إيران وإسرائيل تتبادلان الضربات الجوية.. والخسائر البشرية في تصاعد.. هل تغيّر الضربات معادلة الحرب في غزة؟


طهران ـ بروكسل : اوروبا والعرب


في تحول مفصلي قد يعيد رسم خريطة المواجهة في المنطقة، شنّت إسرائيل فجر الجمعة هجومًا واسعا على مواقع استراتيجية داخل إيران، استهدف منشآت عسكرية ونووية، وأدى إلى مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري، إلى جانب علماء نوويين، هذا التصعيد المفاجئ لا ينفصل عن سياق الحرب في غزة بل يُعد أحد أبرز تداعياتها بحب ماجاء في تقرير لشبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورونيوز  والذي اضاف "جاء الهجوم الإسرائيلي في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أكثر جولات الحرب دموية وطولًا منذ سنوات، وتزامناً مع هذه الحرب والضربة الإسرائيلية لإيران، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تقليص ملحوظ في حجم قواته المنتشرة في القطاع، وتحريك وحدات قتالية نحو جبهات أخرى، في إشارة واضحة إلى إعادة توزيع الأولويات العسكرية على ضوء التصعيد مع إيران.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تُترجم ميدانيًا إلى انخفاض نسبي في وتيرة العمليات البرية في غزة، لكن دون توقفها الكامل، ما يجعل القطاع يدخل في مرحلة "التهدئة العسكرية المؤقتة"، بينما تبقى التهديدات قائمة، سواء من الجو أو من خلال العمليات المحدودة في المناطق الحدودية.
"توسيع الحرب" بدلًا من إنهائها؟
الضربة الإسرائيلية لإيران تفتح باب التساؤلات حول نوايا تل أبيب الحقيقية، هل تسعى إسرائيل إلى إنهاء الحرب في غزة عبر التصعيد الخارجي؟، أم أنها تسعى لتوسيع نطاق الحرب لتشمل أطرافًا أخرى؟ فاستهداف طهران بهذا الشكل المباشر يحمل رسائل مزدوجة؛ أحدها موجه لحماس مفادها أن الدعم الإقليمي لها لن يكون بمنأى عن الردع، والآخر موجّه لإيران ذاتها بأن حدود المواجهة لم تعد محصورة في الميدان الفلسطيني.
ردود "حماس" وتضامن مع إيران
 وفي خضم هذه التطورات، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بيانًا أدانت فيه الضربة الإسرائيلية، واعتبرتها "تصعيدًا خطيرًا" من شأنه أن يُفجّر المنطقة بأسرها، مؤكدة أن إيران "تدفع ثمن مواقفها الثابتة في دعم القضية الفلسطينية". كما عبّرت عن تضامنها الكامل مع طهران، مقدّمة التعازي بمقتل القادة والعلماء.
 لكن في الوقت ذاته، لم يصدر عن "حماس" أو بقية الفصائل أي مؤشر على نية فتح جبهات جديدة، ما يعكس إدراكًا لتوازنات القوى في هذه اللحظة شديدة التعقيد.
غزة: صمود رغم الكلفة الباهظة
 رغم شراسة العدوان وتعدد الجبهات، لا تزال غزة تمثل البوصلة الأساسية للصراع. وبينما تحاول إسرائيل إعادة تموضعها عسكريًا، يعاني القطاع من أزمة إنسانية خانقة ونزيف مستمر في الأرواح والبنية التحتية، ويخشى المراقبون من أن يتحوّل سكان غزة إلى ضحايا ثانويين لحرب إقليمية تتسع رقعتها يومًا بعد يوم.
 وبحسب خبراء تشير الضربة الإسرائيلية لإيران إلى أن الحرب لم تعد محصورة في جغرافيا واحدة. وإذا كانت غزة هي الشرارة، فإن النيران بدأت تلامس أطرافًا أخرى في الإقليم بدءا من طهران وبيروت إلى اليمن وربما ما هو أبعد. أما مصير غزة نفسها، فهو الآن مرتبط بما يتقرر في مراكز القرار العسكري والسياسي ليس فقط في تل أبيب، بل في عواصم إقليمية ودولية متعددة.
وفي تصعيد خطير، تبادلت إيران وإسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. فيما دعا ترامب دعا إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
لا تزال إسرائيل وإيران تشنان ضربات جوية متبادلة استهدفت مواقع متعددة في كلا البلدين، في تصعيد خطير يُعد الأعنف منذ تصاعد التوترات بين الطرفين، وأسفرت الهجمات عن خسائر بشرية ومادية في صفوفهما.
وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرة مُسيّرة إسرائيلية فوق مدينة سلماس في محافظة أذربيجان الغربية، مشيرة إلى أن الطائرة كانت تقوم بمهام تجسسية على مواقع استراتيجية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن ضربات دقيقة ضد منشآت عسكرية في مدينة أصفهان الإيرانية، بما في ذلك مبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني، وبنية تحتية لتحويل اليورانيوم المخصب، بالإضافة إلى مختبرات بحثية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
على الجانب الإيراني، أكدت وسائل إعلام رسمية أن الحرس الثوري الإيراني شن هجوما بصواريخ بالستية استهدف مواقع إسرائيلية، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، دون الإفصاح عن طبيعة الأهداف أو النتائج المترتبة على الهجوم.
في السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن ثلاثة إسرائيليين قُتلوا وأصيب نحو 90 آخرين جراء سقوط صواريخ إيرانية على عدة مناطق إسرائيلية، فيما اضطر السكان إلى اللجوء إلى الملاجئ في أنحاء البلاد.
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي إن الليلة كانت "قاسية"، مشيراً إلى أنه اضطر للانتقال إلى ملجأ خمس مرات خلال الليل بسبب القصف الإيراني.
بدوره، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال إن "إيران كان بإمكانها تجنب كل هذا لو وافقت على إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة"، وأضاف: "ما زال أمامهم الوقت ليعودوا إلى طاولة المفاوضات إذا كانوا يمتلكون شيئاً يمكن التفاوض عليه".
وتراقب الدول الكبرى في المنطقة والعالم التصعيد الجاري بقلق بالغ في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة فورية بين العدوّين اللدودين.
 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات