مناورات عسكرية صينية ضخمة في محيط تايوان وتنديد دولي

أ ف ب: نددت تايوان الجمعة بـ"جارتها الخبيثة" بعدما حاصرت الصين الجزيرة عبر إجراء سلسلة مناورات عسكرية ضخمة قوبلت بإدانات من الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين.

وأطلقت الصين خلال المناورات التي بدأت الخميس وما زالت متواصلة الجمعة، صواريخ بالستية ونشرت طائرات مقاتلة وسفنا حربية حول تايوان.

وأعلن "جيش التحرير الشعبي" الصيني عدة مناطق خطر مغلقة في محيط تايوان تطل على بعض أهم ممرّات الشحن البحري في العالم وتبعد في مواقع معيّنة نحو 20 كيلومترا فقط عن سواحل الجزيرة.

وذكرت بكين بأن المناورات ستستمر حتى منتصف نهار الأحد، بينما أعلنت تايبيه أن مقاتلات وسفنًا صينية عبرت "الخط الأوسط" الذي يمر عبر مضيق تايوان صباح الجمعة.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان "منذ الساعة الحادية عشرة، أجرت مجموعات عدة من طائرات حربية وسفن حربية صينية تدريبات حول مضيق تايوان وعبرت الخط الأوسط للمضيق".

ويمثّل الخط الأوسط حدودا غير رسمية لكن يتم الالتزام بها إلى حد كبير وتمتد على طول منتصف المضيق الفاصل بين تايوان والصين.

تكررت عمليات التوغل الصينية منذ أعلنت بكين في 2020 أن هذه الحدود لم تعد قائمة.

شاهد مراسلو فرانس برس في جزيرة بينغتان مقاتلة تحلّق فوق المكان حيث التقط سياح صورا لها بينما حلّقت فوق الساحل.

كما شوهدت سفينة عسكرية صينية تبحر عبر مضيق تايوان.

ووصفت بكين المناورات الحربية بأنها رد "ضروري" على الزيارة التي أجرتها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي ديموقراطي، لكن واشنطن رأت أن قادة الصين "اختاروا المبالغة في رد الفعل".

من جهته، دعا رئيس الوزراء التايواني سو تسينغ-تشانغ حلفاء بلاده للضغط من أجل خفض التصعيد.

 

وقال للصحافيين "لم نتوقع أن يستعرض الجار الخبيث قوّته على عتبتنا وبأن يعرّض إلى الخطر بشكل تعسفي الممرات المائية الأكثر انشغالا في العالم عبر تدريباته العسكرية".
ودافعت بيلوسي عن زيارتها الجمعة، مشيرة إلى أن واشنطن "لن تسمح" للصين بعزل تايوان.

وقالت للصحافيين في طوكيو، آخر محطة ضمن جولة آسيوية قامت بها، "قلنا منذ البداية" إن الزيارة "لا تهدف إلى تغيير الوضع القائم هنا في آسيا، أو تغيير الوضع القائم في تايوان".

وفي وقت لاحق الجمعة، ردت الصين بالإعلان عن عقوبات ضد بيلوسي وأفراد عائلتها المقربين من دون تقديم معلومات مفصلة عن الإجراءات.

فرضت الصين في السنوات الأخيرة عقوبات على عدد من المسؤولين الأميركيين ردا على ما تعتبرها تصرفات تتعارض مع مصالحها الجوهرية وللإدلاء بتصريحات تتعلق بحقوق الإنسان في هونغ كونغ ومنطقة شينجيانغ في شمال غرب البلاد.

- صواريخ فوق تايوان -

أعلن الجيش الصيني أن التدريبات تضمنت "هجوما صاروخيا تقليديا" في المياه شرق تايوان.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أن الجيش الصيني "أطلق أكثر من مئة طائرة حربية تشمل مقاتلات وقاذفات" خلال التمرينات، إلى جانب "أكثر من عشر مدمّرات وفرقاطات".

وذكرت شبكة "سي سي تي في" الرسمية أن الصواريخ الصينية حلّقت مباشرة فوق تايوان.

كما لفتت اليابان إلى أن أربعة من بين تسعة صواريخ رصدتها "يُعتقد بأنها حلّقت فوق جزيرة تايوان الرئيسية".

ورفض الجيش التايواني تأكيد مسار الصواريخ بهدف حماية إمكانياته الاستخباراتية ومن أجل عدم السماح للصين بـ"ترهيبنا".

- "تصعيد كبير" -

يعتبر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين تايوان جزءا من الأراضي التابعة له وتعهّد استعادتها يوما ما، وإن كان بالقوة.

لكن حجم وكثافة التدريبات أثارت حفيظة الولايات المتحدة وقوى ديموقراطية أخرى.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد محادثات مع وزراء خارجية من دول جنوب شرق آسيا في بنمو بنه عن المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان "تمثّل هذه الأعمال الاستفزازية تصعيدا كبيرا"

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات