تحالف عالمي يجتمع في الدوحة لمواجهة أزمة الجوع .. يعاني منها 670 مليون شخص ويواجه اكثر من ملياري شخص انعدام الامن الغائي


الدوحه : اوروبا والعرب
مع تزايد الجوع بأنحاء العالم، ومعاناة الملايين في سبيل تأمين وجبتهم التالية، اجتمع عدد من قادة العالم في الدوحة أمس الاثنين لحضور الاجتماع رفيع المستوى الأول لـ "التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر".
وفي كلمتها أمام رؤساء الدول والوزراء والشركاء الدوليين، قالت أنالينا بيربوك رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة إن أزمة الجوع في عالمنا اليوم ليست نتيجة للندرة، بل هي نتاج عدم المساواة، والصراع، والخيارات السياسية.
في العام الماضي، عانى أكثر من 670 مليون شخص من الجوع، وواجه 2.3 مليار شخص انعداما معتدلا أو حادا للأمن الغذائي. وقالت: "هذا يعني مليارات من الناس يتساءلون من أين ستأتي وجبتهم التالية. آباء يضطرون لرؤية أطفالهم ينامون جياعا". يحدث هذا في عالم يهدر أكثر من مليار وجبة كل يوم.
وأضافت قائلة: "أزمة الجوع ليست نقصا في الغذاء. يمكن الوقاية منها بالكامل،" مشيرة إلى الإخفاقات في مجالات الوصول، والقدرة على تحمل التكاليف، والحماية الاجتماعية.
عُقد الاجتماع بينما تستضيف الدوحة القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، حيث يناقش ما يقرب من 14,000 مشارك كيفية تعزيز النظم الاجتماعية، وتوسيع الفرص، والحد من عدم المساواة.
مع ارتفاع حرارة الكوكب، ينتشر الجوع
وسلطت السيدة بيربوك الضوء على تغير المناخ باعتباره دافعا متسارعا للجوع. واستذكرت زيارة أخيرة لمنطقة الساحل، وصفت فيها تحول الأراضي الخصبة إلى غبار مع ارتفاع درجات الحرارة وفشل مواسم هطول الأمطار. وقالت: "هذا هو الخط الأمامي الجديد لانعدام الأمن الغذائي".
وحذرت من أنه إذا استمر الاحترار العالمي دون رادع، فقد يواجه ما يصل إلى 1.8 مليار شخص إضافي انعدام الأمن الغذائي. لكن الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية، مدعوما بالاستثمار في التكيف والقدرة على الصمود، يمكن أن يمنع الملايين من الغرق أعمق في براثن الفقر.
أُطلق التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر تحت الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين في عام 2024، ويضم الآن ما يقرب من 200 عضو — أكثر من 100 دولة ومنظمة إقليمية ووكالة دولية ومجموعة مجتمع مدني.
وكان اجتماع امس الاثنين هو الأول له على مستوى القادة، ويهدف إلى تسريع التعاون العملي، بدءا من توسيع نطاق الحماية الاجتماعية إلى تعزيز الزراعة القادرة على التكيف مع المناخ.
وقالت بيربوك: "في عالم تتوافر فيه الخيرات — وحيث ينبغي أن يكون هناك ما يكفي للجميع — فإن ضمان حصول كل شخص في كل مكان على ما يكفيه من طعام أمر ممكن تماما".
واختتمت قائلة: "عالم خالٍ من الجوع والفقر ليس طموحا بعيد المنال. إنه في متناول يدنا، إذا عملنا معا لتحقيقه".
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قالت رانيا دقش مساعدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن البرنامج ساعد حوالي 124 مليون شخص في كل أنحاء العالم في 2024، وخاصة في مناطق الحروب وتلك المناطق الهشة التي يحتاج فيها الناس بشدة.
وأوضحت أن حوالي 300 مليون شخص يتأثرون بالجوع حاليا. ومضت قائلة: "في برنامج الأغذية العالمي نساعد في برامج التغذية المدرسية. حاليا هناك أكثر من 400 مليون طفل في العالم يحصلون على وجبات مدرسية الأمر الذي يساعدهم على استيعاب الدروس والاستمرار في الدراسة وبالذات للبنات. تمثل هذه الوجبات المدرسية العمود الفقري لمحاربة الجوع".
وقالت المسؤولة الأممية إن النقاش في مؤتمر القمة سيركز حول الحلول والأفكار لحل مشاكل كبيرة مثل الفقر، الجوع، البطالة، عدم المساواة. 
وأشارت إلى أن برنامج الأغذية العالمي يسعى إلى بناء أنظمة الحماية الاجتماعية مع الحكومات في أكثر من 63 دولة لتقليل الهشاشة في كثير من المناطق.
ووجهت رسالة قالت فيها: "كل فرد وكل شركة وكل حكومة لها دور في تقليل الجوع والفقر في العالم. تحدثوا عن الجوع لأنه مشكلة كبيرة تؤثر على ملايين الناس. ادعموا الحكومات كي تتمكن من بناء أنظمة تقلل من الهشاشة في العالم".
وسيشارك رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، وقادة المجتمع المدني، ومندوبو الشباب، والعمال وممثلو القطاع الخاص - في الجلسات العامة، واجتماعات المائدة المستديرة رفيعة المستوى، والمنتديات الموازية التي تركز على الحماية الاجتماعية، وعدم المساواة، والعمل اللائق، وإدماج الفئات المهمشة.
و أكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش سيلقي كلمة في حفل الافتتاح" اليوم" الثلاثاء.
ويسلط الضوء على التقدم المحرز منذ القمة الاجتماعية الأولى في كوبنهاغن عام 1995، مع التأكيد على التحديات العالمية الكبرى، بما في ذلك تفاقم التفاوتات، والبطالة، والفقر، والنزاعات، والمعاناة الإنسانية الواسعة النطاق.
ويشارك الأمين العام، أثناء وجوده في الدوحة، في فعالية جانبية حول التعليم ويعقد اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين
وحسب نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة  فان فكرة أن تركز التنمية على الإنسان وأن تكون شاملة وعادلة ليست جديدة. إنها رؤية التزم بها العالم قبل 30 عاما في قمة الأمم المتحدة في كوبنهاغن، ولا يزال صداها يتردد حتى اليوم.
ويجتمع قادة من جميع أنحاء العالم في العاصمة القطرية الدوحة،في الفترة من 4 إلى 6 تشرين الثاني/نوفمبر، لتقييم التقدم ومعالجة الفجوات المستمرة ورسم مسار جديد للمضي قدما.
يكمن في جوهر الاجتماعات سؤال بسيط ولكنه مؤثر: كيف يمكننا ضمان عدم تخلف أحد عن الركب؟
لي جونهوا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية قال إن القمة تأتي في لحظة حرجة. وأضاف: "تتسع أوجه عدم المساواة، وتتآكل الثقة، وتكافح المجتمعات في ظل الصراعات والصدمات المناخية والتغير التكنولوجي السريع. ومع ذلك، نشهد أيضا ابتكارات استثنائية، وقدرة على الصمود، وتضامنا. هذه فرصتنا لإعادة بناء الثقة بين الحكومات وشعوبها، وبين الدول أيضا".

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات