رمضان في غزة : صائمون تحت حصار الجوع والمعابر المغلقة .. الأمم المتحدة تحذر من العواقب الإنسانية لتوقف دخول المساعدات


غزة ـ جنيف : اوروبا والعرب 
تواصل المنظمات الدولية تحذيراتها من العواقف الانسانية لتوقف دخول المساعدات للفلسطينيين  وقالت المنظمات الاممية ان  إغلاق معابر غزة يتعارض مع أي معيار إنساني دولي .. وفي ظل هذه المعاناة رصد تقرير لشبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورونيوز الوضع في رمضان 
اخل غزة وجاء فيه انه وسط الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب على البنية التحتية في غزة، اصطف الأطفال في مدينة خان يونس حاملين أوعيتهم الفارغة، بانتظار الحصول على وجبة إفطار مجانية خلال شهر رمضان.
ويعكس المشهد المعاناة اليومية لسكان القطاع، حيث لم يتبقَّ سوى عدد قليل جدًا من المستشفيات العاملة، بينما لجأ آلاف المدنيين إلى المخيمات المؤقتة والمدارس بحثًا عن مأوى.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، يحاول مطبخ "عائشة" تقديم المساعدات الغذائية لما يقرب من 20 ألف شخص، معظمهم من النازحين في مناطق مثل بطن السمين، وأبو رشوان، وأهالي رفح الذين لم يتمكنوا من العودة إليها. أحد العاملين في المطبخ أوضح أن الأزمة تفاقمت بسبب إغلاق المعابر، وانقطاع الغاز، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، خاصة خلال شهر رمضان.
وأضاف: "الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، المطبخ كان يوزع يوميًا 1,200 وجبة تحتوي على اللحم، لكن مع إغلاق المعابر، اضطررنا للاعتماد على البدائل المتاحة مثل المعكرونة والفاصولياء. الطلب على الطعام، والجوع في ازدياد مستمر، وإذا استمر إغلاق المعابر ليومين إضافيين، فقد نواجه مجاعة حقيقية".
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 48,406 أشخاص منذ بداية الحرب، معظمهم من المدنيين، بينما قدّرت الحكومة في غزة عدد القتلى بأكثر من 61 ألف شخص، مشيرة إلى أن آلاف المفقودين تحت الأنقاض يُفترض أنهم لقوا حتفهم. أما أعداد الجرحى، فقد تجاوزت 111,852 شخصًا، في ظل انهيار الخدمات الطبية والنقص الحاد في الإمدادات الأساسية.
وفي مشهد مؤلم آخر، عبّر أحد النازحين عن معاناته قائلًا: "لم نعد نجد الطعام، أوضاعنا في غاية الصعوبة، لقد نزحت ثلاث أو أربع مرات حتى الآن. لا أحد يملك ما يكفي ليأكل نفس الطعام يوميًا، والمعابر مغلقة تمامًا، مما يجعل الوضع كابوسًا حقيقيًا".
وسط هذه الأزمة، تتفاقم معاناة الأطفال الذين يجلسون على القدور الفارغة، في انتظار وجبتهم الساخنة، بينما يقف آخرون في طوابير طويلة يحملون أوعيتهم، على أمل الحصول على بعض الطعام لسد رمقهم في شهر رمضان.
 يأتي ذلك فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن قرار إسرائيل بتقييد إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن القرار سيحد بشكل كبير توفر مياه الشرب في القطاع.
مهند هادي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة أشار إلى أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة متوقف منذ تسعة أيام على التوالي.
وأضاف: "تشكل المساعدات الإنسانية في غزة شريان الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني مروا بظروف لا يمكن تصورها على مدى شهور عديدة. ولا غنى عن تأمين إمدادات مستمرة من المعونات لبقائهم على قيد الحياة".
وقال هادي، في بيان صحفي، إن القانون الدولي الإنساني واضح: ينبغي الوفاء بالاحتياجات الأساسية للمدنيين، بطرق منها إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها دون عقبات.
وشدد على ضرورة استئناف إدخال المساعدات المنقذة للحياة على الفور. وقال إن "أي تأخير إضافي سوف يؤدي إلى تقويض أي تقدّم تمكنـّا من تحقيقه خلال وقف إطلاق النار".
وأكد المسؤول الأممي ضرورة استمرار وقف إطلاق النار، ووفاء الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
من جانبه قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن تفكيك الوكالة فجأة "سيؤدي فقط إلى تعميق معاناة اللاجئين الفلسطينيين، ولن يلغي وضعهم كلاجئين"، مؤكدا أن حقوقهم ستظل قائمة بشكل مستقل عن وجود الوكالة.
وفي حديثه للصحفيين من جنيف امس الاثنين عقب إحاطته للدول الأعضاء حول وضع الوكالة، قال لازاريني إن التشريع الذي أقره الكنيست ودخل حيز التنفيذ في أواخر كانون الثاني/يناير لا يتعلق بالأونروا فحسب، بل يتعلق "بأي فرد أو منظمة تدعو إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني أو تعزيز حقوق الفلسطينيين".
وقال: "مع إسكات عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية بالفعل، هناك الآن جهد متضافر أكبر في إسرائيل لتقويض أو تقييد عمليات المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية من خلال التدابير التشريعية".
وكان الكنيست الإسرائيلي قد اعتمد قانونين من شأن أحدهما وقف عمل الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة، ويحظر الآخر على المسؤولين الإسرائيليين التواصل مع الوكالة.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات