خبيرة دولية تدعو لمعالجة العنف ضد النساء في مجال الرياضة وتوفير بيئة آمنة ومشجعة..بعض الدول تسمح للذكور الذين يعرفون أنفسهم على أنهم إناث بالمشاركة في الرياضة النسوية


نيويورك : اوروبا والعرب 
دعت ريم السالم المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لجميع أشكال العنف ضد النساء في مجال الرياضة، وتوفير الحماية والدعم للنساء من "ضحايا العنف الرياضي". بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة 
قدمت ريم السالم للجمعية العامة للأمم المتحدة تقريرا  حول العنف الذي تواجهه النساء والفتيات في مجال الرياضة. وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة شددت السالم على ضرورة تعزيز دور الإعلام في تغيير الصورة النمطية وتوفير بيئة إيجابية ومشجعة لمشاركة المرأة في الرياضة.
أشارت المقررة الأممية المستقلة  إلى أشكال متعددة من العنف من بينها العنف الجسدي والاقتصادي والرقمي والاستبعاد من المشاركة. وعزت المقررة الأممية أسباب العنف ضد النساء في مجال الرياضة إلى عدة أسباب من بينها القوالب النمطية الجنسانية، والثقافة الذكورية السائدة، ونقص التمثيل النسائي في المناصب القيادية، والإفلات من العقاب.
واقترحت جملة من الحلول من بينها ضرورة توفير بيئة آمنة وخالية من العنف، وتشجيع مشاركة المرأة في الرياضة، ومعالجة التمييز في الاستثمار والتغطية الإعلامية، ومحاسبة مرتكبي العنف. 
ذكر أن المقررين الخاصين يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. وهذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم. كما أن آراءهم لا تعكس بالضرورة مواقف وآراء مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وعن أهم ما ورد في هذا التقرير. قالت ريم السالم: استعرضت في هذا التقرير أشكال العنف التي تواجهها النساء والفتيات في الرياضة وأسبابها، وأيضا الجهات التي ترتكب هذا العنف. وأقدم فيه توصيات لتحسين الوقاية والاستجابة للعنف ضد النساء والفتيات في الرياضة.
وبما أنني مقررة معينة من قبل مجلس حقوق الإنسان أتناول أيضا الإطار القانوني الدولي الذي له علاقة بهذا الموضوع، وأيضا استعرض بعض الممارسات الجيدة التي اعتمدتها الدول لتعزيز المشاركة المتساوية والفعالة. وأيضا أتحدث عن الأسباب وراء هذا العنف ضد النساء والفتيات في الرياضة.
هناك أسباب هيكلية ونظامية مثلا أن المجتمع لا يشجع النساء والفتيات على المشاركة في الرياضة، وهناك القوالب النمطية الجنسانية الضارة والمعايير الثقافية التي هي - كما قلت - لا تشجع المرأة أو الفتاة، هناك أيضا الثقافة الذكورية السائدة في الرياضة كما في جميع أشكال الحياة. 
هناك أيضا تمثيل ناقص في الأدوار الرياضية، مثلا لا نجد عددا كبيرا من النساء المسؤولات في الأندية الرياضية، أو في الوزارات المعنية بتشجيع الرياضة، هناك أيضا نقص في المساواة فيما يتعلق بالاستثمار في الرياضة، أي أن هناك تركيزا كبيرا – سواء من ناحية الدعم المعنوي أو السياسي أو الاقتصادي – على الرياضة الذكورية.
هناك أيضا إفلات واسع النطاق من العقاب بالنسبة لأي شخص يتعدى على حقوق المرأة أو الفتاة في الرياضة، هناك انعدام في المساءلة عن أعمال العنف التي ترتكب بحق الفتيات والنساء. تشعر وكأن عالم الرياضة له قوانينه الخاصة ويتم التعامل معه باستقلالية. لماذا؟ لأن التركيز هنا على الفوز والحفاظ على سمعة الفريق.
 رأينا خلال السنوات الأخيرة أن هناك بعض الدول تسمح للذكور الذين يعرفون أنفسهم على أنهم إناث بالمشاركة في الرياضة النسوية – أي أن يتباروا أو يتسابقوا ضد فتيات أو إناث. طبعا نحن نعرف أن التكوين البيولوجي له تأثيره. هناك دراسات عديدة وتوثيق أن الذكر لكونه ذكرا فهذا يعطيه أفضلية على الإناث، وهذا يعني أن الفرصة العادلة للمتسابقة الأنثى تزول إذا سُمح للذكر أن يتبارى معها في نفس التصنيف. طبعا يجب أن نسمح للجميع بالمشاركة في الرياضة لأن الرياضة مهمة - سواء لمن يعرفون أنفسهم على أنهم ذكور أو إناث - ولكن يجب أن تكون هناك معاملة عادلة.
أقدم بعض الحلول لهذا الموضوع، مثلا يمكن للأندية أن تنشئ فئات مفتوحة للجميع في الرياضة بغض النظر عن نوع الجنس– أي يمكن للجميع المشاركة سواء كانوا ذكورا أم إناثا. 
وأنا أشجع على إعادة تقديم إمكانية الفحوصات الطبية البسيطة للتمييز بين الجنسين، لكي نعرف هل هذا المتباري ذكرا أم أنثى لأجل تحديد العدالة والفرص أمام الجميع، لأنه ليس من العدالة أن تكون هناك إناث قد تدربن طوال حياتهن ويرغبن في الفوز مثل اللاعب الذكر الذي يود أيضا الفوز ويقدم أحسن ما لديه.
اللاعبة أو المتبارية الأنثى لها الحق في الفرصة الكاملة العادلة. المشكلة هي أن التكوين البيولوجي يؤثر على الأداء - سواء شئنا أم أبينا. ولا يمكننا أن نتغاضى عن ذلك. إذا سمحنا للذكور أن يتباروا ضد النساء فهذا يرسل رسالة للإناث أنهن يتعين عليهن دائما تفضيل رغبة الذكر، وأن أحلامهن وقدراتهن وإمكانياتهن تأتي في المؤخرة، فهل هذا هو المجتمع الذي نريده؟

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات