عقب زيارات الى السودان وسوريا وأفغانستان ..الامم المتحدة : تعليم الاطفال لايؤجل الى ان تحل الصراعات

في اليوم العالمي للمرأة في العمل الديبلوماسي

 

نيويورك ـ بروكسل : اوروبا والعرب 
تتسبب الحروب والنزاعات وحالات الطوارئ الأخرى في حرمان ملايين من الأطفال من التعليم. الأمم المتحدة تؤمن بأن تعليم الأطفال لا يمكن أن يؤجل إلى أن تُحل الصراعات، لذا خرجت إلى النور مؤسسة تركز جهودها على ضمان تقديم التعليم في الطوارئ والأزمات طويلة الأمد.
لتسليط الضوء على محنة هؤلاء الأطفال، اجرت نشرة اخبار الامم المتحدة  التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم ، حوارا مع السيدة ياسمين شريف، المديرة التنفيذية لصندوق "التعليم لا ينتظر" وهو صندوق الأمم المتحدة العالمي المعني بالتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة.
تناول الحوار، من بين أمور أخرى، الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمساعدة الأطفال المتأثرين بالنزاعات حول العالم على مواصلة تعليمهم. كما تطرقنا إلى وضع الأطفال في الشرق الأوسط وأفغانستان ودعم حق الفتيات في التعليم.
ناشدت المديرة التنفيذية أولياء الأمور دعم حق أبنائهم وبناتهم في التعليم، وتذكير الأطفال بأن هويتهم وإمكانياتهم تكمن في قدرتهم على التعلم والنمو.

 

في بداية الحوار سألنا السيدة ياسمين شريف عن أحدث دراسة نشرها الصندوق وأفادت بأن 222 مليون طفل يفتقرون إلى التعليم الجيد بينهم 72 مليونا خارج أسوار المدارس، فقالت: إنه لأمر محزن ومأساوي للغاية أن نرى هذه الأرقام المهولة. عندما تأسس صندوق "التعليم لا ينتظر" (عام 2016) كان عدد الأطفال المحرومين من التعليم الجيد يقدر بنحو 75 مليونا.
ثم ارتفع هذا العدد إلى 222 مليون طفل بسبب النزوح والاضطرابات الناجمة عن جائحة كــوفيد-19 وتصاعد الحروب والصراعات. 
أخبار الأمم المتحدة: عدتِ مؤخرا من زيارة إلى المناطق الحدودية بين تشاد والسودان. حدثينا عن هذه الزيارة وما شاهدتيه هناك؟
ياسمين شريف: لقد كانت مهمة رفيعة المستوى، أجريتها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف والمجتمع المدني وبالتعاون الوثيق مع وزير التعليم في تشاد وجهات أخرى.
عندما وصلنا، كان هناك 30 ألف لاجئ كانوا قد عبروا لتوّهم الحدود من دارفور إلى شرق تشاد.
وبعد ثلاثة أيام، تضاعف العدد إلى 60 ألف شخص، 90 في المائة من هؤلاء اللاجئين من النساء، ويبلغ عدد الأطفال في سن المدرسة حوالي 70 في المائة منهم. 
نحن نتحدث عن مأساة كبرى. الأطفال الذين عبروا الحدود مع عائلاتهم كانوا في حالة نفسية مقلقة وانفصل العديد منهم عن عائلاتهم. كانوا خائفين للغاية. واستغرق الأمر بعض الوقت لبناء الشعور بالثقة. 
عندما كسبنا أخيرا ثقة الأطفال جلسنا ولعبنا معهم. يفتقر هؤلاء الأطفال إلى أبسط المستلزمات الدراسية والمعلمين المدربين. لقد فقدوا كل شيء. هناك مأساة إنسانية ضخمة. 
تقوم مفوضية شؤون اللاجئين والشركاء بعمل نبيل للغاية على الأرض، حيث يوفرون المياه والصرف الصحي والمأوى، فيما يوفر برنامج الأغذية العالمي الغذاء، ولكن كل هذا ليس كافيا مقارنة باحتياجاتهم الكبيرة.
لقد خصصنا مبلغا طارئا قدره 3 ملايين دولار لبدء التعليم بسرعة، من جملة 8 ملايين دولار مطلوبة للاستجابة للمتطلبات التعليمية لهؤلاء الأطفال والشباب اللاجئين. 
والآن ندعو المانحين الآخرين للمساهمة وجمع المال كي نتمكن من سد الفجوة -التي تبلغ 25 مليون دولار- وتلبية الاحتياجات الفورية في جميع البلدان الخمسة المضيفة للاجئين وهي مصر، جمهورية أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، جنوب السودان، ثم تشاد.
 وردا على سؤال حول مجالة  بعض الناس بأن التعليم قد لا يمثل أولوية بالنسبة لمن يعيشون في حالات الطوارئ  قالت ياسمين شريف: أولا، أقول لهم هل هكذا ستقيّمون أطفالكم إذا أصبحوا لاجئين؟ بغض النظر عن مكان وجودكم، سواء في نيويورك أو جنيف أو في أي عاصمة ومدينة في العالم. هل سيكون التعليم ليس مهما بالنسبة لأولادكم إذا واجهنا أزمة. بالطبع لا. 
ثانيا، عندما تفر كلاجئ، فإن متوسط الوقت الذي تقضيه في اللجوء هو 17 عاما. فهل من المفترض أن تجلس 17 عاما بدون تعليم؟ نحن نتحدث عن بلدان مثل أفغانستان التي تشهد نزاعات منذ أواخر السبعينيات وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تشهد نزاعات منذ الستينيات. 
هل كان تعليمهم سينتظر حتى يحل السلام؟
هناك عدة دول في الشرق الأوسط، وهناك الروهينجا، وهناك اللاجئون من فنزويلا في أمريكا اللاتينية. إذا كان عليهم الانتظار حتى تنتهي الأزمة، فسيتعين عليهم الانتظار لعقود. 
وهذا هو سبب تسميتنا بـ "التعليم لا ينتظر".
وحول سؤال بشأن ويارتها الى افغانستان   بعد تولي طالبان زمام الأمور، للتفاوض من أجل حق الفتيات في التعليم. قالت ياسمين شريف: أنا عملت في أفغانستان في أوائل التسعينيات، لذلك لدي درجة من المعرفة بالدولة والشعب. لديّ احترام كبير للشعب الأفغاني، الذي طالت معاناته. 
عندما سيطرت طالبان على السلطة هذه المرة، جلسنا أنا وزملائي وقلنا إن الكثير من الرجال يذهبون إلى هناك للتحدث مع طالبان، نحتاج نحن النساء أيضا إلى الذهاب والتحدث إلى طالبان.
لذلك قررت تكوين مهمة نسائية للذهاب إلى أفغانستان بهدف التحدث مع وزير التعليم بحكومة الأمر الواقع. وبالفعل التقينا وزير التعليم، وفريقه وتحدثنا معهم بشأن حق الفتيات في التعليم.
شعرت براحة كبيرة للقيام بذلك، جزئيا، لأنني عشت في أفغانستان وجزئيا لأن حق كل فتاة أفغانية في التعليم والذهاب إلى المدرسة الثانوية يطغي على أي مخاوف تعتري أي شخص
تحدثنا إليهم وأخبروننا بأن لديهم خطة قيد التطوير لإعداد منهج مختلف. سألتهم متى ستكون الخطة جاهزة؟ فقالوا إنهم يعملون عليها. فقلت لهم إن ذلك يجب أن يحدث بسرعة. 
ثم تحدثت مع أعضاء آخرين في الحكومة. جاءني مسؤولون وقالوا: نحن قلقون للغاية لأن لدينا بنات أيضا، ونريد لبناتنا الذهاب إلى المدرسة. كان أحدهم يائسا جدا. 
لا أعتقد أن عدم السماح للبنات بالذهاب للمدرسة هو قرار سياسي صائب. بل هو قرار مبنى على تفسير ديني 
أنا مؤمنة، أفهم أن التعليم في صميم الإسلام. كلمة اقرأ هي أول كلمة نزلت من القرآن ولم تحدد جنسا بعينه، بل هي للأولاد والبنات. أعتقد أن هذا الأمر له علاقة كبيرة بالجهل، والجهل غير مقبول ويجب أن يتحول إلى استنارة.
وحول اليوم  24 حزيران/يونيو وهو اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي. ورغم عمل النساء في الحكومات والبرلمانات، على سن قوانين وسياسات تعود بالفائدة على الناس العاديين. ومع ذلك، تردد مؤخرا أن الناس يعتقدون أن الرجال أفضل من النساء في مجال القيادة السياسية.  فقالت ياسمين شريف: إنها دراسة مثيرة للدهشة. اعتقدت أنه لن يكون هناك استنتاج من هذا النوع في القرن الحادي والعشرين. وأعتقد أن الكثير من ذلك يتعلق بالتعليم لأنك بصفتك أحد الوالدين، عندما تربي أطفالك، فإنك تغرس الاحترام في ذوات كل من الفتيات والفتيان على نفس المستوى، بنفس القدرات، والإمكانات. ثم بعد ذلك، عندما تذهب إلى المدرسة، يلعب المعلم دورا أساسيا في تعزيز ذلك، كما يفعل المنهج. وهذا ليس مجرد تحدٍ للبلدان النامية فقط، بل يمثل تحديا للبلدان المتطورة أيضا. لذلك عندما تكون هناك دراسة من هذا القبيل، فهي باعتقادي تظهر أن لدينا مشاكل خطيرة تتعلق بالتنشئة والتعليم المدرسي.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات