امين عام الأمم المتحدة يحث مجموعة العشرين على بذل جهود قيادية لتعزيز السلام والعمل المناخي..تناول الاوضاع في غزة ولبنان والسودان واوكرانيا


ريو دي جانيرو : اوروبا والعرب 
حث الأمين العام للأمم المتحدة قادة دول مجموعة العشرين على استخدام نفوذهم الاقتصادي والدبلوماسي لتعزيز السلام والعمل المناخي وتمويل جهود التنمية في الدول الضعيفة، مشددا على ضرورة إسراع جهود معالجة التحديات المشتركة.
يمثل أعضاء مجموعة العشرين نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 75% من التجارة العالمية ونحو ثلثي عدد سكان العالم. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم ال
وفي مؤتمر صحفي في البرازيل قبيل انعقاد قمة العشرين، تحدث الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن أبرز تحديات ما وصفها بـ"الأوقات المضطربة"، وقال: "وصلتُ قادما من مؤتمر المناخ التاسع والعشرين في باكو – أذربيجان. من باكو إلى البرازيل وما أبعد من ذلك أرى وأسمع قضايا ومخاوف مشتركة. إن أوقاتنا مضطربة، ونحن بحاجة إلى أن نسابق بشكل أسرع لمعالجة التحديات الأساسية المشتركة".
تحدث الأمين العام عن أزمة المناخ وتسجيل أرقام قياسية للطقس فيما تستعر الصراعات ويتفشى الإفلات من العقاب بارتكاب انتهاكات متكررة للقانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة. وقال إن انعدام المساواة يتنامى فيما يتعطل التقدم نحو القضاء على الفقر والجوع.
كما أشار أنطونيو غوتيريش إلى أن أهـداف التنمية المستدامة لا تسير على المسار الصحيح لتحقيقها، وقال إن التكنولوجيات الجديدة لديها إمكانات غير مسبوقة لتحقيق الخير والشر. وأضاف: "عدم قدرتنا على التصدي لتلك التحديات يقوض ثقة الشعوب في الحكومات والمؤسسات".
وأكد الأمين العام أن التهديدات التي يواجهها العالم اليوم مترابطة ودولية، إلا أن المؤسسات الدولية المعنية بحل المشاكل تحتاج بشكل عاجل إلى تحديث كما قال غوتيريش مشيرا بشكل خاص إلى مجلس الأمن الدولي الذي قال "إنه يعكس عالم ما قبل 80 سنة مضت".
أشار الأمين العام إلى أن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة اعتمدت في أيلول/سبتمبر مـيثاق المستقبل للمساعدة في تعزيز تعددية الأطراف والنهوض بأهداف التنمية المستدامة. وقال إنه جاء إلى ريو، بالبرازيل برسالة بسيطة مفادها أن على قادة مجموعة العشرين أن يقودوا الطريق وأن يستخدموا نفوذهم الاقتصادي والدبلوماسي للتصدي للمشاكل الدولية.
السلام والتمويل والمناخ
ركز الأمين العام على ثلاثة مجالات رئيسية يتعين على المجموعة العمل على صعيدها:
أولا السلام، وقال إن الناس يدفعون ثمنا مروعا للحروب وشدد على ضرورة تعزيز جهود تحقيق السلام. وأضاف:
"السلام في غزة- بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج فورا عن جميع الرهائن وبدء عملية لا رجعة فيها باتجاه تحقيق حل الدولتين. 
السلام في لبنان- بوقف لإطلاق النار واتخاذ خطوات مجدية باتجاه تطبيق قرارات مجلس الأمن بشكل كامل.
السلام في أوكرانيا- باتباع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. 
السلام في السودان- بأن يضغط القادة على الطرفين المتحاربين لإنهاء العنف المروع والأزمة الإنسانية التي يواجهها المدنيون".
وقال غوتيريش إن السلام في كل مكان يتطلب إجراءات تقوم على قيم ميثاق الأمم المتحدة وسيادة القانون ومبادئ السيادة والاستقلال السياسي وسلامة أراضي الدول.
المجال الثاني الذي ركز عليه الأمين العام هو التمويل، وقال إن الدول الضعيفة تواجه عوائق هائلة ليست من صنعها وإنها لا تحصل على مستوى الدعم الذي تحتاجه من الهيكل المالي العالمي "الظالم وغير الفعال الذي عفا عليه الزمن".
وأضاف أن ميثاق المستقبل يدعو إلى إصلاحات طموحة لجعل هذا النظام أكثر تمثيلا للاقتصاد الدولي واحتياجات الدول النامية والضعيفة.
وانتقل الأمين العام  إلى الحديث عن المجال الثالث وهو المناخ، وأعرب عن قلقه إزاء وتيرة المفاوضات في مؤتمر المناخ المنعقد في باكو (كوب-29). وشدد على ضرورة أن تتفق الدول على هدف تمويل مناخي طموح يرقى إلى نطاق التحدي الذي تواجهه الدول النامية.
وقال إن وجود هدف طموح وذي مصداقية أمر ضروري لبناء الثقة بين الدول النامية والمتقدمة وتحفير إعداد خطط وطنية طموحة العام المقبل. وأضاف أن "التمويل يغذي الطموح". وقال إن الوقت قد حان للقيادة بالقدوة من أكبر الاقتصادات والمتسببين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وبالنسبة للأمين العام فإن "الفشل ليس خيارا". وأشار إلى أن السياسات المناخية الحالية للدول تدفع العالم إلى ارتفاع كارثي في درجات الحرارة يبلغ 3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.
وقال: "لتجنب أسوأ كارثة مناخية في المستقبل، يتعين علينا الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، لذا يجب خفض الانبعاثات بنسبة 9% سنويا حتى عام 2030، ولكن الانبعاثات ما زالت تتزايد".
وأشار إلى أن الدول العشرين مسؤولة عن 80% من غازات الاحتباس الحراري في العالم، وشدد على ضرورة أن تقود هذه الدول بخطط مناخية وطنية تتبع الإرشادات التي اتفقوا عليها العام الماضي.
وفيما تستعد البرازيل لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب-30) العام المقبل، قال الأمين العام إنه يعمل عن كثب مع الرئيس البرازيلي على جهود حشد دولية لتأمين أعلى مستويات الطموح من جميع الدول وخاصة مجموعة العشرين.
أكد أيضا على أهمية محاربة "حملات التضليل المنسقة" التي تعيق التقدم العالمي في مجال تغير المناخ، بدءا من إنكار التغير المناخي إلى "التمويه الأخضر" والمضايقات الموجهة لعلماء المناخ.
وفيما يواجه العالم تحديات كثيرة، إلا أن هناك حلولا كثيرة أيضا كما قال الأمين العام. وشدد على ضرورة استغلال جميع الفرص لقيادة عمل تحولي نحو عالم أكثر أمنا وسلامة واستدامة. 
تتكون مجموعة العشرين من 19 دولة (الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، جمهورية كوريا، المكسيك، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، روسيا، تركيا، بريطانيا والولايات المتحدة ) وهيئتين إقليميتين: الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات