دعوة للاستثمار في الوقاية لمواجهة حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ


نيويورك : اوروبا والعرب
كشفت حرائق الغابات المميتة التي اجتاحت منطقة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، ودمرت مجتمعات بأكملها وتسببت في أضرار بمليارات الدولارات، لماذا يجب على البلدان أن تستثمر أكثر في وقف هذه الحرائق المدمرة قبل أن تندلع. بحسب ماجاء فيب نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم 
وقالت إيمي دوشيل من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن هذا الأمر ضروري للغاية، حيث تتزايد حرائق الغابات بسرعة من حيث الكثافة والتكرار والمدة بسبب أزمة المناخ والتغيرات في استخدام الأراضي.
وأضافت دوشيل لأخبار الأمم المتحدة: "تاريخيا، كان هناك اهتمام قوي جدا بقمع الحرائق. ولكن هناك حاجة إلى المزيد من النية والاستثمار في الوقاية".
وشرحت كبيرة مسؤولي الغابات في منظمة الأغذية والزراعة ورئيسة فريق الغابات والمناخ، كيف تساعد الفاو البلدان على تعزيز إدارة الحرائق المتكاملة ولماذا يجب على الجميع أن يلعبوا دورا.
فيما يلي تفاصيل الحوار مع المسؤولة في منظمة الأغذية والزراعة، إيمي دوشيل.
إيمي دوشيل: تتطلب حرائق الغابات ثلاثة مكونات أساسية: مصدر وقود، وطقس حار وجاف، ومصدر اشتعال. وكان الوضع في لوس أنجلوس يتضمن كل هذه المكونات الثلاثة بدرجة شديدة، بما في ذلك الرياح القوية التي جعلت تلك الحرائق تستمر في الاشتعال خارج نطاق السيطرة.
الحرائق ليست شيئا جديدا على البشرية. فقد استخدم البشر الحرائق لآلاف السنين، وهي في الواقع أداة تقليدية ومهمة لإدارة الأراضي والزراعة للمزارعين الصغار والشعوب الأصلية، وخاصة في البلدان النامية.
كانت الحرائق أيضا جزءا من نظام الأرض لمئات الملايين من السنين، وتحدث في كل بيئات النباتات الأرضية وفي كل قارة، باستثناء القارة القطبية الجنوبية. لكننا نرى أن الأنماط تتغير الآن من حيث شدة وتواتر ومدة حرائق الغابات الشديدة.
أخبار الأمم المتحدة: هل نعرف مساحة الأراضي في العالم المتأثرة بحرائق الغابات، وما هي بعض الآثار المترتبة على ذلك؟
إيمي دوشيل: يقدر أن ما بين 340 إلى 370 مليون هكتار من سطح الأرض تتأثر بالحرائق سنويا، ويشمل ذلك ما يقرب من 67 مليون هكتار من المناطق الحرجية والشجرية.
في كثير من الأحيان، يكون اهتمام الجمهور بحرائق الغابات هو الوضع الذي لدينا حاليا في لوس أنجلوس، حيث صور الدمار مروعة للغاية. أعتقد - وكثيرون يقولون هذا - أننا في عصر جديد من حيث حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ، وحرائق الغابات الكارثية، وبالتالي فإن النهج المتبع في التعامل مع هذه الحرائق يحتاج إلى أن يكون مختلفا.
تاريخيا، كان هناك اهتمام قوي جدا بقمع الحرائق، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من النية والاستثمار في الوقاية، وبالتالي التعامل حقا مع قضية حرائق الغابات قبل أن تبدأ الحرائق في الاشتعال. استخدمت العديد من البلدان كثيرا من هذه الجوانب، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من العمل.
أخبار الأمم المتحدة: ذكرتِ دور تغير المناخ في حرائق الغابات. وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2024 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق. وكما قلت، نحن في عصر جديد.
إيمي دوشيل: تظهر التوقعات زيادات كبيرة في شدة وتواتر وحجم حرائق الغابات في السنوات القادمة، وهذا أمر مثير للقلق الشديد، أيضا لأن حرائق الغابات لا تغذيها هذه الظروف الأكثر دفئا فحسب، بل إنها تطلق أيضا ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يساهم بشكل أكبر في أزمة المناخ، ثم يصبح هذا في الواقع حلقة مفرغة يصعب الخروج منها.
أخبار الأمم المتحدة: هل يمكن أن تخبرينا عن عمل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بشأن حرائق الغابات؟
إيمي دوشيل: لدى منظمة الأغذية والزراعة برنامج طويل الأمد لتعزيز الإدارة المتكاملة للحرائق. ونحن نحاول القيام بالضبط بما كنت أتحدث عنه من قبل: دعم البلدان في زيادة قدراتها على الإدارة المتكاملة للحرائق مع التركيز بشكل أكبر على الوقاية بدلا من القمع والاستجابة فقط.
نروج إلى خطة تتضمن خمسة جوانب؛ الأول هو مراجعة وتحليل وضع الحرائق في بلد أو مكان معين، والثاني هو الحد من المخاطر، وهذا يعني حقا فهم كيفية الحد من مخاطر حرائق الغابات المدمرة.
والجانب الثالث هو الاستعداد، أي الاستعداد بالبروتوكولات والإجراءات للتعامل مع حرائق الغابات عندما تحدث. والرابع هو الاستجابة. فستستمر حرائق الغابات في الاشتعال، ويجب أن تكون هناك مكافحة حرائق جيدة وآليات استجابة جيدة وفرق في مكانها.
والجانب الخامس هو التعافي، ليس فقط على صعيد البنية التحتية والدمار الذي لحق بالمناطق الحضرية، ولكن أيضا النظم البيئية. إن عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2032-2030) الذي نمر به الآن، هو في الواقع وسيلة لتعزيز عملية التعافي بعد الحرائق.
خبار الأمم المتحدة: ذكرتِ مكافحة الحرائق. هل يعني هذا أن الدول يجب أن تغير أساليبها في مكافحة الحرائق، على سبيل المثال التركيز على مساحات من المنازل والأراضي بدلا من المنازل أو المواقع الفردية؟
إيمي دوشيل: أعتقد أن حريق لوس أنجلوس سلط الضوء حقا على حدود قمع الحرائق عندما تحترق بهذه الطريقة خارج نطاق السيطرة. يمكن أن يكون لديك أفضل نظام لمكافحة الحرائق في العالم، وتشتهر كاليفورنيا بقدراتها على مكافحة الحرائق، ولكن حتى في سياق كهذا، هناك حدود لقمع حرائق الغابات.
هذا هو السبب الرئيسي وراء حاجتنا إلى تحويل التركيز نحو الوقاية والحد من المخاطر والاستعداد. كما أن الكثير من الاستثمار ذهب إلى الاستجابة ثم التعافي، وهذا مكلف للغاية. إن الأضرار والخسائر الناجمة عن هذه الحرائق الكارثية تقدر بالمليارات من الدولارات، ومن الممكن أن يؤدي المزيد من الاستثمار المالي في الوقاية إلى خفض تكاليف التعامل مع الاستجابة الفعلية والتعافي.
أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يمكن لعامة الناس فعله لدعم الوقاية والحد من المخاطر والاستعداد؟

يمي دوشيل: هذه قضية تهم المجتمع بأكمله، ولكل فرد دور يلعبه بالفعل. أعتقد أن هناك شيئا آخر بدأنا نفهمه وهو أن مفهوم مواسم الحرائق يتغير وأن هذه قضية يجب معالجتها على مدار العام، حتى عندما لا تكون هذه الحرائق مشتعلة.
إن أغلب الحرائق لها أسباب بشرية أولية، لذا فإنه من المهم فهم ما إذا كان ذلك نتيجة حادث أو إهمال أو طريقة إنشاء البنية الأساسية، وفهم وجود طرق لتعزيز سلوك إدارة الحرائق المتكاملة من خلال التوعية التعليمية؛ أي نوع من نهج التعاون على جميع المستويات. هذه ليست مجرد قضية غابات بالطبع. إنها مشكلة عبر القطاعات وعلى جميع مستويات المجتمع.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات