
روح الصمود تواجه رياح التصحر في السعودية
- Europe and Arabs
- الأحد , 29 ديسمبر 2024 7:46 ص GMT
الرياض : اوروبا والعرب
"حواجز من سعف النخيل"، حل منخفض التقنية ومستدام يمكن أن يساعد في وقف زحف الرمال الصحراوية في شرق المملكة العربية السعودية، ومن ثم دعم المجتمعات الزراعية على طريق الازدهار والحفاظ على الموائل الهشة.
تعد صحاري المملكة العربية السعودية من بين الأكبر في العالم، وطالما كانت السيطرة على حركة الرمال تحديا ليس فقط للمزارعين الذين يرغبون في زيادة الإنتاجية الزراعية، ولكن أيضا للمجتمعات التي ترغب في ضمان مستقبل أكثر ازدهارا أو جذب الاستثمارات للنمو.
واحة الأحساء في المحافظة الشرقية للمملكة، وهي واحدة من أكبر وأهم الواحات في البلاد، مهددة بزحف الرمال. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة
قرى دفنت تحت الرمال
وغمرت الكثبان الرملية، التي قد تصل ارتفاعاتها إلى 15 مترا، ما لا يقل عن تسع قرى في المنطقة المحيطة. وتم إزالة الرمال عن بعضها لإعادة تأهيلها، بينما بقيت أخرى مدفونة تحت الرمال.
وقالت منى دوالبيت من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي تعمل مع الحكومة السعودية والمجتمعات المحلية على تجارب لمكافحة التصحر، إن هذه الظاهرة ليست جديدة، مضيفة أن "المجتمعات وخاصة المزارعين بحاجة إلى دعم إضافي لأنهم لا يملكون الموارد للقيام بذلك بمفردهم".
وزاد تغير المناخ من أهمية هذه القضية، حيث تساهم درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض رطوبة التربة في جفاف الرمال وزيادة احتمالية التصحر.
وقامت شركة النفط المملوكة للدولة، أرامكو، والتي تستخرج النفط والغاز في الصحراء الشرقية، على مدى عقود عديدة بحماية البنية التحتية بما في ذلك الطرق وإزالة الرمال ميكانيكيا واتباع تدابير أخرى، لكن التكلفة مرتفعة. ولهذا السبب، تروج الفاو لأساليب أكثر استدامة.
حواجز من سعف النخيل
تعمل المنظمة على تجربة حواجز منخفضة مصنوعة من سعف النخيل، وهي غير مكلفة وتستغل مواد قد يتم التخلص منها كفضلات.
وقالت دوالبيت عن تلك التقنية: "يمكن تصميم أشكال متنوعة لحماية المزارع والمرافق بناءً على الظروف الجغرافية والجيومورفولوجية".
وتشمل هذه التصاميم أنماطا شبكية أو خطية بارتفاعات متفاوتة، تتراوح بين 10 سنتيمترات إلى متر واحد، وفقا للغرض المحدد للحاجز.
تظهر التقنية الشبكية، التي تشبه رقعة الشطرنج، كفاءة في الحد من زحف الرمال، كما تعزز نمو الغطاء النباتي الطبيعي بما في ذلك تهيئة الظروف المواتية لزراعة الأشجار أو نشر البذور.
وأكدت المسؤولة الأممية أنه "لن تمنع حواجز النخيل بالكامل الرياح من نقل الرمال نحو الأراضي التي نريد حمايتها لكنها تقلل من سرعتها وتغير مسار تدفق الرمال بشكل جذري".
هناك فوائد بيئية إضافية لاستخدام سعف النخيل الذي عادة يتم حرقه كنفايات، مما يؤدي إلى إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون الضار الذي يغذي تغير المناخ.
إجراءات وقائية
تقوم منظمة الفاو بتجربة محطات أرصاد جوية تعتمد على معايير عالمية لتوفير بيانات حول العلم المعقد لحركة الرمال.
من خلال تحليل أنماط "تعليق الحبيبات" (جزيئات معلقة في الهواء بفعل الرياح)، و"التمليح" (الجزيئات الصغيرة التي تقفز على السطح)، و"الزحف السطحي" (الجزيئات التي تتدحرج على الأرض)، يمكن توقع حجم واتجاه زحف الرمال بالتزامن مع عوامل مناخية أخرى مثل سرعة الرياح واتجاهها، والرطوبة، ودرجة الحرارة.
ويمكن اتخاذ إجراءات وقائية تستهدف مواقع معينة حيث تميل الرمال للتحرك نحو الأراضي الزراعية القيمة وتآكل التربة السطحية.
تحويل التحديات إلى فرص
تعاونت منظمة الأغذية والزراعة مع جمعية البيئة الخضراء في الأحساء لتنفيذ حواجز رملية تهدف إلى حماية منتزه الأحساء الوطني، وهو كيان تديره الحكومة.
وسعت المبادرة إلى تعزيز العلاقة بين المؤسسات الحكومية والمجتمعات المحلية، مع بناء قدرات المنظمات غير الحكومية في إنشاء حواجز الرمال باستخدام سعف النخيل..
وقالت دوالبيت إن هذا النهج لا يضمن فقط الاستدامة المحلية، بل يعزز أيضا مشاركة المجتمع في جهود الحفاظ على البيئة.
وأضافت: "في المملكة العربية السعودية، وخاصة في الأحساء، هناك مخاوف بشأن تدهور الأراضي وفقدان الأراضي المنتجة، ولكن معا يمكننا تحويل هذه التحديات إلى فرص".
وقالت المسؤولة الأممية: "لقد عملتُ مع مجتمعات صحراوية لمدة 20 عاما. إنهم أشخاص يتمتعون بروح قوية وصمود كبير، وأعتقد أن رياح التغيير في مكافحة فقدان الأراضي ستستمر بعد هذه المبادرة من الفاو".
لا يوجد تعليقات