هذا التحالف، في أول جهوده التمويلية، خطة عمل بيليم للصحة، ويهدف إلى تقديم تدخلات تنقذ الأرواح الآن.
مع تسجيل العقد الماضي أعلى درجة حرارة على الإطلاق، واستمرار درجات الحرارة قرب أعلى مستوياتها التاريخية، يحذر الخبراء من أن التقاعس عن اتخاذ الإجراءات ينذر بعواقب وخيمة على صحة الإنسان.
التكيف أمر ملح
تحدثت أخبار الأمم المتحدة مع إثيل ماسيل، المبعوثة الخاصة للصحة لمؤتمر الأطراف الثلاثين، وواحدة من المشاركات في وضع خطة عمل بيليم للصحة، حيث أكدت أن تغير المناخ لم يعد تهديدا بعيدا، بل يعيد تشكيل النظم الصحية الآن.
وتساءلت: "كيف نهيئ وحداتنا الصحية ومستشفياتنا ومنشآتنا لهذه الأحداث المتطرفة التي ستحدث بوتيرة متزايدة؟ وكيف يمكننا توفير التدريب وبناء القدرات للعاملين في مجال الصحة حتى يتمكنوا من مواجهة هذه الأحداث المتطرفة التي ستنجم عما نشهده بالفعل من تغيرات مناخية؟"
ومضت قائلة: "من الأمثلة هنا في البرازيل، فيضانات العام الماضي في ريو غراندي دو سول، التي تسببت في أكبر وباء حمى ضنك في التاريخ، كانت مدفوعة بهذه التغيرات المناخية. لذا، ليس علينا التفكير في المستقبل؛ إنه يحدث الآن. لذا، فإن التفكير في كيفية تكييف نظامنا أمر مُلِحّ".
وشهد مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين لتغير المناخ (كوب – 30) المنعقد في مدينة بيليم البرازيلية، إطلاق خطة عمل لأنظمة الصحة العالمية للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة والطقس المتطرف، وصفتها البرازيل بأنها "لحظة حاسمة لإثبات قوة قطاع الصحة في العمل المناخي العالمي".
الخطة التي حملت اسم "خطة عمل بيليم للصحة"، تبنتها وكالات الأمم المتحدة والشركاء والحكومات اليوم الخميس، والتي تركز على معالجة أوجه عدم المساواة في الرعاية الصحية.
جاء اعتماد الخطة في اليوم المخصص للصحة في مؤتمر الأطراف الثلاثين كاعتراف بأن أزمة المناخ هي أيضا أزمة صحية. وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عشية المؤتمر من أنه "لو كان كوكبنا مريضا، لأُدخِل إلى العناية المركزة".
لا تشكل الحرارة الشديدة والفيضانات والجفاف والعواصف تهديدات بيئية فحسب، وإنما تسهم أيضا في تفشي الأمراض وانعدام الأمن الغذائي والمائي وتعطيل الخدمات الصحية الأساسية.

لا يوجد تعليقات