التغير المناخي :نصف مليون وفاة سنويا مرتبطة بالحرارة و124 مليون شخص يواجهون انعداما للامن الغذائي بسبب الجفاف..الحكومات تنفق 956 مليار دولار على صافي اعانات الوقود الاحفوري

- Europe and Arabs
- الأربعاء , 29 أكتوبر 2025 6:30 ص GMT
نيويورك : اوروبا والعرب
الاعتماد المستمر والمفرط على الوقود الأحفوري والفشل في التكيف مع عالم ترتفع حرارته يتسببان في أضرار مدمرة لصحة الإنسان، وفقا لتقرير عالمي جديد صدر اليوم الأربعاء وأكد على ضرورة الاعتراف بحماية صحة الناس باعتبارها أقوى محرك للعمل المناخي. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة
التقرير صدر عن "لانسيت كاونت داون حول الصحة وتغير المناخ" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وخلص إلى أن 12 من أصل 20 مؤشرا رئيسيا لتتبع التهديدات الصحية قد وصلت إلى مستويات قياسية، مما يدل على أن التقاعس المناخي يكلف الأرواح، ويجهد النظم الصحية، ويقوض الاقتصادات.
وقال الدكتور جيريمي فارار، المدير العام المساعد لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والرعاية في منظمة الصحة العالمية: "أزمة المناخ هي أزمة صحية. كل جزء من درجة حرارة الاحترار يكلف الأرواح وسبل العيش".
وقال إن هذا التقرير يوضح أن التقاعس المناخي يقتل الناس الآن في جميع البلدان. "ومع ذلك، فإن العمل المناخي هو أيضا أعظم فرصة صحية في عصرنا. فالهواء النظيف، والوجبات الغذائية الأكثر صحة، والنظم الصحية المرنة يمكن أن تنقذ ملايين الأرواح الآن وتحمي الأجيال الحالية والمستقبلية".
النتائج الرئيسية للتقرير
⬅️زاد معدل الوفيات المرتبطة بالحرارة بنسبة 23% منذ التسعينيات، مما دفع إجمالي الوفيات المرتبطة بالحرارة إلى 546,000 حالة وفاة سنويا في المتوسط.
⬅️ارتبطت موجات الجفاف والحرارة بزيادة 124 مليون شخص إضافي يواجهون انعداما معتدلا أو حادا للأمن الغذائي في عام 2023.
⬅️تسبب التعرض للحرارة في فقدان 640 مليار ساعة عمل محتملة في عام 2024، مع خسائر في الإنتاجية تعادل 1.09 تريليون دولار. وبلغت تكاليف الوفيات المرتبطة بالحرارة بين كبار السن 261 مليار دولار.
⬅️أنفقت الحكومات 956 مليار دولار على صافي إعانات الوقود الأحفوري في عام 2023 - أي أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ السنوي المتعهد به لدعم البلدان المعرضة لتغير المناخ. أنفقت 15 دولة على دعم الوقود الأحفوري أكثر مما أنفقته على ميزانياتها الصحية الوطنية بأكملها.
⬅️تم تقدير تجنب حوالي 160,000 حالة وفاة مبكرة سنويا بين عامي 2010 و 2022، من انخفاض تلوث الهواء الخارجي الناتج عن الفحم وحده. وصل توليد الطاقة المتجددة إلى مستوى قياسي بلغ 12% من الكهرباء العالمية، مما خلق 16 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم. وتلقى ثلثا طلاب الطب تعليماً في مجال المناخ والصحة في عام 2024.
تعزيز الصحة من خلال العمل المناخي
وقالت الدكتورة مارينا رومانييلو، المديرة التنفيذي لـ "لانسيت كاونت داون" في جامعة كوليدج لندن: "لدينا بالفعل الحلول لتجنب كارثة مناخية - وتثبت المجتمعات والحكومات المحلية في جميع أنحاء العالم أن التقدم ممكن. من نمو الطاقة النظيفة إلى تكييف المدن، العمل جارٍ ويحقق فوائد صحية حقيقية - ولكن يجب علينا الحفاظ على الزخم. إن التخلص التدريجي والسريع من الوقود الأحفوري لصالح الطاقة المتجددة النظيفة والاستخدام الفعال للطاقة يظل أقوى محرك لإبطاء تغير المناخ وحماية الأرواح".
وفي الوقت نفسه، قالت الدكتورة مارينا إن التحول إلى أنظمة غذائية أكثر صحة وصديقة للمناخ وأنظمة زراعية أكثر استدامة سيقلل بشكل كبير من التلوث وغازات الاحتباس الحراري وإزالة الغابات، ومن المحتمل أن ينقذ أكثر من عشرة ملايين روح سنويا.
مؤتمر المناخ في البرازيل
بينما يستعد العالم لمؤتمر الأطراف الثلاثين المعني بتغير المناخ (COP30) في بيليم بالبرازيل، توفر نتائج التقرير العالمي 2025 لـ "لانسيت كاونت داون" قاعدة أدلة رئيسية لتسريع العمل المناخي الذي يركز على الصحة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أنها ستبني على هذا الزخم من خلال التقرير الخاص المرتقب لمؤتمر الأطراف الثلاثين حول تغير المناخ والصحة، وهو جهد تعاوني يسلط الضوء على السياسات والاستثمارات اللازمة لحماية الصحة والإنصاف وتقديم "خطة عمل بيليم" التي يُتوقع أن تكون النتيجة التاريخية لمؤتمر الأطراف الثلاثين.

لا يوجد تعليقات