كندا على طريق فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطين في ظل رفض امريكي اسرائيلي .. بريطانيا تدعو الى اجتماع اوروبي طارئ لمناقشة المعاناة والجوع في قطاع غزة


بروكسل ـ باريس : اوروبا والعرب 
أعلن رئيس الحكومة الكندية، مارك كارني، أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وكتب كارني في مقال له: "إن كندا تدعم حل الدولتين الذي يضمن السلام والأمن لشعبي إسرائيل وفلسطين". وأضاف أن أوتاوا "ستعمل بنشاط لتحقيق هذا الهدف في جميع المنظمات"، بما في ذلك اجتماع وزراء الخارجية في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن هذه القضية.
وأضاف رئيس الوزراء أن كندا تدين فشل الحكومة الإسرائيلية في منع التدهور السريع للوضع الإنساني في قطاع غزة بحسب مانقل موقع اليوم السابع في القاهرة عن وكالات انباء 
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تدين هذه الخطوة بشدة وترى في إنشاء دولة فلسطينية تهديدا لأمنها.
وقال وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، الجمعة، إن واشنطن ترفض خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية، ووصفها بأنها "قرار متهور". وكتب روبيو في منشور على إكس: "هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس ويعوق السلام".
وصرح زعيم حزب "التجمع الوطني" الفرنسي جوردان بارديلا بأن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطين متسرع ومدفوع باعتبارات شخصية.
وكتب بارديلا على منصة "إكس": "هذا قرار متسرع، تحكمه اعتبارات سياسية شخصية أكثر من كونه نابعا من رغبة صادقة في تحقيق العدالـة والسلام".
وأضاف السياسي أن "اعتراف ماكرون بدولة فلسطين سيمنح حركة حماس الإرهابية شرعية مؤسساتية ودولية غير متوقعة".
هذا وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس الخميس، أن الجمهورية الفرنسية ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة، مؤكدا الحاجة الملحة لوقف الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين.
وأكد أن "الفرنسيين يريدون السلام في الشرق الأوسط. ودورنا كفرنسيين مع الإسرائيليين والفلسطينيين وشركائنا الأوروبيين والدوليين، هو إثبات أن ذلك ممكن".
ورحبت حركة حماس، في بيان مساء الخميس، باعتزام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
ودعت الحركة جميع دول العالم وخاصة الدول الأوروبية والدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، إلى أن تحذو حذو فرنسا والاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية وعلى رأسها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس
قال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، الخميس، إنه سيعقد محادثات طارئة مع فرنسا وألمانيا حول غزة، حيث أدان المعاناة والجوع في القطاع.
وقال ستارمر إن الوضع كان خطيرا لبعض الوقت لكنه "وصل إلى مستويات جديدة من التدهور"، بحسب وكالة "بي إيه ميديا" البريطانية. وصرح بأن المعاناة والجوع المستشريين في غزة لا يمكن وصفهما ولا الدفاع عنهما.
وأضاف: "بينما كان الوضع خطيرا لبعض الوقت، فقد وصل إلى مستويات جديدة من التدهور ويستمر في التفاقم.. نحن نشهد كارثة إنسانية".
وتابع: "سأجري مكالمة طارئة مع شركاء مجموعة الثلاث (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) يوم الجمعة، حيث سنناقش ما يمكننا القيام به بشكل عاجل لوقف القتل وتوفير الطعام الذي يحتاجونه بشدة، بينما تتكاتف جميع الخطوات اللازمة لبناء سلام دائم".
وأردف قائلا: "نتفق جميعا على الحاجة الملحة لإسرائيل لتغيير مسارها والسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة دون تأخير".
وأفاد بأنه "من الصعب رؤية مستقبل مشرق في مثل هذه الأوقات المظلمة"، لكنه دعا جميع الأطراف مرة أخرى إلى الانخراط "بحسن نية وبسرعة" في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. وشدد رئيس الوزراء البريطاني بأنهم يدعمون بقوة جهود الولايات المتحدة وقطر ومصر لتأمين ذلك.
وأشار في السياق إلى أن وقف إطلاق النار في غزة في المستقبل "سيضعنا على الطريق نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، مؤكدا أن وجود دولة فلسطين هو حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني. وأوضح أن حل الدولتين الذي يضمن السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين.
هذا، وأكدت وكالة "بلومبيرج" أن رئيس الوزراء البريطاني يتعرض لضغوط من سياسيين كبار يطالبون بتسريع الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية.
وذكرت أيضا أنه يتعرض لضغوط من كبار أعضاء حكومته والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف الفوري بفلسطين كدولة ذات سيادة وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
جدير بالذكر أن أسابيع من المحادثات في قطر  لتأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لم تسفر عن أي اختراقات كبيرة، حيث أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سحب الفريق التفاوضي الأمريكي من الدوحة، عقب الرد الذي قدمته حركة حماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال ويتكوف عبر منشور على منصة "إكس": "قررنا إعادة فريقنا التفاوضي من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير من حماس، والذي يُظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة". وأشار إلى أن الموقف الأخير للحركة يعكس "غياب الجدية في إنهاء النزاع".
وأضاف المبعوث الأمريكي أن واشنطن ستبدأ "بدراسة خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم"، معربا عن أسفه لما وصفه بـ"السلوك الأناني" من جانب حماس.
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصدر سياسي، الخميس، أن المفاوضات بشأن غزة لم تنهر، لافتا إلى أن الوفد الإسرائيلي سيعود إلى قطر عندما تكون هناك فرصة سانحة للتوصل إلى اتفاق.

وفقا لأحدث النتائج التي توصلت إليها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، يعاني طفل من كل خمسة أطفال في مدينة غزة من سوء التغذية، مع تزايد الحالات يوما بعد يوم.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس، نقل المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، عن أحد زملائه الميدانيين في القطاع قوله: "سكان غزة ليسوا أمواتا ولا أحياء، بل جثث متحركة".
وقال السيد لازاريني إنه عندما يرتفع سوء التغذية لدى الأطفال، تفشل آليات التكيف، وينعدم الوصول إلى الغذاء والرعاية، "وتبدأ المجاعة في التفشي بصمت".
وقال: "معظم الأطفال الذين تستقبلهم فرقنا يعانون من الهزال والضعف، وهم معرضون بشدة لخطر الموت إذا لم يحصلوا على العلاج الذي يحتاجونه بشكل عاجل. وقد أفادت التقارير بوفاة أكثر من مئة شخص جوعا، غالبيتهم العظمى من الأطفال".
كما وجد شركاء الأمم المتحدة العاملون في مجال التغذية أن ما يقرب من خمسة آلاف من أصل 56 ألف طفل دون سن الخامسة، خضعوا لفحص سوء التغذية في الأسبوعين الأولين من شهر تموز/يوليو في محافظات خان يونس ودير البلح وغزة، يعانون من سوء تغذية حاد.
وأشار نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إلى أن هذا يمثل نسبة مذهلة بلغت 9%، وهي زيادة عن 6% في حزيران/يونيو، و2.4% في شباط/فبراير.
وأضاف فرحان حق أن عدد حالات المواليد الموتى في غزة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ 220 حالة خلال الفترة بين كانون الثاني/يناير إلى حزيران/يونيو من العام الجاري.
الموت جوعا
المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال إن الأطفال في غزة يموتون من الجوع. وأضاف: "تحت أنظار العالم، ينتشر سوء التغذية الحاد بين أطفال غزة أسرع من وصول المساعدات إليهم".
وأضاف المسؤول الأممي أدوارد بيجبيدير أن عدد الأطفال الذين أفادت التقارير بأنهم لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية منذ نيسان/أبريل، قد ارتفع من 52 إلى 80 بزيادة 54% خلال أقل من ثلاثة أشهر وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال إن هذه الوفيات غير مقبولة وكان يمكن منعها، وشدد على ضرورة السماح للاستجابة الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة، بالعمل بشكل كامل عبر الوصول بدون عوائق للأطفال المحتاجين للمساعدة.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات