
أمين عام الامم المتحدة يطلب من إسرائيل العدول عن قرار وقف عمل الأونروا في القدس.. الفاو: يجب أن تقترن الإغاثة الطارئة في غزة باستعادة الإنتاج الغذائي المحلي
- Europe and Arabs
- الأربعاء , 29 يناير 2025 8:3 ص GMT
غزة ـ نيويورك : اوروبا والعرب
طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الحكومة الإسرائيلية سحب قرارها الذي يستوجب على الأونروا "وقف عملياتها في القدس وإخلاء كل المباني التي تديرها في المدينة في موعد أقصاه 30 يناير".
وفي خطاب وجهه إلى داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة ردا على خطاب أرسله دانون إلى الأمين العام بالقرار الإسرائيلي، قال غوتيريش إنه يأسف لهذا القرار وطلب من الحكومة الإسرائيلية سحبه نظرا لإطار العمل القانوني المتعلق بأنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا) وطبيعتها التي لا يمكن استبدالها. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليةومية للامم المتحدة
وأشار الأمين العام إلى أنه فصّل هذا الأمر في خطابين لرئيس الوزراء الإسرائيلي في الرابع من أكتوبر والثامن والعشرين من أكتوبر 2024 وخطاب لرئيس الجمعية العامة في الثامن والعشرين من الشهر نفسه، وخطابين متطابقين لرئيسي مجلس الأمن والجمعية العامة في التاسع من ديسمبر 2024 والثامن من يناير 2025.
وأكد غوتيريش، في هذا السياق، أن أي أعمال تمنع الأونروا من مواصلة أنشطتها ستقوض بشكل حاد تقديم الاستجابة الإنسانية الملائمة في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأشار الأمين العام إلى تأكيد الجمعية العامة في قرارها الصادر في دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة يوم 11 ديسمبر 2024، على عدم وجود منظمة يمكنها أن تحل محل أو تستبدل قدرة الأونروا وتفويضها لتوفير الخدمات والمساعدات المطلوبة.
وقال إن هذا التأكيد لا يزال قائما بعد صفقة تأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، والتي رحب وأشاد بها الأمين العام. وأضاف غوتيريش أن الأمم المتحدة، بما فيها الاونروا، تدعم تنفيذ الاتفاق عبر زيادة توصيل المساعدات الإنسانية لأعداد لا تحصى من الفلسطينيين الذين تستمر معاناتهم.
وقال: "من الحتمي أن يوفر وقف إطلاق النار كل الفرص لتوصيل المساعدات بأنحاء غزة لنتمكن من مؤازرة الزيادة الكبيرة في الدعم الإنساني المنقذ للحياة وإعادة الإعمار في نهاية المطاف".
وأضاف الأمين العام أن تطبيق التشريع الذي اعتمده الكنيست في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، سيُحبط تحقيق تلك الأهداف.
من جانبها قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن وقف إطلاق النار في غزة يوفر فرصة حاسمة لمعالجة أزمة الغذاء الكارثية من خلال "تمكين تسليم المساعدات الطارئة وبدء جهود التعافي المبكر"، حيث يحتاج أكثر من مليوني شخص إلى المساعدة بشكل عاجل بسبب انهيار الإنتاج الزراعي.
وفي بيان صدر امس الثلاثاء، قالت نائبة المدير العام للمنظمة بيث بيكدول إن هذه "مجرد بداية لرحلة طويلة للتعافي من الدمار"، مضيفة أن السلام المستدام والوصول سيكونان ضروريين لتلبية الاحتياجات الهائلة "وضمان عدم ترك أي شخص في غزة خلف الركب".
وقالت إن الفاو ملتزمة بضمان الأمن الغذائي في القطاع على المدى الطويل، مضيفة أنها في الوقت الحالي، ستعطي جهود التعافي الفورية الأولوية لإعادة بناء البنية التحتية الزراعية الغذائية، مثل البيوت الزجاجية والآبار وأنظمة الطاقة الشمسية، وتوسيع نطاق تسليم المدخلات الزراعية الحيوية لاستعادة الإنتاج الغذائي المحلي.
وقالت: "إن هذه الإجراءات التكميلية لتعزيز القدرة على الصمود تمثل جسرا بين الأنشطة قصيرة الأجل وتدخلات التنمية طويلة الأجل لمساعدة المجتمعات على إعادة البناء والتعافي من الأزمات واستعادة الأمل ودعم الحق في الغذاء".
وأدى الصراع الذي دام 15 شهرا إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد لجميع سكان قطاع غزة، حيث أصبحت مجتمعات عدة على وشك المجاعة. وكشف أحدث تقييم جغرافي أجرته منظمة الفاو ومركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2024 أن 75 في المائة من الحقول التي كانت تستخدم في السابق لزراعة المحاصيل وبساتين أشجار الزيتون، قد تضررت أو دمرت.
وأفاد التقييم بأن أكثر من ثلثي الآبار الزراعية لم تعد تعمل، مما أدى إلى شلل الري. في حين وصلت خسائر الثروة الحيوانية إلى 96 في المائة، وتوقف إنتاج الحليب تقريبا، ولم يبق على قيد الحياة سوى واحد في المائة من الدواجن. كما أصبح قطاع صيد الأسماك على وشك الانهيار، مما أدى إلى تفاقم
وأكدت بيكدول أن الزراعة "يجب أن تكون في قلب جهود الطوارئ والتعافي". وقالت إن العمل الفوري يجب أن يجمع بين الإغاثة الطارئة - الغذاء والمياه والمساعدات الطبية - واستعادة الإنتاج الغذائي المحلي، وأضافت: "دعم المزارعين والرعاة والصيادين الآن يضمن طعاما طازجا ومغذيا غدا".
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي إنه تمكن من كميات الغذاء التي تمكن من إدخالها إلى غزة في الأيام الثمانية الأولى من وقف إطلاق النار، تزيد عما أدخله خلال الشهر الماضي بأكمله، حيث سلم أكثر من عشرة آلاف طن من الغذاء عبر جميع المعابر الحدودية المتاحة من الأردن وإسرائيل ومصر دون وقوع حوادث.
وقال البرنامج إنه تمكن من الوصول إلى ما يقرب من 333 ألف شخص في ذلك الأسبوع بالمساعدات، ويهدف إلى الوصول إلى مليون شخص كل شهر خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مشيرا إلى أن لديه ما يكفي من الغذاء المخزن مسبقا على طول الحدود وفي طريقه إلى غزة لتلبية احتياجات هذا العدد من الناس. كما تمكن البرنامج من الوصول إلى أكثر من 32 ألف شخص بالمساعدات النقدية منذ توسيع نطاق برنامجه يوم أمس.
وفي هذا السياق، قال مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين أنطوان رينارد إن البرنامج يفعل "كل ما يلزم" للوصول إلى النازحين في غزة العائدين إلى ديارهم، ويوفر وجبات ساخنة ومساعدات نقدية لدعم الاقتصاد المتعثر. كما تمكن برنامج الأغذية العالمي من تشغيل 13 مخبزا في جنوب القطاع، وإعداد وجبات ساخنة، وتسليم وجبات جاهزة للأكل للأسر في الملاجئ.
لا يوجد تعليقات