
تغير المناخ وصل لمستويات غير مسبوقة وبعض الآثار ستظل "لمئات إن لم يكن آلاف السنين"
- Europe and Arabs
- الأربعاء , 19 مارس 2025 10:59 ص GMT
نيويورك : اوروبا والعرب
أكد تقرير أممي جديد أن تغير المناخ قد بلغ مستويات غير مسبوقة في عام 2024، وأن بعض عواقب هذه الكارثة التي سببها الإنسان ستكون لا رجعة فيها "على مدى مئات إن لم يكن آلاف السنين" حتى لو عاد العالم إلى المسار الصحيح بشكل فوري.
خلص تقرير حالة المناخ العالمي، الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن عام 2024 كان على الأرجح أول عام تقويمي تتجاوز فيه درجة حرارة سطح الأرض 1.5 درجة مئوية عن معدل ما قبل الصناعة، مما يجعله العام الأكثر دفئا في سجل الرصد الذي يمتد لـ 175 عاما. وفق ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح الاربعاء
أهم نتائج التقرير
وجد التقرير أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي "بلغ أعلى مستوياته في الـ 800 ألف عام الماضية". وذكر أن كل سنة من السنوات العشر الماضية كانت على حدة بين أكثر عشر سنوات دفئا على الإطلاق، وأن كل سنة من السنوات الثماني الماضية سجلت "رقما قياسيا جديدا لحرارة المحيطات".
ووجد التقرير أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر قد تضاعف منذ بدء القياسات بالأقمار الصناعية. وتشير توقعات المناخ إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات سيستمر "حتى نهاية القرن الحادي والعشرين على الأقل، حتى في ظل سيناريوهات انبعاثات الكربون المنخفضة".
ما زال هناك فرصة
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "يُصدر كوكبنا مزيدا من إشارات الاستغاثة، لكن هذا التقرير يُظهر أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية على المدى الطويل إلى 1.5 درجة مئوية لا يزال ممكنا. يجب على القادة أن يبذلوا جهودا لتحقيق ذلك، مستغلين فوائد مصادر الطاقة المتجددة الرخيصة والنظيفة لشعوبهم واقتصاداتهم، مع خطط مناخية وطنية جديدة من المقرر إصدارها هذا العام".
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع درجة الحرارة العالمية على المدى الطويل لا يزال أقل من عتبة 1.5 درجة مئوية التي حددها اتفاق باريس للمناخ – ويُقدر أنه يتراوح حاليا بين 1.34 و1.41 درجة مئوية مقارنة بخط الأساس للفترة 1850-1900.
وصرحت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليست ساولو، بأنه في حين أن ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 1.5 درجة مئوية لمدة عام واحد لا يعني أن أهداف درجة الحرارة طويلة الأجل لاتفاق باريس بعيدة المنال، "فإنه بمثابة جرس إنذار بأننا نزيد من المخاطر على حياتنا واقتصاداتنا وعلى كوكبنا".
ووفقا للتقرير، فإن درجات الحرارة العالمية القياسية التي سُجلت عام 2023 - وتحطمت عام 2024 - ترجع بشكل رئيسي إلى الارتفاع المستمر في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إلى جانب التحول من ظاهرة النينيا الباردة إلى ظاهرة النينيو الدافئة.
وأشار التقرير أيضا إلى عدة عوامل أخرى قد تكون ساهمت في هذه القفزات غير المتوقعة وغير العادية في درجات الحرارة، بما في ذلك التغيرات في الدورة الشمسية، وثوران بركاني هائل، وانخفاض الهباء الجوي المبرد.
الصورة الكاملة
ولكن درجات الحرارة ليست سوى جزء صغير من صورة أكبر بكثير. وقالت السيدة ساولو إن بيانات عام 2024 تُظهر أن المحيطات استمرت في الاحترار، وأن مستويات سطح البحر استمرت في الارتفاع.
وأضافت: "الأجزاء المتجمدة من سطح الأرض، والمعروفة بالغلاف الجليدي، تذوب بمعدل ينذر بالخطر: إذ تستمر الأنهار الجليدية في التراجع، ووصل جليد البحر في أنتاركتيكا إلى ثاني أدنى مستوى له على الإطلاق. في غضون ذلك، لا يزال الطقس المتطرف يُخلف عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم".
أدت الأعاصير المدارية والفيضانات والجفاف وغيرها من المخاطر في عام 2024 إلى أعلى عدد من حالات النزوح الجديدة المسجلة خلال السنوات الـ 16 الماضية، وساهمت في تفاقم الأزمات الغذائية، وتسببت في خسائر اقتصادية فادحة.
وقالت ساولو إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمجتمع الدولي يُكثّفان جهودهما لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر وخدمات المناخ "لمساعدة صانعي القرار والمجتمع ككل على أن يكونوا أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الطقس والمناخ القاسيين".
وأكدت أنه يتم احراز التقدم، "لكننا بحاجة إلى المضي قدما وبسرعة أكبر. نصف دول العالم فقط لديها أنظمة إنذار مبكر كافية. هذا يجب أن يتغير". وشددت على أن الاستثمار في خدمات الطقس والمياه والمناخ أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى لمواجهة التحديات وبناء مجتمعات أكثر أمانا ومرونة.
يستند التقرير إلى مساهمات علمية من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، ومراكز المناخ الإقليمية التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وشركاء الأمم المتحدة، وعشرات الخبراء.
وقد نُشر قبل حلول اليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23 مارس، واليوم العالمي للمياه في 22 مارس، واليوم العالمي للأنهار الجليدية في 21 مارس.
لا يوجد تعليقات