محمد حمدي يكتب : أهل الكهف


ما زلت مقتنعا أن الفن المصري يمتلك بوصلة التصحيح لنفسه كلما زادت شراهة أفلام "المقاولات" وكلما زادت مساحة التفاهة من أجل شباك التذاكر . 
فيلم "أهل الكهف" من أفلام تصحيح المسار ، تمثيلا وإخراجا ورسالة إنسانية .  
ينوه صناع الفيلم في بدايته أنه ليس له علاقة بقصة أهل الكهف الواردة في القرآن الكريم وأنه قصة خيالية مستوحاة من مسرحية الكاتب توفيق الحكيم والمقصود بها النأي عن النفس وعن انتقادات هم في غنى عنها رغم أن القصة في كثير من تفاصيلها واضحة وضوح الشمس .
يعبر الفيلم بطريقة فلسفية ذهنية عن كثير من آفات البشر ، الخيانة السياسية ، النفاق ، الحقد وأيضا كثير من المعاني الجميلة ، الصبر على الأذى أمام بطش الظالم ، الحب المجرد من الطمع ، الصداقة ، باختصار يدافع عن الإنسانية في أبسط معانيها.
لمحات الكوميديا لا يخلو منها فيلم مصري وقد نجح الفنان أحمد عيد في التعبير عنها وكان فاكهة الفيلم كلما ظهر في مشهد ، هذا ما تسمعه في قاعة السينما وكأن الجمهور ينتظره منذ ظهوره في منتصف الفيلم تقريبا .
وحش السينما محمد ممدوح نجح في تجاوز عقبة كبيرة تتمثل في وضوح مخارج الألفاظ ، وكانت الجمل الحوارية القصيرة في الفيلم عاملا مساعدا على نجاحه . 
محمد فراج ممثل مبدع ومنذ أن شاهدته في فيلم Voy Voy Voy وأنا على قناعة أنه موهبة مصرية ينتظرها مستقبل باهر إذا وجدت من يقدرها فنيا. 
كل أبطال العمل أبدعوا في أدوارهم ومنهم الشابة الجميلة ريم مصطفى في دور تسنيم ، وسعدت عندما عرفت بمساعدة جوجل أنها خريجة كلية الإعلام التي شرفت بالتخرج منها أيضا .  
المخرج شريف عرفة يستحق الإشادة للصورة الجمالية في الفيلم وإعادته لنجوم كبار مثل النجم أحمد بدير ورشوان توفيق ، وإن كنت أعتب عليه أن بعض مشاهد  المعارك لم تكن واقعية في التحدي الذي يواجهه البطلان خالد النبوي ومحمد ممدوح خاصة أحجام المحاربين جسمانيا .  
تحية لكل فن مصري جميل يخاطب عقل ووجدان المشاهد.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات