بروكسل : اوروبا والعرب 
ادان  بيان صادر عن مكتب كايا كالاس منسقة السياسة الخارجية والامنية للاتحاد الأوروبي  ، الحملات الهجينة المستمرة التي تشنها روسيا ضد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وشركائه
وجاء في البيا الذي وزع في بروكسل وتلقينا نسخة منه " يظل الاتحاد الأوروبي ثابتًا وقاطعًا في إدانته الشديدة للأنشطة الخبيثة المستمرة التي تمارسها روسيا. تُشكل هذه الأنشطة جزءًا من حملات هجينة أوسع نطاقًا ومنسقة وطويلة الأمد تهدف إلى تهديد وتقويض أمن الاتحاد الأوروبي وقدرته على الصمود وأسسه الديمقراطية ودوله الأعضاء وشركائه.
على مدى السنوات الماضية، لاحظنا نمطًا متعمدًا ومنهجيًا من السلوك الخبيث المنسوب إلى روسيا، بما في ذلك جهاز استخباراتها العسكرية، المديرية العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي. لقد شنت روسيا حملات هجينة ضد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لسنوات، مع تصاعد هذه الأنشطة الخبيثة منذ بداية حرب العدوان على أوكرانيا، ومن المرجح جدًا أن تستمر في المستقبل المنظور. في العام الماضي، نسب الاتحاد الأوروبي هجمات إلكترونية استهدفت مؤسسات ديمقراطية في ألمانيا وتشيكيا إلى المجموعة الروسية APT28. وفي عام 2025، نسبت فرنسا إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسية (GRU) هجمات إلكترونية استهدفت العملية الانتخابية ووسائل الإعلام وغيرها من الكيانات الحيوية العامة والخاصة. وهذا يُظهر بوضوح استمرارية النوايا الخبيثة، ويمثل تجاهلاً صارخاً للقانون الدولي وإطار الأمم المتحدة للسلوك المسؤول للدولة في الفضاء الإلكتروني.
ومع ذلك، لا تقتصر حملات روسيا الهجينة المزعزعة للاستقرار على المجال الإلكتروني، بل تشمل أيضاً أعمال التخريب، وتعطيل البنية التحتية الحيوية، والهجمات المادية، والتلاعب بالمعلومات والتدخل فيها، وغيرها من الأعمال السرية أو القسرية. ومؤخراً، نسبت رومانيا هجوماً هجيناً متطوراً أثر بشكل كبير على عمليتها الانتخابية إلى روسيا. كما نسبت ألمانيا مؤخراً أنشطة التلاعب بالمعلومات التي تقوم بها منصة "RED" الإعلامية إلى روسيا. ويأتي هذا في أعقاب عقوبات سابقة فرضها الاتحاد الأوروبي على الكيان نفسه. وتُظهر هذه الإجراءات الروسية سلوكاً متعمداً وغير مقبول.
اليوم، يقف الاتحاد الأوروبي متضامنًا تمامًا مع المملكة المتحدة التي أعلنت عن تدابير تقييدية جديدة ردًا على العمليات التي تقودها المخابرات العسكرية الروسية، ويواصل إدانة التهديد الملموس الذي تشكله روسيا على أمن المملكة المتحدة وشركائها، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. وقد اعتمد الاتحاد الأوروبي بالفعل تدابير تقييدية ضد ثلاث وحدات تابعة للمخابرات العسكرية الروسية (29155، 26165، و74455) وأفراد متعددين مرتبطين بها. ويؤكد الاتحاد الأوروبي مجددًا أن مثل هذا السلوك الخبيث لن يقوض دعمنا الثابت والمستمر لأوكرانيا. ويظل الاتحاد الأوروبي عازمًا على فضح أنشطة روسيا الهجينة التي تستهدف الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء ومواجهتها، وعلى دعم جيرانه المباشرين، لا سيما أوكرانيا وجمهورية مولدوفا، إلى جانب شركائه الدوليين.
تماشيًا مع هذا الموقف الحازم والثابت، سيواصل الاتحاد الأوروبي العمل بعزم من خلال نهج استراتيجي تجاه التهديدات الروسية الهجينة. وهذا يضمن استجابة استباقية ومتماسكة ومستدامة، بما في ذلك من خلال تدابير غير متكافئة ومتناسبة تتماشى مع القانون الدولي. وسنواصل تعزيز قدرتنا على الصمود، وتعميق التعاون مع الشركاء الدوليين، وخاصة مع حلف شمال الأطلسي، مع الاحترام الكامل للمبادئ المتفق عليها، والاستفادة الكاملة من جميع الوسائل المتاحة لمنع وردع والرد بشكل فعال على الأنشطة الهجينة الروسية