الامم المتحدة تخاطب قادة العالم التحرك لتفادي ازمات كارثية في غزة ولبنان والسودان


عواصم : اوروبا والعرب  
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن أحلك لحظات الصراع في غزة تتكشف في شمال القطاع، حيث يُعرّض الجيش الإسرائيلي السكان بأكملهم للقصف والحصار وخطر المجاعة، فضلا عن إجبارهم على الاختيار بين التهجير الجماعي أو أن يعلقوا في منطقة نزاع نشط.
وفي بيان صحفي أصدره امس الجمعة، أضاف تورك أن "الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم بشكل لا يمكن تصوره. سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين. إننا نواجه ما يمكن أن يرقى إلى مستوى الجرائم الوحشية، بما في ذلك ما يحتمل أن يصل إلى الجرائم ضد الإنسانية".
وأشار تورك كذلك إلى تقارير تفيد بأن الجماعات الفلسطينية المسلحة تواصل العمل بين المدنيين، بما في ذلك أماكن الإيواء، مما يعرض المدنيين للخطر، مشددا على أن هذا أمر غير مقبول على الإطلاق.
وذكر أن إمكانية الوصول إلى الشمال محدودة جدا، مضيفا أن "الجيش الإسرائيلي يقوم بقصف المستشفيات. وقد قُتل وجُرح موظفون ومرضى أو أُجبِروا على الإخلاء في الوقت عينه. الملاجئ، التي كانت في السابق مدارسَ، تتعرض للقصف يوميا. الاتصال مع العالم الخارجي يبقى محدودا للغاية. وما زال الصحفيون يتعرضون للقتل".
وقال المفوض السامي: "بموجب اتفاقيات جنيف، يقع على عاتق الدول التزام بالتحرك عند ارتكاب انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني. وبموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، على الدول الأطراف أيضا مسؤولية التحرك لمنع مثل هذه الجريمة حين يصبح خطر حدوثها ظاهرا".
ووجه مناشدة إلى قادة العالم قائلا: "أذكركم بمسؤوليتكم لضمان احترام القانون الدولي الإنساني كما هو منصوص عليه في اتفاقيات جنيف. فهذه قواعد مقبولة ومُلزمة عالميا وُضِعَت للحفاظ على الحد الأدنى من الإنسانية. أناشدكم أن تضعوا حماية المدنيين وحقوق الإنسان في المقام الأول، وألا تتخلوا عن الحد الأدنى من الإنسانية".
وفي لبنان "يواجه لبنان حاليا أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية، مع تزايد وقوع الضحايا المدنيين، والنزوح الجماعي، والدمار الواسع للبنية التحتية المدنية في جميع أنحاء البلاد"، هذا ما قالته منسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان مشددة على ضرورة أن تكون حماية المدنيين أولوية قصوى.
المسؤولة الأممية جينين- هينيس بلاسخارت قالت في بيان صحفي إن من يوفرون استجابة فورية ويلبون نداء المساعدة، بما في ذلك الكوادر الصحية والمسعفون، تعرضوا لضربات قاسية أيضا. وأعربت عن القلق البالغ لزيادة عدد الهجمات التي تطال المنشآت الصحية والعاملين فيها.
وأشارت بلاسخارت إلى أن ضربة إسرائيلية- في وقت سابق من هذا الأسبوع- قرب مدخل مستشفى رفيق الحريري الجامعي (أكبر مستشفى حكومي في لبنان) قد أسفرت عن مقتل 18 شخصا، من بينهم أربعة أطفال وأربعة عاملين في مجال الرعاية الصحية، فيما تم إخلاء مستشفى آخر في الضاحية الجنوبية لبيروت وسط حالة من الذعر واسعة النطاق بسبب مزاعم حول استخدام أحد مبانيه.
وشددت على ضرورة بذل كل جهد لحماية المستشفيات، بموجب القانون الدولي الإنساني، من أي ضرر، "فكل ضربة تؤثر على قطاع الرعاية الصحية أو تخرج مستشفى آخر عن الخدمة تزيد الضغط على نظام صحي منهك أصلا، مما يهدد تقديم الخدمات الطبية الحيوية للحالات المتزايدة". وشددت على ضرورة حماية العاملين في الرعاية الصحية والذين يوفرون استجابة فورية.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي أعرب فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة عن القلق إزاء تقرير أفاد بأن قصفا إسرائيليا في النبطية ضرب شقة يقيم فيها صحفيون وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام. وقد أكدت السلطات اللبنانية أن القصف أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين بجراح.
وأضافت المسؤولة الأممية: "شهدنا مؤخرا هجمات تستهدف الصحافة. عندما يُستهدف الصحفيون الذين يحظون بحماية القانون الدولي الإنساني، فإن ذلك يشكل تهديدا لحقوقنا الأساسية التي تتعلق بحرية المعلومات والتعبير".
وأكدت أن على جميع الأطراف المتنازعة احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وقالت: "حتى الحروب لها قواعد".
اليونيفيل
وجنوب نهر الليطاني تواصل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (الـيونيفيل) الإبلاغ عن وقوع أعمال قتالية في منطقة عملياتها، مع وقوع حوادث متكررة من إطلاق النار المباشر وغير المباشر على مواقع الأمم المتحدة بما يعرض حفظة السلام للخطر.
وذكرت بعثة اليونيفيل أنها تتخذ تدابير مكثفة لحماية سلامة وأمن جنود حفظ السلام التابعين لها، إلا أن الوضع الأمني يشكل تحديا بالغ الصعوبة. 
وفي السودان ، حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة اليونيسف من التفاقم المستمر للأزمة الإنسانية في السودان، حيث يحتاج ملايين الأشخاص بشدة إلى المساعدة. وأفادت الوكالتان بأن 3.7 مليون طفل تحت سن الخامسة معرضون للإصابة بسوء التغذية الحاد هذا العام.
وقد أدى الصراع في السودان- الذي اندلع في 15 نيسان/أبريل 2023- إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، سواء داخليا أو عبر الحدود ودفع ملايين آخرين إلى حالة من الضعف الشديد، وخاصة الأطفال. 
مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو ونائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان قالا في بيان مشترك إن الوصول إلى الخدمات الأساسية - مثل المياه الآمنة والرعاية الصحية والمأوى - محدود للغاية، "وفيما تنهار البنية التحتية الحيوية، يتعين تكثيف الاستجابة الدولية على الفور لمواكبة حجم الاحتياجات الهائل".
ويواجه ما يقدر بنحو 13 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي. وتشرف 14 منطقة في جميع أنحاء البلاد على حافة المجاعة، فيما تم تأكيد ظروف المجاعة في مخيم زمزم شمال دارفور.
وقال المسؤولان إن هناك 3.7 مليون طفل دون سن الخامسة من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد الشديد هذا العام وحده وهم في حاجة ماسة إلى علاج منقذ للحياة. وأضافا أن هؤلاء الأطفال ضعفاء بالفعل بسبب الجوع

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات