مكتب الامم المتحدة لمكافحة الارهاب : الوضع المتقلب في سوريا يثير القلق وداعش لاتزال تشكل تهديدا وايضا في افغانستان وافريقيا


نيويورك ـ دمشق : اوروبا والعرب
حذر وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من قدرة تنظيم داعش على مواصلة أنشطته وتكييف أسلوب عمله، على الرغم من الجهود الدؤوبة لمكافحة الإرهاب التي تبذلها الدول الأعضاء والشركاء الدوليون والإقليميون.
جاء ذلك في إحاطته أمام مجلس الأمن امس الاثنين بشأن التقرير العشرين للأمين العام بشأن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على السلام والأمن الدوليين. وحسب ماجاء في نشرة اخبار الامم المتحدة اليومية والتي تلقينا نسخة منها صباح اليوم  ، المسؤول الأممي فلاديمير فورونكوف قال إن الوضع المتقلب في سوريا "يثير قلقا كبيرا"، في ظل خطر وقوع مخزونات من الأسلحة المتقدمة في أيدي الإرهابيين. وأشار إلى أن منطقة البادية السورية مازالت تستخدم كمركز للتخطيط العملياتي الخارجي لداعش ومنطقة حيوية لأنشطته.
ونبه إلى أن عدم الاستقرار هذا يؤثر على المعسكرات ومراكز الاحتجاز وغيرها من المرافق في شمال شرق البلاد، مضيفا أن 42,500 فرد، بعضهم له صلات مزعومة بتنظيم داعش، لا يزالون محتجزين. ويشمل ذلك 17,700 مواطن عراقي و16,200 مواطن سوري، فضلا عن 8600 مواطن من بلدان أخرى.
وتحدث عن وتيرة إعادة هؤلاء الأشخاص إلى بلدانهم قائلا إنها انخفضت بشكل كبير خلال الفترة المشمولة بالتقرير، حيث أعادت خمس دول أعضاء فقط أكثر من 760 فردا من العراق وسوريا، وأعادت حكومة العراق ما يقرب من 400 طفل عراقي من شمال شرق سوريا إلى مركز لإعادة التأهيل.
وكرر دعوة الأمين العام للدول الأعضاء لتسهيل العودة الآمنة والطوعية والكريمة لمواطنيها الذين ما زالوا عالقين في تلك المعسكرات والمرافق.
تهديد داعش في أفغانستان وأفريقيا
وعن الوضع في مناطق أخرى، قال المسؤول الأممي إن داعش - خراسان مستمر في تشكيل تهديد كبير في أفغانستان والمنطقة وما وراء ذلك. وكرر نداء الأمين العام إلى جميع الدول الأعضاء لتوحيد صفوفها لمنع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى مرتعا للأنشطة الإرهابية.
وقال فورونكوف إن تنظيم داعش في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، واصل مع الجماعات التابعة له زيادة عملياته وتوسيع سيطرته الإقليمية.
وأضاف أن "الوضع مقلق للغاية في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل"، حيث كثفت الجماعات التابعة لداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية هجماتها، بما في ذلك ضد المدارس في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
ونبه إلى أنه في شرق أفريقيا، نجح تنظيم داعش في الصومال في تجنيد مقاتلين إرهابيين أجانب، ويظل "مكتب الكرار" مركزا ماليا وتنسيقيا رئيسيا لداعش في المنطقة.
وأفاد بأنه في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تواصل جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة عملياتها على الرغم من العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الكونغولية والأوغندية. وأشار إلى أن الجماعة شنت هجمات مروعة أسفرت عن مقتل أكثر من 300 مدني.
أربعة مجالات ذات أولوية
وتحدث عن أربعة مجالات ذات أولوية للتركيز عليها، أولها أنه "مع تحول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى مركز للإرهاب العالمي، أعطينا الأولوية لدعم بناء القدرات للقارة. وفي العام الماضي، زاد مكتبي من تقديمه للمساعدة الفنية بنسبة 16 في المائة، معتمدا بشكل خاص على عمل مكتبنا في الرباط".
وفيما يتعلق بثاني مجالات التركيز، قال فورونكوف إنه في ضوء الوضع في شمال شرق سوريا، فإن الأمم المتحدة تواصل تقديم المشورة والدعم للدول الأعضاء في جهودها لمقاضاة وإعادة تأهيل وإعادة إدماج الأفراد المرتبطين بالجماعات الإرهابية.
وأضاف المسؤول الأممي: "ثالثا، نحن بحاجة إلى تعزيز أمن الحدود لمواجهة تحركات الإرهابيين. وفي نوفمبر الماضي، اشترك مكتبي مع حكومتي دولة الكويت وطاجيكستان في إطار عملية دوشانبي لتنظيم مؤتمر رفيع المستوى حول تعزيز التعاون الدولي وبناء آليات أمن الحدود المرنة".
أما مجال التركيز الرابع بحسب فورونكوف فهو مواصلة دعم الدول الأعضاء في الاستفادة من الفرص التي توفرها التقنيات الجديدة.
وأوضح أنه في مـيثاق المستقبل، جددت الدول الأعضاء التزاماتها بمستقبل خالٍ من الإرهاب وسلطت الضوء على نهج الحكومة والمجتمع بأكمله لمكافحة الإرهاب، مضيفا: "من الآن فصاعدا، يجب على الدول الأعضاء أن تترجم هذه الالتزامات إلى أفعال، مع إعطاء الأولوية للاستجابات الشاملة والمترابطة والمستدامة التي تعالج الظروف المواتية للإرهاب، وتعزز القدرة على الصمود".
ناتاليا غيرمان، مساعدة الأمين العام والمديرة التنفيذية للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب، قالت في إحاطتها أمام المجلس إن "التحديات التي يفرضها تنظيم داعش لا تزال معقدة، مع استمرار المخاوف الإنسانية والأمنية والحوكمة في جميع المناطق المتضررة من أنشطته".
وأشارت إلى أن الأزمة الإنسانية والأمنية في شمال شرق سوريا لا تزال شديدة، حيث يوجد أكثر من 40 ألف فرد محتجزين في معسكرات ومرافق احتجاز في ظروف تتسم بالاكتظاظ والمأوى غير الكافي والوصول المحدود إلى المياه النظيفة والصرف الصحي.
وأشارت كذلك إلى أن داعش والجماعات الإرهابية الأخرى تشكل الآن التهديد الأبرز للسلام والأمن والتنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
وأفادت بأن "معالجة تهديدات داعش تتطلب نهجا يركز على الوقاية، ويرتكز على احترام حقوق الإنسان، مع التعاون الإقليمي باعتباره المحور الرئيسي".
وتطرقت إلى الجهود التي تقوم بها لجنة مكافحة الإرهاب بما فيها تسهيل توثيق الأحوال المدنية وإعادة إدماج الأفراد النازحين في الشرق الأوسط.
وأشارت كذلك إلى أن المبادرات المصممة خصيصا عززت إعادة التأهيل في السجون وركزت على خدمات إعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي القائمة على المجتمع، وخاصة للمراهقين المعرضين للخطر.
وأفادت غيرمان بأنه لزيادة الوعي لدى الدول الأعضاء والشركاء بشأن تطور تهديدات تمويل الإرهاب، نشرت المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب في نوفمبر 2024 تقريرا يسلط الضوء على التغييرات في كيفية تمويل المقاتلين الإرهابيين الأجانب لأنشطتهم على مدى السنوات العشر الماضية

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات