بروكسل : اوروبا والعرب 
قال المفوض الاوروبي المكلف بالشئون الاقتصادية باولو جنتيلوني في المؤتمر الصحفي لعرض التوقعات الاقتصادية لربيع 2024ان هناك 5  رسائل رئيسية من هذه التوقعات:
أولا، بعد عام 2023 الصعب، انتعش النشاط الاقتصادي في الربع الأول من هذا العام. ومن المتوقع أن يتسارع الزخم الاقتصادي خلال الأرباع المقبلة، مما يؤدي إلى معدل نمو سنوي للاتحاد الأوروبي يبلغ 1% هذا العام و1.6% في عام 2025.
وثانيا، من المنتظر أن يعمل الاستهلاك الخاص على دفع التعافي الاقتصادي، وذلك بفضل استمرار قوة سوق العمل وارتفاع الأجور الحقيقية، وهو ما من شأنه أن يسمح بتعافي القوة الشرائية المفقودة.
وثالثا، انخفض التضخم بشكل أكبر منذ بداية العام، ومن المتوقع أن يستمر في التراجع، ليصل إلى هدف البنك المركزي الأوروبي خلال عام 2025.
رابعا، من المقرر أن تستأنف نسبة العجز الحكومي العام في الاتحاد الأوروبي الانخفاض في عام 2024، في حين ترتفع نسبة الدين بشكل طفيف في عام 2025.
وخامساً، لا تزال المخاطر السلبية وحالة عدم اليقين مرتفعة، وهي مرتبطة في الغالب بالحروب الدائرة على حدودنا وفي الشرق الأوسط.
وفي عام 2023، كان الاستهلاك الخاص ضعيفا بشكل خاص، حيث نما بنسبة 0.4% فقط. وعلى الرغم من قوة تشغيل العمالة ونمو الأجور، فإن دخول العمل لم تتجاوز معدل التضخم إلا بالكاد. علاوة على ذلك، ادخرت الأسر حصة أكبر من دخلها المتاح - وظل معدل الادخار في الاتحاد الأوروبي، عند 13.5% في عام 2023، أعلى بكثير من قراءات ما قبل كوفيد-19.
كما ساهم الاستثمار بشكل ضئيل للغاية في النمو، وكان الضعف ملحوظًا بشكل خاص في نهاية العام، خاصة في بناء المساكن.
ولم يقدم الطلب الخارجي دعما كبيرا أيضا، متأثرا بالتباطؤ الحاد في تجارة البضائع العالمية.
وأخيرًا وليس آخرًا، أدى تباطؤ وتيرة تراكم المخزونات إلى انخفاض الطلب المحلي بمقدار نقطة واحدة تقريبًا.
ومن المتوقع أن تتحسن صورة الاقتصاد الأوروبي على مدى العامين المقبلين.
ومن المتوقع أن يكون الاستهلاك الخاص هو المحرك الرئيسي للنمو. ومن المتوقع أن ينتعش النمو إلى 1.3% هذا العام و1.7% في عام 2025. ومن المفترض أن يؤدي استمرار نمو العمالة وارتفاع الأجور الحقيقية إلى دعم الدخل المتاح. ومع ذلك، فمن المتوقع أن يتم إعاقة التوسع في الاستهلاك الخاص جزئيًا من خلال الارتفاع الإضافي في معدل الادخار.
وعلى الرغم من الركود الواسع النطاق في الإنتاج، فقد خلق اقتصاد الاتحاد الأوروبي أكثر من مليوني وظيفة في عام 2023. وقد تم رفع عرض العمالة بشكل أساسي بسبب الهجرة وزيادة مشاركة النساء والعمال الأكبر سنا.
وصلت معدلات النشاط والتوظيف إلى مستويات قياسية جديدة، في حين بلغت البطالة أدنى مستوى قياسي لها عند 6.0%. ومن الناحية الإيجابية، استمرت البطالة في الانخفاض في الدول الأعضاء مسجلة أعلى المعدلات، مما أدى إلى استمرار انخفاض التشتت بين البلدان.
ومن الجدير بالذكر أن معدلات التوظيف في الاتحاد الأوروبي في الربع الثالث من عام 2023 وصلت إلى مستويات قياسية ليس فقط للعمال المحليين (71.2%)، ولكن أيضًا للعمال من دول ثالثة (65.1%).
ومن المتوقع أن يكون نمو التوظيف أكثر هدوءًا في المستقبل. وبعد نمو بنسبة 1.2% العام الماضي، من المتوقع أن ينمو التوظيف في الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.6% هذا العام و0.4% في عام 2025. وشهد الربع الأول نموًا في التوظيف بنسبة 0.2% في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لبيان يوروستات الذي صدر للتو. وهذا لا يزال يعني أن اقتصاد الاتحاد الأوروبي يجب أن يولد 2.5 مليون وظيفة أخرى بحلول نهاية العام المقبل. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تحوم البطالة حول أدنى مستوياتها القياسية الحالية.
وتوسع التعويض الاسمي لكل موظف بنسبة 5.8% في عام 2023 في الاتحاد الأوروبي، مع تباطؤ تدريجي في النصف الثاني من العام. ومن المتوقع أن يتباطأ أكثر لكنه سيظل فوق مستوى التضخم.
ستعمل التوقعات الاقتصادية لصيف 2024 الصادرة عن المفوضية الأوروبية على تحديث توقعات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم ومن المتوقع تقديمها في سبتمبر 2024.