القاهرة ـ نيويورك : اوروبا والعرب 
أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والسفارة النرويجية "الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية"، في صعيد مصر، لتوظیف الحلول المجتمعیة المبتكرة وترجمتها لعدد من المشروعات على أرض الواقع. 
‎تستھدف ھذه المرحلة من الحاضنة محافظة الأقصر والمحافظات المجاورة لھا في جنوب مصر. وقد تم تنفيذ ثلاث ورش عمل تعريفية بحضور ممثلين من 21 جمعية أهلية من مراكز الأقصر المختلفة، و40 من الشباب والشابات من بينهم متطوعون ومتطوعات من وحدة مناهضة العنف بجامعة الأقصر.
وجاء في تقرير لمراسل نشرة اخبار الامم المتحدة  في مصر ان جانب من الندوات التعريفية الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية بصعيد مصر في محافظة الأقصر و‎تھدف الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية لتقدیم الدعم الفني والمادي للشباب والعاملین في مجال التنمیة ورواد الأعمال الاجتماعیة من الجنسین لتطویر حلول مبتكرة تراعي السیاق المجتمعي.
 ويوفر المشروع الفرص لتصمیم وتنفیذ حلول مبدعة لتحدیات التنمیة ذات الصلة بعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان، كما تقول داليا الناظر، مديرة مشروع صعيد مصر لريادة الأعمال الاجتماعية بالصندوق:
”هذه أول حاضنة ابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية يتم تنفيذها في محافظة الأقصر بشراكة بين المجلس القومي للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومن خلال هذه الحاضنة يتم دعم الشباب رواد الأعمال من الجنسين كي يبدأوا في مشروعات تسهم في حل مشاكل وقضايا مجتمعية بالتعاون مع مؤسسات المجتمعات المدني التي تعمل لإيجاد حلول للمشكلات المجتمعية، خاصة الممارسات الضارة التي تواجه الفتيات".
وأضافت أن هذا لا يعني الاقتصار على القضايا التي تخص الفتيات والسيدات فقط، ولكنها أكدت أهمية المشاريع التي تركز على الجنسين ودعمها ماديا وفنيا. وقالت: "نشرح لهم كيفية إدارة الموارد المالية والبشرية لديهم وندربهم على كيفية وضع خطة تسويقية وبناء فريق عمل متكامل، ونستهدف في تلك المرحلة الوصول لعدد خمس عشرة فكرة ناشئة تكون نواة للحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية".
وتقول الأستاذة شيرين النجار عضوة المجلس القومي للمرأة بمحافظة الأقصر إنه تم عقد ثلاث ورش عمل تمھیدیة وجلسات تعریفیة بالحاضنة بمقر المجلس القومي بالأقصر على مدار یومین حضرها عدد من الشباب والفتيات وممثلو الجمعيات الأهلية ومتطوعون ومتطوعات بوحدة مناھضة العنف ضد المرأة بجامعة الأقصر. ومضت الأستاذة شيرين النجار قائلة:
"تعزز هذه الندوات وورش العمل التي تعقدها الحاضنة الابتكارية فكرة التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال مشروعات تسهم في حل مشاكلها المجتمعية وتدر عليها دخلا يتميز بالاستدامة والاستمرارية". 
ويستفيد من الحاضنة الابتكارية ممثلون عن إحدى وعشرين جمعیة أھلیة من مراكز محافظة الأقصر المختلفة. وستعمل تلك الجمعيات على ابتكار عدد من المشروعات التي تسهم في حل مشكلات مجتمعية يعاني منها المجتمع الأقصري، كما يقول الأستاذ سمير حجازي رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات بالمحافظة:
"نحن بصدد تنظيم ورش عمل لتعليم المرأة والشباب كيفية عمل مشروعات إنتاجية كمشروعات عيش الغراب والغزل والنسيج والحرف اليدوية النوبية وعسل النحل، وسيستمر الاتحاد في تنظيم تلك الندوات الداعمة للشباب والمرأة". 
وقال الأستاذ عبد العاطي علي أحمد رئيس جمعية تنمية المجتمع بشرق السكة الحديد بالأقصر، وفي رده على سؤال حول كيف تستفيد الجمعية وتطبق فكرة الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية وتحولها لمشروعات مجتمعية:
"نعمل من خلال الجمعية على حصر المشكلات المجتمعية بمنطقة السكة الحديد بالأقصر ثم يترجم الشباب والفتيات هذه المشكلات لمشروعات تدر عليهم ربحا ودخلا يسهم في حل تلك المشاكل، ونقوم الآن بتجميع أفكار المشاريع وبعد الاستقرار عليها يتم تدريب الشباب والفتيات على كيفية تنفيذها من خلال دورات تدريبية وورش عمل لمدة ستة أشهر، وبعدها نبدأ في تنفيذ المشاريع على أرض الواقع".
 وخلال إحدى الجلسات التعريفية بالحاضنة الابتكارية قالت فاطمة حسين، وهي شابة من محافظة الأقصر وعبرت عن سعادتها خلال رد على سؤال عن مدى استفادتها من تلك الحاضنة وكيف تُرجم ذلك في شكل مشروع يساعدها وأسرتها: 
"أنا أحب مهنة الحياكة ولم أكن أدرك أهمية هذه الجلسة التعريفية وورش العمل التي تنظمها الحاضنة الابتكارية، ولكن بعدما حضرت جانبا من هذه الورش، أفادتني كثيرا في كيفية زيادة دخلي بآلية تسويق جيدة لمنتجاتي ولاقيت تشجيعا كبيرا من المحيطين بي، ولن أدخر جهدا في السعي نحو الأفضل لإنشاء منزل سعيد لي ولأولادي".
الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية تهدف إلى تحفيز التغيير الاجتماعي الإيجابي من خلال توفير بيئة داعمة وموارد مالية واستشارات فنية وفرص تواصل للشباب من الجنسين من أصحاب الأفكار للمشروعات المبتكرة التي تعالج مشكلات مجتمعية كالممارسات الضارة ضد الفتيات والنساء في صعيد مصر.