الأمم المتحدة : "أجساد النساء أصبحت مسرحا للجريمة في السودان" الأزمة تتفاقم في شمال دارفور مع استمرار العنف والنزوح

- Europe and Arabs
- الأربعاء , 12 نوفمبر 2025 8:23 ص GMT
الخرطوم : اوروبا والعرب
حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن هناك أدلة متزايدة على أن الاغتصاب "يستخدم عمدا وبشكل منهجي" في السودان، مشددة على أن النساء والفتيات "لسن مجرد إحصائيات، بل هن مقياس إنسانيتنا المشتركة".
وقد نشرت الهيئة تقريرا الثلاثاء تضمنته نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة ويركز على الأبعاد الجنسانية لانعدام الأمن الغذائي في السودان. وفي حديثها للصحفيين في جنيف عقب نشر التقرير، قالت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا إنه في كل يوم "يتأخر فيه العالم عن اتخاذ إجراء بشأن السودان، تلد امرأة أخرى تحت وطأة القصف، أو تدفن طفلها جوعا، أو تختفي دون عدالة".
وقالت إن النساء أبلغن عن معاناتهن من الجوع والنزوح والاغتصاب والقصف في الفاشر، "قلب الكارثة الأخيرة في السودان"، حيث "وضعت النساء الحوامل أطفالهن في الشوارع بعد نهب وتدمير آخر مستشفيات الولادة المتبقية".
وكانت قوات الدعم السريع قد استولت على عاصمة ولاية شمال دارفور بعد أكثر من 500 يوم من الحصار في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، وسط تقارير عن فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الإعدامات بإجراءات موجزة والعنف الجنسي. وقالت السيدة موتافاتي إن آلاف النساء والفتيات فررن من المدينة بسبب تدهور الأوضاع إلى مناطق أخرى في شمال دارفور، بما في ذلك طويلة، التي تبعد حوالي 70 كيلومترا، وكورما ومليط، حيث يُعدّ الوجود الإنساني "ضئيلا للغاية".
وأضافت: "ما تخبرنا به النساء هو أنه خلال رحلتهن المروعة، كانت كل خطوة يخطينها لجلب الماء، أو جمع الحطب، أو الوقوف في طابور الطعام تحمل مخاطر عالية للعنف الجنسي".
وحذرت السيدة موتافاتي من أن أجساد النساء "أصبحت مسرحا للجريمة في السودان"، مؤكدة على أنه "لم تعد هناك أي أماكن آمنة" يمكن للنساء فيها الحصول على الحماية أو الرعاية النفسية والاجتماعية الأساسية.
وقالت المسؤولة الأممية إن "الكرامة الأساسية انهارت أيضا"، موضحة أن عبوة الفوط الصحية الواحدة في شمال دارفور تُكلف حوالي 27 دولارا، بينما تبلغ في المتوسط قيمة المساعدة النقدية الإنسانية أقل بقليل من 150 دولارا شهريا لأسرة مكونة من ستة أفراد.
وتحدثت السيدة موتافاتي عن "قرارات مستحيلة" تتخذها الأسر "المجبرة على الاختيار بين الغذاء والدواء والكرامة"، مؤكدة أن الاحتياجات الأساسية للنساء والفتيات "تقع في أسفل تلك القائمة".
وقالت: "قد لا تتناول معظم النساء والفتيات الطعام على الإطلاق في السودان. غالبا ما تتجنب النساء وجبات الطعام ليتمكن أطفالهن من تناول الطعام، بينما تحصل المراهقات في كثير من الأحيان على أقل حصة، مما يقوض تغذيتهن وصحتهن على المدى الطويل".
وحذرت السيدة موتافاتي من أن الجوع الذي تعاني منه النساء له "تأثير مضاعف"، حيث يبلغ العاملون في مجال الصحة عن تزايد حالات سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الرضّع، والذي غالبا ما يرتبط بانخفاض قدرة أمهاتهم الجائعات على الرضاعة الطبيعية.
ودعت إلى إنهاء العنف، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، وزيادة الدعم لمطابخ الحساء التي تقودها النساء وغيرها من مقدمي المساعدات. يذكر أن تحليل للأمن الغذائي في أوائل الشهر الجاري أكد وجود المجاعة في الفاشر وكادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
من جانبه حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم الأزمة في ولاية شمال دارفور السودانية مع انتشار العنف خارج عاصمة الولاية، الفاشر. ولا تزال التقارير تشير إلى اشتباكات على طول طرق الوصول الرئيسية، عقب استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر، مما أدى إلى محاصرة المدنيين وقطع المساعدات.
ومنذ ذلك التاريخ، فر ما يقرب من 89 ألف شخص من الفاشر والقرى المجاورة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. ولجأ الكثيرون إلى بلدات طويلة ومليط وسرف عمرة، بينما نزح آخرون إلى دبة في الولاية الشمالية.
وقال مكتب أوتشا إنه يقدم مع الشركاء في المجال الإنساني الغذاء والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، من بين مساعدات أساسية أخرى، للنازحين في منطقة طويلة في شمال دارفور ومدينة الدبة في الولاية الشمالية، لكن الاحتياجات تتجاوز بكثير الموارد المتاحة، وفقا للمكتب الأممي.
وأضاف أن بعض العائلات من الفاشر لجأت إلى بلدة طينة، بالقرب من الحدود السودانية التشادية، حيث أفاد متطوعون محليون بأن أكثر من 3,000 نازح بحاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية. وعبر الحدود في شرق تشاد، تستعد المجتمعات المضيفة المثقلة بالفعل وشركاء الأمم المتحدة لاستقبال وافدين جدد، حيث يواصل الناس البحث عن الأمان والمساعدة.
في الوقت نفسه، يتصاعد العنف في منطقة كردفان، مما أدى إلى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين وموجات نزوح جديدة، وفقا لما ذكره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تحققت من هجوم على مستشفى الدلنج في ولاية جنوب كردفان في 6 نوفمبر، والذي أسفر عن مقتل وإصابة أشخاص. وأشارت المنظمة إلى أن هذا هو الهجوم رقم 192 الذي تم التحقق منه على المرافق الصحية في السودان منذ أبريل 2023.
في ولاية شمال كردفان المجاورة، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه حتى الأحد، أدت أعمال العنف المبلغ عنها في مناطق بارا، وشيكان، والرهد، وأم روابة، وأم دم حاج أحمد، إلى نزوح ما يقرب من 39 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال مكتب أوتشا إن أكثر من 10,000 شخص نزحوا إلى ولاية النيل الأبيض بحثا عن الأمان، بينما فر آخرون إلى منطقة أم درمان في ولاية الخرطوم وأجزاء أخرى من شمال كردفان.
ودعا المكتب مجددا إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ووضع حد للهجمات على المستشفيات والبنية التحتية المدنية، وضمان وصول المساعدات بشكل آمن ودون عوائق إلى المحتاجين في جميع انحاء السودان

لا يوجد تعليقات