الأمم المتحدة تتوقع تدهور الأمن الغذائي في لبنان مع استمرار الصراع .. حياة مليوني شخص على المحك في غزة وتحذير من تقويض إنشاء الدولة الفلسطينية
- Europe and Arabs
- الجمعة , 22 نوفمبر 2024 7:7 ص GMT
بيروت ـ غزة : اوروبا والعرب
حذر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من تدهور متوقع للأمن الغذائي في لبنان، حيث إن الأعمال العدائية المستمرة تواصل تعطيل سلاسل التوريد بشكل خطير، وتعمق انعدام الأمن الغذائي، والذي يؤثر على أكثر من 1.2 مليون شخص في البلاد حاليا.بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم الجمعه .
وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك امس الخميس، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن ما يقرب من ربع سكان لبنان "يعانون بالفعل من عدم كفاية استهلاك الغذاء"، ومن المرتقب أن يتدهور الوضع أكثر مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وأكد أن برنامج الأغذية العالمي قام بتسليم الغذاء لأكثر من 65 ألف شخص منذ أيلول/سبتمبر، معظمهم في محافظتي الجنوب وبعلبك.
في غضون ذلك، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن النزوح مستمر وسط أوامر الإخلاء المتجددة وغارات جوية جديدة اليوم. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 880 ألف شخص داخل البلاد، بما في ذلك أكثر من 20 ألف مهاجر أجبروا على الفرار من منازلهم وأماكن عملهم.
كما استمر النزوح عبر الحدود السورية، حيث قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن أكثر من نصف مليون شخص فروا إلى سوريا - أكثر من نصفهم من الأطفال وإن ثلثيهم من السوريين. وفي هذا السياق، قال السيد دوجاريك: "من المهم أن نؤكد على ضرورة حماية المدنيين بغض النظر عما إذا اختاروا البقاء أو المغادرة".
واما عن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية فقد حذر مهند هادي منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة من توقف توصيل المساعدات الضرورية بأنحاء غزة، بما فيها الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية. وقال إن بقاء مليوني شخص أصبح على المحك.
وفي بيان صحفي قال هادي إن السلطات الإسرائيلية - على مدى الأسابيع الستة الماضية - منعت الواردات التجارية. وأضاف أن تصاعد النهب المسلح الذي يستهدف القوافل الإنسانية وسائقي الشاحنات - الذي يغذيه انهيار النظام العام والسلامة - عرقل بشكل أكبر قدرة المنظمات الإنسانية على جمع الإمدادات من المناطق الحدودية وتوصيل المساعدات الضرورية.
وقال إن المدنيين الفلسطينيين يكافحون من أجل البقاء، في ظروف لا تصلح للحياة مع استمرار الأعمال العدائية، "إنهم يُدفعون إلى حافة الهاوية ويفتقرون إلى الوصول للدعم الضروري الذي يحتاجونه بشدة، ليعانوا من كارثة إنسانية لا تُضاهى".
وأضاف المسؤول الأممي أن شاحنات الأمم المتحدة نُهبت 75 مرة - هذا العام - منها 15 هجوما منذ الرابع من الشهر الحالي. في الوقت نفسه اقتحم مسلحون منشآت الأمم المتحدة نحو 30 مرة. وفي الأسبوع الماضي تعرض سائق في قافلة لإطلاق النار على رأسه ودخل المستشفى للعلاج مع زملائه.
وشدد مهند هادي على أن الوكالات الإنسانية في غزة تظل ملتزمة بالبقاء والعمل، ولكن التساؤلات تطرح بشكل متزايد حول مدى قدرتها على العمل. وناشد إنشاء "وصول آمن وبدون إعاقات" بأنحاء غزة عبر سبل قانونية.
وفي نفس الاطار وقبل أسابيع على انتهاء فترة ولايته، حذر تور وينسلاند المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط من محاولات تقويض هياكل إنشاء الدولة الفلسطينية ومن عواقب استمرار الوضع الراهن على المنطقة بأسرها. وأكد وجود إجماع على حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين)، ودعا المجتمع الدولي إلى تولي زمام المبادرة في رسم طريق للخروج من الصراع.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة قبيل مغادرته منصبه قال تور وينسلاند إن أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما تبعها، كانت أكبر اختبار تتعرض له الأمم المتحدة في ملف الشرق الأوسط. وأضاف أن تلك الأحداث أحدثت تخبطا سواء لدى الأطراف نفسها أو القوى الإقليمية والدولية.
الدبلوماسي المخضرم، الذي بدأ تعامله مع قضايا الشرق الأوسط بشكل مباشر في بلده النرويج مع العملية التي أدت إلى اتفاقيات أوسلو، حذر من عواقب غياب حل للصراع على الشباب الفلسطينيين "الذين قد يجدون سبيلا آخر للتعبير عن إحباطهم".
وشدد المسؤول الأممي على الحاجة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن واستعادة السلامة والأمن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، باعتبار ذلك خطوات ضرورية باتجاه الحل الدائم. وأكد ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي والشركاء الإقليميون معا لوضع إطار عمل ورسم الطريق إلى الأمام، قائلا إن استمرار الوضع الحالي يهدد استقرار المنطقة وسيخلف آثارا على مختلف أنحاء العالم.
لا يوجد تعليقات