
قمة بريكس .. تبحث التوسع فى تكتل الأسواق الناشئة وتقليص هيمنة الدولار على التعاملات التجارية العالمية..هل سترسل روسيا صفقات حبوب مجانية للدول النامية ؟وماهي فرص انضمام السعودية ؟
- Europe and Arabs
- الثلاثاء , 22 أغسطس 2023 11:42 ص GMT
بروكسل ـ عواصم : اوروبا والعرب ـ ووكالات
اهتمت وسائل الاعلام المختلفة بما جاء في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية وسلطت فيه الضوء على قمة مجموعة "بريكس" التى تنطلق اليوم فى جنوب أفريقيا وتضم فى عضويتها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، مشيرا إلى أن قادة الدول الأعضاء يسعون خلال قمتهم الحالية إلى تقليص هيمنة الدولار الأمريكى على التعاملات التجارية العالمية.بحسب مانقلت وكالة انباء الشرق الاوسط
وأشار كاتب المقال جاسون بورك إلى أن قادة "بريكس" يسعون أيضا خلال قمتهم إلى توسيع عضوية المجموعة لتشمل دولا أخرى، موضحا أن تكتل الدول النامية يضم بالفعل في الوقت الحالي ما يقرب من نصف سكان العالم.
وقال الكاتب إن القمة التي تنطلق اليوم تهدف إلى تعزيز قدرات المجموعة في مواجهة التكتلات الغربية، مشيرا إلى أن العديد من قادة الدول الأخرى في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط سوف يشاركون في قمة اليوم التي تستضيفها جوهانسبرج.
ولفت إلى أن القمة سوف تشهد حضور كل من رئيس وزراء الهند ناريندا مودي ورئيس الصين شي جين بينج ورئيس البرازيل لولا دي سيلفا فضلا عن رئيس الدولة المضيفة سيريل رامافوزا .. مشيرا إلى أن روسيا سوف يمثلها وزير خارجيتها سيرجي لافروف.
وأضاف المقال أن أعمال القمة سوف تشهد مساعي حثيثة من جانب الدول الأعضاء، التي تمثل اقتصاداتها ما يقرب من 25 بالمائة من اقتصادات العالم، نحو تعزيز التعاون الاقتصادي في مواجهة تدخل الولايات المتحدة والدول الغربية في شئون الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم.
وأبرز المقال تصريحات رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أول أمس الأحد التي أعلن فيها أن بلاده لن تنجر إلى صراع بين القوى الكبرى وأنها تسعى إلى تشكيل عالم خال من الاستقطاب والمعسكرات المتنافسة.. مؤكدا أن قرار بلاده بعدم التحيز لأي طرف من أطراف النزاع الدولي لا يعني أنها تتبنى موقفا محايدا فيما يخص المسائل التي تمس المصلحة الوطنية.
وبين المقال أن التحركات نحو تقويض هيمنة الدولار الأمريكي على التعاملات التجارية العالمية ستسهم في تمكين روسيا من التصدي للعقوبات التي فرضتها الدول الغربية عليها في أعقاب العملية الروسية الخاصة التي شنتها موسكو على أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
ولفت المقال كذلك إلى مساعي الصين خلال القمة لتوسيع عضوية التجمع ليشمل المزيد من الدول النامية من أجل توسيع دائرة نفوذها وتعزيز جهودها الرامية إلى تشكيل قوة اقتصادية لها القدرة على منافسة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
وسلط الكاتب الضوء في هذا الصدد على تصريحات سفير الصين في جنوب أفريقيا تشين زيادونج الأسبوع الماضي في بريتوريا والتي قال فيها إن النظام الحالي الذي يسود العالم أصبح مختلا وعديم الجدوى كما أنه بات يشوبه العديد من جوانب القصور، موضحا أن مجموعة بريكس أصبحت تمثل قوة ضاربة لها ثقلها في الدفاع عن العدل الدولي.
وفي نفس الاطار ذكر تقرير "صوت أمريكا" أن روسيا والصين تتطلعان إلى كسب المزيد من الأرضية السياسية والاقتصادية في العالم النامي في قمة "بريكس" الخامسة عشر المنعقدة غداً في جنوب أفريقيا. وذكر التقرير أن قادة الكتلة الاقتصادية لمجموعة "البريكس" في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا يعقدون خلال ثلاثة أيام اجتماعات في جوهانسبرج، مع حضور رئيس الصين شي جين بينج للتأكيد على أن استثمارات بلاده في "البريكس" على مدار العقد الماضي، أمست طريقاً ممهداً لتحقيق طموح البلاد.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيظهر عبر رابط فيديو بينما يحضر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا القمة إلى جانب رئيس الصين.
وتوقع التقرير أن تسفر مخرجات القمة الرئيسية يوم الأربعاء - والاجتماعات الجانبية يومي الثلاثاء والخميس - عن دعوات عامة لمزيد من التعاون بين دول الجنوب العالمي وسط استياءها المتزايد من الهيمنة الغربية للمؤسسات العالمية، موضحاً أن هذا شعور يسعد روسيا والصين، كما يحضر قادة أو ممثلو عشرات الدول النامية الاجتماعات الجانبية.
ولفت التقرير إلى تتطرق قمة البريكس في نسختها الـ15 إلى التوسع المقترح للتكتل، الذي تشكل في عام 2009 من قبل دول الأسواق الناشئة في البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت جنوب إفريقيا للتكتل في العام التالي.
وذكر التقرير أن جنوب إفريقيا أكدت رغبة المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من بين أكثر من 20 دولة تقدمت رسميًا للانضمام إلى مجموعة "البريكس" في توسع محتمل آخر، فيما اعتبر التقرير أن أي تحرك نحو إدراج ثاني أكبر منتج للنفط في العالم (السعودية) في كتلة اقتصادية مع روسيا والصين من شأنه أن يلفت انتباه الولايات المتحدة وحلفائها بوضوح في مناخ جيوسياسي معقد للغاية.
ومن جانبها، قالت تلميز أحمد، سفير الهند السابق لدى المملكة العربية السعودية: "إذا انضمت المملكة العربية السعودية إلى مجموعة البريكس، فسوف تجلب أهمية غير عادية لهذا التجمع".
وفق التقرير، يقول المحللون إنه حتى الاتفاق على مبدأ توسيع البريكس، والذي يتكون بالفعل من جزء كبير من أكبر اقتصادات العالم النامي، هو انتصار للرؤية الروسية والصينية للكتلة، في مقابل مجموعة السبع، فكلاهما يفضل إضافة المزيد من الدول لتعزيز نوع من التحالف - حتى لو كان رمزيًا فقط - وسط الخلاف الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة وروسيا في مواجهة شبيهة بالحرب الباردة مع الغرب بسبب أزمة أوكرانيا.
وأشار التقرير إلى رغبة دول أخرى للانضمام لبريكس مثل: مصر والأرجنتين والجزائر وإيران وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة، فيما يرى البروفيسور أليكسيس هابياريمي من كلية الأعمال والاقتصاد بجامعة جوهانسبرج، حال انضمام عدد من الدول ذات الثقل، "فسينتهي الأمر بكتلة اقتصادية أكبر، تشعر بالقوة".
ويقول تشين شياودونج، سفير الصين في جنوب إفريقيا: "أصبح توسع مجموعة البريكس القضية الأكثر شيوعًا في الوقت الحالي...التوسع هو المفتاح لتعزيز حيوية آلية البريكس... أعتقد أن قمة هذا العام ستشهد خطوة جديدة وقوية على هذه الجبهة".
وفي سياق موازي، شددت الولايات المتحدة على علاقاتها الثنائية مع جنوب إفريقيا والبرازيل والهند في محاولة لتعويض أي نفوذ روسي وصيني ضخم ينبثق عن مجموعة البريكس إذ أكدت وزارة الخارجية إن واشنطن "منخرطة بعمق مع العديد من الأعضاء البارزين في اتحاد البريكس".
على صعيد متصل، يتابع الاتحاد الأوروبي عن كثب الأحداث التي تمضي في جوهانسبرج، ولكن مع التركيز الوحيد تقريبًا على ملف الأزمة الأوكرانية وجهود الكتلة المستمرة لتوجيه إدانة موحدة للغزو الروسي من قبل العالم النامي، ويقول المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو إن الاتحاد الأوروبي يدعو قادة تجمع "البريكس" إلى استغلال اللحظة لدعم القانون الدولي.
وتوقع التقرير أنه عقب وقف صفقة تسمح بمرور الحبوب من أوكرانيا الشهر الماضي، قد يستخدم الرئيس الروسي تجمع البريكس للإعلان عن المزيد من شحنات الحبوب الروسية المجانية إلى الدول النامية، وإظهار «حسن النية» للعالم النامي.
وتطرق التقرير إلى تناول قمة البريكس التحديات التي تواجه الدول بسبب هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي وتداعياته على الدول النامية وإمكانية التبادل التجاري بالعملات المحلية الأمر الذي اعتبره مراقبين أمراً بعيد المنال ويجعل العالم أكثر تعقيدًا.
لا يوجد تعليقات