الأمين العام للامم المتحدة يدعو المفاوضين في مؤتمر المناخ إلى التخلي عن المواقف الصارمة، ويؤكد أن الفشل ليس خيارا.. الكشف عن ابرز نقاط الخلاف
- Europe and Arabs
- الجمعة , 22 نوفمبر 2024 7:23 ص GMT
باكو : اوروبا والعرب
حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الوزراء والمفاوضين المجتمعين في مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين للمناخ (COP29) على التخلي عن المواقف الصارمة، والبحث عن حلول وسط، والتركيز على الصورة الأكبر، مضيفا "لا تنسوا ما هو على المحك". بحسب ماجاء في نشرة اخبار الامم المتحدة اليومية التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم الجمعه
وفي حديثه للصحفيين بعد وصوله إلى باكو التي تحتضن المؤتمر قادما من البرازيل حيث شارك في قمة مجموعة العشرين، قال غوتيريش إنه يشعر أن هناك رغبة في الاتفاق، لكن "لا تزال هناك العديد من الاختلافات الجوهرية".
ونبه إلى أن النجاح ليس مضمونا بعد، مضيفا "نحن بحاجة إلى دفعة قوية لإنجاز المناقشات على خط النهاية. لتقديم حزمة طموحة ومتوازنة بشأن جميع القضايا المعلقة، مع وضع هدف تمويلي جديد في قلبها".
وشدد غوتيريش على أن "الفشل ليس خيارا"، وقد يعرض للخطر كلا من العمل في الأمد القريب، والطموح في إعداد خطط العمل المناخي الوطنية الجديدة، مع التأثيرات المدمرة المحتملة مع اقتراب نقاط التحول التي لا رجعة فيها. وأضاف: "من المؤكد أن الفشل سيجعل نجاح مؤتمر المناخ الثلاثين في البرازيل (كوب 30) أكثر صعوبة".
استثمار ضد الدمار
وقال أمين عام الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى اتفاق طموح جديد بشأن تمويل المناخ في باكو، في سياق مجموعة قرارات متوازنة، مضيفا أن "هذا الهدف يجب أن يحشد التمويل الذي تحتاجه الدول النامية، لأن زيادة التمويل أمر ضروري".
وأكد على أن نجاح المؤتمر يعزز الثقة بين الدول، وأن التعاون الدولي - الذي يركز على اتفاق باريس للمناخ- لا غنى عنه للعمل المناخي. ويؤكد أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات المناخية.
وقال غوتيريش إنه "وسط الانقسامات الجيوسياسية وعدم اليقين، فإن العالم بحاجة إلى أن تتجمع البلدان هنا في باكو". وشدد على أن مؤتمر المناخ هذا يسعى إلى تحقيق العدالة في مواجهة كارثة المناخ، للمساعدة في الاقتراب من تأمين عالم لائق للبشرية جمعاء، منبها إلى أن "هذه ليست لعبة محصلتها صفر".
وقال: "إن التمويل ليس مجرد صدقة. إنه استثمار ضد الدمار الذي ستلحقه بنا جميعا الفوضى المناخية غير المنضبطة. إنه دفعة أولى لمستقبل أكثر أمانا وازدهارا لكل دولة على وجه الأرض". ودعا الأمين العام كل الأطراف إلى تكثيف الجهود وتسريع وتيرة العمل والوفاء بالوعود، مضيفا أن "الحاجة ملحة. والمكافآت عظيمة. والوقت قصير".
ومع دخول محادثات المناخ المكثفة المستمرة على مدار الساعة في مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين (كوب - 29) مرحلتها النهائية في باكو، ينتظر المندوبون بفارغ الصبر آخر المستجدات حول تقدم المفاوضات المتعلقة بالهدف الجديد لتمويل المناخ. وفي الوقت نفسه، استمرت المناقشات رفيعة المستوى أيضا، مع التركيز على قضايا رئيسية مثل التحضر والنقل والسياحة.
ومن بين نقاط الخلاف الرئيسية التي برزت في المفاوضات على مدى الأيام الثمانية الماضية هي من أين ستأتي مئات المليارات - أو ربما تريليونات الدولارات التي تقول الدول النامية إنها تحتاجها للتكيف مع مناخ سريع الاحترار: من حكومات الدول الغنية أو البنوك متعددة الأطراف أو القطاع الخاص؟
وفي الوقت نفسه، وبعيدا عن المفاوضات، فإن الحاجة الملحة لخفض الانبعاثات، والتكيف مع المناخ المتغير، وتقليل آثار الأزمة، وحماية الناس من الظواهر الجوية الكارثية، هي من بين الموضوعات التي تناولتها العديد من خطابات المسؤولين الحكوميين ورؤساء وكالات الأمم المتحدة وخبراء المناخ وقادة المجتمع المدني.
يقطن المدن نصف سكان العالم، ومن المتوقع أن ينتقل نحو 2.4 مليار نسمة آخرين إلى المناطق الحضرية في غضون السنوات العشرين المقبلة. وتساهم المدن بشكل كبير في الانبعاثات العالمية وتتأثر بشكل غير متناسب بآثار تغير المناخ.
وفي أحدث تقرير له عن مدن العالم، يقول برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وهو وكالة الأمم المتحدة التي تتعامل مع المستوطنات البشرية والتنمية الحضرية المستدامة، إن مليارات الأشخاص الذين يعيشون حاليا في المدن قد يتعرضون لارتفاع إضافي في درجة الحرارة لا يقل عن 0.5 درجة مئوية بحلول عام 2040.
وفي الوقت نفسه، لا تزال التدابير الرامية إلى التعويض عن تأثير تغير المناخ على سكان المناطق الحضرية لا تتناسب مع حجم وشدة التحديات التي تواجهها المدن. وحذرت أناكلوديا روسباخ، المديرة التنفيذية للبرنامج، في كلمة ألقتها في الاجتماع الوزاري في مؤتمر المناخ من أن التنمية الحضرية السريعة وغير المخططة تشكل تهديدات للتنوع البيولوجي والبيئة والأمن الغذائي.
كما يؤدي ذلك أيضا إلى التفتت الاجتماعي والتدهور المالي. وبينما يمثل قطاع البناء 40 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قالت مديرة البرنامج إن هناك حاجة إلى بناء 96 منزلا كل يوم لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
ومن ثم فإن التمويل الكافي والتعاون على جميع المستويات ضروريان لمواجهة هذين التحديين المزدوجين. وشددت السيدة روسباخ على أنه "لا يوجد سوى طريق واحد يجب اتباعه، مسار واحد نسير فيه بشكل جماعي حيث تتم تلبية الاحتياجات الاجتماعية والحضرية والمناخية بشكل متناغم على أرضية اقتصادية صلبة".
وأضافت: "نعم، نحن بحاجة إلى مزيد من التمويل المتدفق إلى المدن. نحن بحاجة إلى التخطيط وتحديد الأولويات. الأرض شحيحة وتحتاج إلى أداء وظائفها الاجتماعية والبيئية. فالاحتياجات الاجتماعية والسكنية هائلة". وقالت "نحن نعتني بالناس، والناس يعتنون بالكوكب. وينبغي ألا نترك أحدا يتخلف عن الركب".
لا يوجد تعليقات