تناقض عجيب .. عواصف ثلجية غير مسبوقة تضرب الجنوب الأمريكي وتشل الحياة اليومية وإلغاء آلاف الرحلات الجوية .. حريقان في لوس أنجلوس يدمران 10,000 منشأة والخسائر 150 مليار دولار


واشنطن ـ بروكسل : اوروبا والعرب
تشهدالولايات المتحدة ظروفا جوية متناقضة مابين عواصف ثلجية في بعض المناطق وحرائق في مناطق اخرى  فقد اجتاحت عاصفة ثلوج قطبية قوية ولايتي تكساس وأوكلاهوما محملة بالثلوج الكثيفة والجليد، لتواصل زحفها نحو ولايات الجنوب الأمريكي الأخرى، مما دفع الحكام لإعلان حالات الطوارئ وتعليق الدراسة في جميع أنحاء المنطقة. وأثّرت العاصفة على الملايين، مهددةً بتعطيل واسع النطاق في الحياة اليومية. بحسب مانقل موقع يورونيوز الاخباري في بروكسل 
والبداية من ولاية أركنساس، حيث أمرت الحاكمة سارة ساندرز الحرس الوطني بمساعدة السائقين العالقين، بينما أُلغيت الدراسة يوم الجمعة في المدارس العامة لملايين الأطفال، من تكساس إلى جورجيا وحتى كارولينا الجنوبية. كانت التوقعات تشير إلى تساقط ثلوج كثيفة شمال أركنساس وأجزاء واسعة من تينيسي بارتفاع قد يصل إلى 22 سنتيمترًا.
أما في الولايات الواقعة جنوبًا وشرقًا مثل لويزيانا ومسيسيبي وألاباما، فقد حوّلت الأمطار المتجمدة الطرق إلى ممرات خطرة، بينما استمر تساقط الثلوج بكثافة على أجزاء من أوكلاهوما وتكساس قبل أن تصل العاصفة إلى أركنساس. وتسبب ذلك في تأخير أكثر من 4500 رحلة طيران وإلغاء 2000 رحلة أخرى يوم الخميس، مع توقع استمرار الفوضى يوم الجمعة
وفي تكساس، حث الحاكم غريغ أبوت السكان على تجنب القيادة إلا للضرورة القصوى، خاصة مع توافد أكثر من 75,000 مشجع إلى ملعب إي تي أتد تي (AT&T) في أرلينغتون لحضور بطولة كرة القدم الجامعية يوم الجمعة. التحديات التي فرضتها العاصفة لم تقتصر على الطرق فقط، بل أثرت أيضًا على المرافق والخدمات الأساسية في عدة ولايات.
وتسببت العاصفة بولاية فرجينيا في انقطاع المياه عن العاصمة ريتشموند، ما دفع السلطات لإصدار أمر بغلي المياه قبل استخدامها وتوزيع زجاجات المياه على السكان. لا تزال فرق الطوارئ تعمل على استعادة خدمات المياه في المدينة.
العاصفة الشتوية التي اجتاحت الجنوب الأمريكي لم تكن مجرد ظاهرة جوية عابرة، بل شكلت اختبارًا حقيقيًا للبنية التحتية والخدمات في المنطقة، وسط تحديات تواجهها الولايات المتحدة مع تقلبات الطقس المتزايدة.
على النقيض من ذلك اجتاحت حرائق مدمّرة منطقة لوس أنجلوس، مدمرة أكثر من 10,000 منزل ومبنى، ما دفع السلطات إلى إصدار أوامر إجلاء جديدة. وقال المسؤولون إن حريق "كينيث"، الذي بدأ في وادي سان فرناندو، انتشر بسرعة إلى مقاطعة فينتورا المجاورة.
على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل رجال الإطفاء المدعومين برياح أقل قوة وبمساعدة فرق خارجية، إلا أن السلطات أكدت أن الحريق يواصل التوسع. وقالت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، إن الرياح العاتية قد تزيد من سرعة انتشار الحريق خلال الساعات القادمة.
إلى جانب حريق "كينيث"، أعلنت السلطات عن حريق "إيتون" في منطقة باسادينا، الذي دمر أكثر من 5,000 منزل منذ اندلاعه مساء الثلاثاء. وفي منطقة "باسيفيك باليسادس"، إحدى أكثر المناطق تضررًا، تم تدمير أكثر من 5,300 منزل، مما جعل هذا الحريق الأكبر في تاريخ المدينة.
لا يزال الحريق يهدد مزيدًا من المناطق في شمال لوس أنجلوس، ما أدى إلى حالة من الذعر والحزن في المدينة. وأشارت التقارير إلى أن الحرائق أسفرت عن فقدان العديد من المباني والمرافق، بما في ذلك خمس كنائس، وسبع مدارس، وأماكن تجارية ومقاهي، بالإضافة إلى معالم تاريخية مثل مزرعة "ويلي روجرز" والفندق القديم في "توبانغا".
وبحسب بيانات شركة "أكيوويذر"، تقدّر الأضرار الاقتصادية الناتجة عن هذه الحرائق بين 135 إلى 150 مليار دولار.
وقد استمر رجال الإطفاء في العمل على إبطاء انتشار الحريق في مناطق مختلفة من المدينة، إلا أن السيطرة عليه لم تتحقق بعد. في حين، أعلنت منطقة لوس أنجلوس عن إغلاق مدارسها يوم الجمعة بسبب الدخان والرماد الذي غطى أرجاء المدينة.
في سياق متصل، أعلن المسؤولون عن زيادة في عمليات السلب والنهب، حيث تم اعتقال أكثر من 20 شخصًا في إطار مكافحة الجريمة، بينما تم تطبيق حظر تجوال في بعض المناطق المتضررة.
تأثرت العديد من الشخصيات العامة جراء هذه الحرائق، حيث دُمّرت منازل مشاهير مثل بيلي كريستال وماندي مور وباريس هيلتون. من جانبها، تعهدت الممثلة جيمي لي كيرتس بالتبرع بمليون دولار لإنشاء صندوق دعم للمتضررين من هذه الكارثة.
وتجدر الإشارة إلى أن ولاية كاليفورنيا تشهد موسم حرائق أطول نتيجة لتغير المناخ، حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة وقلة الأمطار في تفاقم الوضع.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات