مقتل وإصابة أكثر من 100 طفل في سوريا خلال شهر واحد بسبب الذخائر غير المنفجرة .. مفوض حقوق الإنسان: ما حدث في صيدنايا يجب أن يكون درسا لعدم السماح بتكرار مثل هذه القسوة
- Europe and Arabs
- الأربعاء , 15 يناير 2025 9:49 ص GMT
دمشق ـ جنيف : اوروبا والعرب
مع تزايد الآمال بأن يستفيد أطفال سوريا من ثمار السلام، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن الفتيات والفتيان في سوريا ما زالوا يعانون من التأثير الوحشي للذخائر غير المنفجرة بمعدل ينذر بالخطر، حيث قُتل أو أصيب ما لا يقل عن 116 طفلا بسبب هذه التهديدات الخفية في شهر كانون الأول/ديسمبر وحده.
هذا ما قاله مدير الاتصالات في اليونيسيف ريكاردو بيريز من العاصمة السورية دمشق، عبر اتصال بالفيديو خلال مؤتمر صحفي في مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
أشار بيريز إلى أن ما لا يقل عن 422 ألف حادثة تتعلق بالذخائر غير المنفجرة أبلغ عنها على مدى السنوات التسع الماضية، ويقدر أن نصفها قد انتهى بإصابات مأساوية بين الأطفال. وقال إن الأطفال في جميع أنحاء البلاد يواجهون "هذا التهديد الكامن، وغير المرئي في كثير من الأحيان، والمميت للغاية"، مؤكدا أن النزوح المتجدد لا يؤدي إلا إلى تفاقم هذا الخطر، حيث أُجبر أكثر من ربع مليون طفل على الفرار من منازلهم بسبب تصاعد الصراع منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأضاف: "مع استمرار مناقشة جهود إعادة الإعمار، واستعداد المجتمع الدولي لمساعدة سوريا على تمهيد طريق جديد للأطفال، فمن الضروري أن يتم الاستثمار الفوري لضمان أن تكون الأرض آمنة وخالية من المتفجرات". بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة
من جهة اخرى وصل المسئول الاممي فولكر تورك إلى دمشق امس الثلاثاء في مستهل زيارة لسوريا ولبنان بين يومي 14 و16 كانون الثاني/يناير. وأثناء زيارته الأولى لسوريا، توجه مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى سجن صيدنايا على مشارف العاصمة دمشق حيث احتجز آلاف المعتقلين وتعرضوا للتعذيب وإساءة المعاملة والإخفاء القسري.
من بين المحتجزين في صيدنايا من كان يعتبرهم نظام بشار الأسد - الذي تمت الإطاحة به الشهر الماضي - "أعداء" للشعب السوري. ولقي مئات المعتقلين حتفهم في السجن بسبب التعذيب ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين وفق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
ويُعد صيدنايا من بين العديد من مراكز الاحتجاز في سوريا التي استخدمها النظام السابق لسحق المعارضة. وقد بُني السجن في الثمانينيات، بعد أعمال قتل جماعي في محافظة حماة.
التقى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في صيدنايا بمعتقلين سابقين وتفيد التقارير التي تلقاها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن آلاف المعتقلين في صيدنايا أعدموا بشكل موجز، أي بدون اتباع الإجراءات الواجبة، ولم يُفصح لأسرهم عن وفاتهم. ولم يُسمح لأي جهة وطنية أو دولية بالوصول إلى صيدنايا أو غيره من سجون النظام السابق.
لمى الرفاعي محامية سورية، نشطت في الدفاع عن الحريات منذ بدء المظاهرات الشعبية ضد الحكومة في محافظة درعا الجنوبية عام 2011. زارت الرفاعي مع زملائها مؤخرا سجن صيدنايا ودخلت الزنازين لتوثيق العبارات والصور التي نقشها المعتقلون السابقون على الحوائط.
تجمع لما الرفاعي هذه المعلومات لبحث يعده باحث سوري في جامعة تونسية. وقالت وهي في إحدى الزنازين: "هذه زنازين العزل. قال لنا المعتقلون السابقون إن أول مراحل احتجازهم كانت هنا، أول ‘ترحيب’ بهم كان زنازين العزل. في إحدى العبارات كتب معتقل: ‘ اول يوم، وضرب شديد’".
وقال فولكر تورك متحدثا من السجن سيء السمعة، إن صيدنايا مسكون بذكريات القسوة الشديدة. وأضاف: "ما يمكن أن يفعله البشر ببعضهم البعض أمر لا يُصدق. أتمنى من أعماق قلبي أن يكون هذا درسا لتعافي سوريا والسوريين، ودرسا أيضا للعالم بأننا يجب ألا نسمح أبدا بحدوث مثل هذه القسوة مرة أخرى".
لا يوجد تعليقات