ضابطة مصرية في جنوب السودان: قوات حفظ السلام تبعث الطمأنينة في نفوس الناس
- Europe and Arabs
- الخميس , 30 مايو 2024 11:16 ص GMT
نيويورك ـ جنوب السودان : اوروبا والعرب
قالت أماني حريشة ضابطة حفظ السلام المصرية التي تعمل مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان المعروفة باسم (أنميس) إن وجود قوات حفظ السلام في البلاد يبعث الطمأنينة في نفوس الناس، مشيرة إلى ما وصفتها بـ "الثقة المتبادلة" بين حفظة السلام وأفراد المجتمع المحلي. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة والتي اضافت بان أماني حريشة هي عميدة شرطة وتعمل حاليا مراقبة شرطة مدنية في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان(أونميس). وكانت قد عملت سابقا في العملية المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد).
تجلب أماني حريشة إلى مجال حفظ السلام خبرة طويلة في مجال الشرطة، تمتد لحوالي ثلاثة وعشرين عاما، فضلا عن خلفيتها القانونية في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي. وقالت إن إيمانها العميق بميثاق الأمم المتحدة وأهمية قوات حفظ السلام هو الذي دفعها للالتحاق بهذه القوات.
وأضافت أن السلام موجود في الطبيعة البشرية منذ ساعة خلق الإنسان، وأن كل الحضارات القديمة كانت محبة للسلام ونبذ العنف.
وبمناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام الأممين، تقول أماني حريشة لزملائها: "استمروا في عملكم لتحقيق السلام ولتغيير حياة الأفراد الذين تعرضوا للعنف وللصراعات". وقدمت تحية خاصة لزملائها من حفظة السلام ممن ضحوا بأرواحهم من أجل أن ينعم ملايين البشر بالحرية ويعيشوا في سلام.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي تحدثت العميدة أماني حريشة عن الأثر الملموس الذي تركته بعثة حفظ السلام في جنوب السودان على حياة الناس وكيف أنها ساهمت في حماية أرواحهم وممتلكاتهم وكرامتهم الإنسانية.
ماني حريشة: أنا عميد شرطة أماني حريشة من مصر. أعمل مراقبة شرطة مدنية في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان(أونميس). لي خبرة سابقة في العملية المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد)، خلال عامي 2019 و2020، حيث عملت في مكتب الاتصال بالخرطوم وهذه تعد مشاركتي الثانية.
فخورة جدا بهذه المقابلة وأنتهز هذه الفرصة لأحيي جميع حفظة السلام على مستوى العالم بمناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام، أصحاب القبعات الزرقاء، تحية لهم في كل أنحاء العالم، وتحية خاصة لزملائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل السلام، وأقول لهم أنتم ضحيتم بأرواحكم من أجل إنقاذ أرواح ملايين البشر، لن ننساكم ما بقينا أحياء، ولن ينساكم العالم كله، لأن أرواحكم أنقذت ملايين البشر على مستوى العالم.
العمل في مجال حفظ السلام ليس مجرد وظيفة أو مهنة. أنا أعتبرها فرصة ليست لي وحدي، بل لكل حفظة السلام بهدف تغيير مسار حياة ملايين البشر بحماية أرواحهم، وبالحفاظ على حياة كريمة لهم، بوضع أسس للتنمية المستدامة بالنسبة للشعوب التي أنهكتها ويلات الحروب والصراعات.
أخبار الأمم المتحدة: متى التحقت ببعثة أونميس في جنوب السودان، وما الذي دفعك للالتحاق بها؟
أماني حريشة: التحقت ببعثة أونميس في نهاية شهر نيسان/أبريل عام 2023. وحبي الكبير للسلام ولعمليات حفظ السلام هو الذي دفعني لذلك. لدي خبرة طويلة تمتد لحوالي ثلاثة وعشرين عاما في مجال الشرطة
لدي خلفية قانونية في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي، ومؤمنة جدا بميثاق الأمم المتحدة، ومؤمنة جدا بأهمية قوات حفظ السلام في مناطق الصراع، ومؤمنة بدور المرأة، خصوصا في مناطق الصراعات، لأن أكثر الفئات تأثرا بالصراعات هي دائما المرأة والأطفال وكبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة.
ولكوني أتحدث اللغة العربية، أحسست أن بإمكاني مساعدة السيدات في جنوب السودان لأنهن بالتأكيد سيشعرن بالأريحية أثناء الحديث معي، كي أساعدهن وأجد لهن حلولا للمشاكل التي يواجهنها، وسأشجعهن، وخصوصا أنني أعمل في ولاية غرب الاستوائية، وهي واحدة من الولايات التي تقع ضمن نطاق الصراعات، حيث يحدث نوع من العنف الجنسي القائم على النوع، ويتمثل دوري هنا في أنني أشجع السيدات على الإبلاغ عن هذه الحالات وعدم السكوت عليها، كي يتم القبض على الجناة، ولكي يتم ردع كل من تسول له نفس بارتكاب هذه الأفعال. أنا ألتقي بالسيدات في المجتمع المحلي، وهن يشعرن بأريحية وأنا اتحدث معهن بنفس لغتهن.
لدينا خبرات مختلفة، وخلفيات مختلفة، لكن الهدف واحد وهو بناء السلام والاستقرار، ووضع أسس للتنمية المستدامة
وبالتالي، فأنا مؤمنة للغاية بالدور الذي أقوم به مع قوات حفظ السلام. كما أنني أقوم بزيارات للمجتمع المحلي والمدارس، وأقوم بتوعية الأطفال بحقوقهم، وبأهمية التعليم، بخطورة الزواج المبكر، بالإبلاغ فورا عن أي انتهاك لحقوقهم يتعرضون له. فأنا مؤمنة بفكرة السلام وأن السلام ليس عملا من طرف واحد، وليس عملا فرديا، بل هو عمل جماعي.
أعمل هنا مع فريق متكامل، مع زملائي حفظة السلام من كل أنحاء العالم، لدينا خبرات مختلفة، وخلفيات مختلفة، لكن الهدف واحد وهو بناء السلام والاستقرار، ووضع أسس للتنمية المستدامة في المناطق التي تأثرت بالصراعات. نقوم بمساندة المؤسسات الداخلية لاستعادة عملها.
وبالنسبة لي كضابطة شرطة أقوم بمساندة الشرطة المحلية بكل الخبرات التي أمتلكها من خلال عملي في الشرطة بمصر، وأقوم بنقل هذه الخبرات في مجال حقوق الإنسان، وفي مجال القانون الدولي من خلال المحاضرات ومن خلال نصائح فنية وزيارات ميدانية أقوم بها إلى الأقسام الشرطية ومن خلال إقامة ورش عمل. كل هذا من أجل نقل خبراتنا - سواء الشرطية أو القانونية - لاستعادة بناء مؤسسات الدولة كلها بإذن الله.
لا يوجد تعليقات