اسرائيل تصعّد في الضفة وتقول إنها جاهزة "لأي سيناريو" مع حزب الله .. مجلس الأمن : مسؤول أممي يدعو العالم إلى الوقوف بجانب أطفال غزة
- Europe and Arabs
- الجمعة , 24 يناير 2025 11:50 ص GMT
غزة ـ نيويورك : اوروبا والعرب
تستمر العملية الإسرائيلية العنيفة على جنين ومخيمها لليوم الرابع على التوالي، حيث استهدف الجيش شارع النصرة وفرض حصارًا على المخيم عبر طائرات "كواد كابتر" التي أطلقت النار على من يتحرك داخل المخيم، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، حسب وسائل إعلام فلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن وحدة "إيغوز"، وهي من النخبة التي قاتلت لمدة 15 شهرًا في غزة وشاركت في الحرب على لبنان، منخرطة في العملية العسكرية بجنين.بحسب مانشر موقع شبكة الابار الاوروبية يورونيوز
وفي غزة، حيث تدخل الهدنة يومها السادس، تتوقع إسرائيل أن تتسلم اليوم من حركة حماس قائمة بأسماء أربع أسيرات سيتم إطلاق سراحهن غدًا، وبينهن ثلاث مجندات، مقابل 180 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 90 محكومًا بالسجن المؤبد، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقالت الصحيفة ذاتها إنه لا نية للانسحاب من جنوب لبنان بسبب "عدم تنفيذ الجيش اللبناني لالتزاماته"، مشيرة إلى أن المجلس الإسرائيلي المصغر لم يصوّت على قرار كهذا، وأن تل أبيب على استعداد لأي سيناريو مع حزب الله، الذي هدد أمس بالتحرك.
وياتي ذلك بعد ان انعقد في مجلس الأمن الدولي، تحت الرئاسة الدورية للجزائر، اجتماعا حول الحالة في الشرق الأوسط - بما فيها القضية الفلسطينية - بالتركيز على أوضاع الأطفال في غزة.
وتحدث أمام المجلس خلال الاجتماع، توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، وبيسان نتيل من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح الجمعه
وتحدث فليتشر في إفادته عما شهده أطفال غزة خلال الخمسة عشر شهرا الماضية وقال: "قُتل الأطفال وجُوعوا وتجمدوا حتى الموت. شُوهوا وتيتموا وانفصلوا عن أسرهم. تفيد التقديرات المتحفظة بأن أكثر من 17 ألف طفل منفصلون عن أسرهم في غزة. وقد لقي بعض الأطفال حتفهم قبل التقاط أنفاسهم الأولى، ليموتوا مع أمهاتهم أثناء الولادة"
وأضاف أن الأطفال فقدوا تعليمهم ومدارسهم، وأن المصابين بأمراض مزمنة عانوا للوصول إلى الرعاية التي يحتاجونها ولم يتمكن الكثيرون من ذلك. وقال إن الكثيرين من الأطفال واجهوا العنف الجنسي، وإن الفتيات واجهن إهانة لكرامتهن بعدم توفر رعاية ومستلزمات الدورة الشهرية.
وذكر توم فليتشر أن مليون طفل في غزة يحتاجون إلى رعاية صحية نفسية ودعم نفسي واجتماعي لعلاجهم من الاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية، وفق اليونيسف. وقال إن جيلا قد أصيب بالصدمة.
وعلى خلفية "هذا الرعب" قال فليتشر إن الأمم المتحدة وشركاءها يغتنمون كل الفرص التي يقدمها وقف إطلاق النار لتوسيع نطاق الاستجابة بأنحاء قطاع غزة. وذكر أن الوصول الإنساني الآمن بدون عوائق وغياب الأعمال العدائية والتوقف شبه التام للنهب الإجرامي، خلال الأيام الماضية، قد حسّن بشكل كبير قدرة وكالات الإغاثة على العمل.
وتحدث المسؤول الأممي عن زيادة تدفق الإمدادات وتعزيز الخدمات المنقذة للحياة، وقال إن منظمات ووكالات الإغاثة تتحد في العمل لتحقيق الأهداف الإنسانية، "وفي قلب هذه الجهود- كما هو الحال دائما- الأونروا".
ولكنه قال إن وكالات الإغاثة لا يمكن أن تقوم بهذا العمل بمفردها، وإن زيادة المساعدات إلى غزة تتطلب جهدا جماعيا. وأشار إلى أن غزة بأكملها - أكثر من مليوني شخص - تعتمد على الدعم الإنساني. وأكد أهمية تجديد خطوط إمدادات المخزونات بانتظام، بما في ذلك من جانب الدول الأعضاء، واستكمال جهود المساعدة على وجه السرعة من جانب القطاع الخاص.
الضفة الغربية
وانتقل مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إلى الحديث عن الضفة الغربية التي قال إنها شهدت - منذ أكتوبر 2023 - مستويات غير مسبوقة من الضحايا والتشريد والقيود على الوصول الإنساني. وذكر أن ذلك الوضع اشتد منذ إعلان وقف إطلاق النار.
وقال فليتشر: "المستوطنون الإسرائيليون يهاجمون القرى الفلسطينية ويضرمون النار في المنازل والممتلكات. القيود المتزايدة على الحركة تعيق قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل كسب العيش. والاعتقالات الجماعية تحدث بأنحاء الضفة الغربية".
وأبدى المسؤول الأممي القلق بشكل خاص بشأن الوضع في جنين حيث "أدت العملية العسكرية الإسرائيلية، باستخدام نيران المروحيات والقصف الجوي مع القوات البرية" إلى سقوط قتلى وتدمير البنية الأساسية والتشريد. وقال إن ذلك يعقب عملية استمرت أسابيع قامت بها السلطة الفلسطينية، أدت خلالها القيود على الوصول والمواجهات مع المسلحين الفلسطينيين إلى تشريد نحو 2000 أسرة من المخيم ومصرع عدد كبير من الأشخاص.
وقدم فليتشر 3 طلبات إلى مجلس الأمن: أولا، ضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار، ثانيا ضمان احترام القانون الدولي بأنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وهنا شدد على ضرورة حماية المدنيين والوفاء باحتياجاتهم الأساسية، والإفراج عن جميع الرهائن، وتحرير الفلسطينيين المعتقلين تعسفيا.
الطلب الثالث هو ضرورة أن تضمن الدول الأعضاء التمويل الجيد للعمليات الإنسانية. وأشار إلى أن النداء الإنساني لعام 2025 يطلب 4.07 مليار دولار لتلبية احتياجات 3 ملايين شخص في غزة والضفة الغربية. وقال إن هذا النداء أساسي للاستجابة للاحتياجات الهائلة والحفاظ على وقف إطلاق النار.
واختتم المسؤول الأممي بالقول إن "أطفال غزة ليسوا خسائر عرضية، فهم يستحقون مثل الأطفال في كل مكان الأمن والتعليم والأمل. إنهم يقولون لنا إن العالم لم يكن بجانبهم خلال هذه الحرب. ولابد أن نكون بجانبهم الآن"..
من غزة، عبر الاتصال بالفيديو تحدثت بيسان نتيل من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي عن تجربتها مع الحرب. وقالت لأعضاء المجلس إن المؤسسة تقوم بأنشطة فنية وأدبية ليعبر الأطفال عن أنفسهم بأدوات وطرق آمنة في مساحات حرة. وذكرت أن كل ذلك فقد في الحرب، ولم تعد هناك مدارس أو ملاعب ليتحول كل شيء إلى مراكز للإيواء وخيم النزوح.
ومن خلال الانخراط مع الأطفال، أضافت أن أطفال غزة كانوا يحلمون بالعودة إلى مدارسهم وألا يسمعوا أصوات الطائرات وهي تقصفهم وأن يجدوا غذاء وماء وأبسط مقومات الحياة.
وقالت إنها كانت دائما تتابع - خلال الشهور الماضية - جلسات مجلس الأمن عبر الإذاعة وهي تأمل أن يوقف المجلس إطلاق النار. كما كانت تفكر في حقوق الإنسان، التي كانت تدرسها في المدرسة، وعلى رأسها الحق في الحياة الذي قالت إنه كان أول شيء يتم انتهاكه خلال الحرب.
وأعربت عن أملها في أن يستمر وقف إطلاق النار ليرجع الأطفال إلى مدارسهم ويعود أهل غزة إلى حياتهم الطبيعية وأن تتوفر مقومات الحياة الأساسية في القطاع.
لا يوجد تعليقات