غزة : قلق أممي بالغ إزاء تقارير عن ارتفاع عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين ..لبنان: تردي الوضع الإنساني يتجاوز شدة حرب 2006


غزة ـ بيروت: اوروبا والعرب
أعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة" اوتشا"  عن قلق بالغ إزاء التقارير المستمرة عن ارتفاع عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين بشكل خاص في محافظة شمال غزة، حيث تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية. بحسب نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم الثلاثاء 
وفي الوقت نفسه، أفاد مكتب أوتشا بأنه خلال الشهر الماضي، لم تسمح السلطات الإسرائيلية سوى بالوصول الإنساني إلى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون على أساس استثنائي، "مما يجعلنا غير قادرين على تأكيد ظروف الأشخاص في الداخل ونحن قلقون على سلامتهم".
وحذر مكتب أوتشا من أن الإمدادات الإنسانية - المحدودة بالفعل - التي تدخل غزة قد تضاءلت بشكل أكبر منذ أكتوبر. أما الواردات من الجهات الخاصة فهي محظورة فعليا، ولا تسمح السلطات الإسرائيلية سوى باستخدام ثلاث نقاط دخول - كرم أبو سالم، والبوابة 96، التي تقع بالقرب من دير البلح، وإيريز غرب (بيت حانون).
وعلاوة على ذلك، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بعدم إمكانية الوصول إلى هذه المناطق الحدودية إلا من خلال طرق شديدة الخطورة. وقد حظرت السلطات الإسرائيلية استخدام معظم الطرق المؤدية إلى هذه النقاط أو أصبحت غير آمنة بسبب الأعمال العدائية المستمرة. أما الطرق المتاحة فهي غالبا تكون في حالة سيئة وعرضة للنهب المسلح الذي يغذيه انهيار النظام العام والسلامة.
وأشار العاملون في المجال الإنساني إلى أن الإمدادات التي تصل إلى المعبر الشمالي عند معبر إيريز غرب لا يمكن إرسالها إلا إلى مدينة غزة، حيث يتم رفض طلبات إيصالها إلى المناطق المحاصرة في محافظة شمال غزة باستمرار.
من جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمي من أنه مع اقتراب فصل الشتاء، قد يتفاقم نقص الغذاء والإمدادات الإنسانية الحيوية الأخرى التي تدخل قطاع غزة إلى المجاعة ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية. في أكتوبر، قال برنامج الأغذية العالمي إنه لم يتمكن من الوصول سوى إلى 42 في المائة من 1.1 مليون شخص من المستهدفين بالمساعدات الغذائية في غزة، مع انخفاض الحصص الغذائية بسبب انخفاض مستويات المساعدات.
من ناحية أخرى، سلط ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن الضوء على الوضع الصحي المتردي وحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة. وقدم من دير البلح في وسط غزة إحاطة عبر الفيديو للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، امس الاثنين.
وسلط الدكتور بيبركورن - الذي عاد لتوه من مهمة إلى شمال غزة - الضوء على ما وصفه بالوضع المتردي في ثلاثة مستشفيات في شمال غزة، وهي العودة وكمال عدوان والإندونيسي، مبينا أن المستشفى الإندونيسي لا يعمل. بينما يعمل مستشفيا العودة وكمال عدوان بصورة جزئية.
وقال إن منظمة الصحة العالمية واجهت تحديات في تنفيذ المهام الإنسانية، خلال شهرأكتوبر، مشيرا إلى أن العديد من هذه البعثات إما ألغيت أو أعيقت. ولكن مع ذلك، قال الدكتور بيبركورن إن المنظمة أكملت بنجاح، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، سبع بعثات. 
وفي لبنان حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الوضع الإنساني في لبنان وصل إلى مستويات "تجاوزت شدة حرب 2006 وسط تصاعد الأعمال العدائية".
وفي مؤتمر صحفي عقد في نيويورك امس الاثنين، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن قطاع الصحة في جميع أنحاء البلاد "يستمر في مواجهة هجمات بلا هوادة، حيث يقع الموظفون والمرافق والموارد في مرمى النيران بشكل متزايد، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية الصحية الهشة بالفعل في لبنان".
يوم الاحد تسببت غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مستشفى تبنين في قضاء بنت جبيل في أضرار جسيمة للمستشفى، مما أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص، كما ألحقت غارة جوية أخرى بالقرب من مستشفى بعلبك أضرارا كبيرة بالمنشأة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، قُتل 110 من العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء أداء واجبهم، وذلك منذ تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي. وأشارت المنظمة إلى أنه وقع ما لا يقل عن 60 هجوما على مرافق الرعاية الصحية خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية.
وأعرب السيد دوجاريك عن قلق المنظمة الشديد إزاء التأثير المتزايد للأعمال العدائية على المدنيين، حيث تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية في الانهمار على لبنان، ويتابع حزب الله إطلاق المسيرات والصواريخ على إسرائيل، بينما تتواصل الاشتباكات المباشرة بين الطرفين في جنوبي البلاد مع استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي البرية. 
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة: "ندين خسارة أرواح المدنيين. يجب على جميع الجهات الفاعلة الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية".
على الصعيد الإنساني، سلمت وكالة الأونـروا إمدادات طبية ووقودا للمولدات في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في صور ، بينما وزعت اليونيسف إمدادات الطوارئ، بما في ذلك مجموعات النظافة والكرامة، على النازحين في أجزاء أخرى من المدينة الجنوبية.
في منطقة بعلبك الهرمل، وصلت قافلة إنسانية تحمل مواد غذائية ومجموعات نظافة للنازحين في مأوى جماعي، ووصلت قافلة أخرى محملة بإمدادات طبية إلى مركز للرعاية الصحية الأولية في اللبوة.
ولا تزال منشآت اليونيفيل تتأثر بالأعمال العدائية، حيث أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة إن موقعا تابعا للمنظمة بالقرب من بلدة مركبا تعرض يوم السبت لأضرار في حاوياته الجاهزة ومحيطه بسبب عمليات الهدم الإسرائيلية القريبة. وأضاف أن انفجارا آخر بالقرب من مقر اليونيفيل في الناقورة ألحق أضرارا أيضا بمركبة أممية، فيما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وقال السيد دوجاريك: "نذكر مرة أخرى جميع الجهات الفاعلة بحرمة مباني الأمم المتحدة ومسؤوليتها عن حماية قوات حفظ السلام الأممية.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات