صنعاء ـ واشنطن : اوروبا والعرب ـ وكالات 
بعد وقت قصير من هجمات اميركية استهدفت مدن يمنية واسفرت عن قتلى واصابات ، وذلك في اطار ما أعلنت عنه الادارة الاميركية من استهدافها لجماعة الحوثيين ، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا قالت فيه إن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، شارك معلومات "تفصيلية" بشأن الاستعداد لشن غارات على اليمن في 15 مارس/آذار الماضي قبيل حدوثها، عبر مجموعة على تطبيق "سيغنال" تضم زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي، وفقًا لما ذكرته أربعة مصادر مطلعة على المحادثة.
وأوضحت المصادر أن المعلومات التي شاركها الوزير هي ذاتها التي نقلها عن طريق الخطأ إلى صحفي من مجلة "ذا أتلانتيك"، بعد إدخاله من قبل وزير الأمن القومي، مايك والتز، إلى مجموعة الدردشة في الحادثة المشهورة.وحسب مانقل موقع شبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورونيوز" 
تضمنت المعلومات جداول رحلات طائرات F/A-18 Hornet التي كانت تستهدف الحوثيين في اليمن.
وتلفت الصحيفة  إلى أن وجود مجموعة دردشة ثانية على "سيغنال" لم يبلغ عنها سابقًا، وحقيقة أن وزير الدفاع شارك معلومات عسكرية حساسة مع عائلته تزيد من التساؤلات حول قدرته على تولي منصب أمني كهذا.
إلى جانب ذلك، تؤكد "نيويورك تايمز" أن هيغسيت الذي "تجاهل نصائح من مساعديه بشأن عدم مناقشة تفاصيل حساسة على قنوات غير حكومية"، حسب المصادر، كان قد أنشأ المجموعة التي سماها "الدفاع | اجتماع الفريق" قبيل توليه المنصب في يناير، باستعمال هاتفه الشخصي، وليس الحكومي.
واللافت أن المجموعة تضمنت 12 شخصًا من دائرته الشخصية والمهنية، وجرى استعمالها لتداول معلومات حساسة، بحيث بقيت زوجته وشقيقه ومحاميه في المجموعة، رغم عدم الحاجة إلى بقائهم، وهو ما تقول الصحيفة أنه يثير شكوكًا "حول استيعابه لمتطلبات منصبه".
وكان وزير دفاع ترامب قد تعرض سابقا لانتقادات لأنه أشرك زوجته في اجتماعات أمنية بما في ذلك نقاش مع كبار مسؤولي البنتاغون حول الحرب في أوكرانيا.
كما وثّقت عدسات الكاميرا ظهور هذه السيدة التي كانت منتجة سابقة في قناة "فوكس نيوز" جالسة خلف زوجها.
صحيفة "بوليتيكو" نشرت مقالًا للمتحدث السابق للبنتاغون، جون أوليوت، الذي غادر منصبه قبل أيام، معلقًا على الحادثة بشكل لاذع، فكتب: "كان شهرًا من الفوضى الكاملة في البنتاغون. من تسريبات خطط العمليات الحساسة إلى عمليات طرد جماعية. لقد أصبحت حالة الاضطراب الآن تشكل تشتيتًا كبيرًا للرئيس، الذي يستحق من قيادته العليا أداءً أفضل".
وشكك أوليوت في احتمال بقاء وزير الدفاع في منصبه، قائلًا: "من الصعب رؤية هيغسيت يستمر في منصبه لفترة أطول".
وتأتي هذه الأحداث إثر إقالة دان كالدويل، وهو أحد كبار مستشاري هيغسيث، بعد أن أظهر تحقيق تورطه في تسريب معلومات "تتعلق بالأمن القومي"، حسبما قالت وكالة "رويترز".
وجاء ذلك بعد ان قُتل 12 شخصًا وأُصيب 30 آخرون في حصيلة غير نهائية "للغارات الأمريكية على اليمن"، حسبما أعلنت وزارة الصحة. وقد تركّزت الضربات على محافظات المحويت، عمران، وصنعاء، وفقًا لوسائل إعلام يمنية.
وقالت قناة المسيرة، المقربة من "أنصار الله" الحوثيين إن 4 غارات على الأقل، استهدفت مديرية صرواح، في محافظة مأرب وسط البلاد.
وكانت القناة ذاتها قد نشرت صورًا للاستهداف الذي وقع في سوق وحي فروة الشعبي، بمديرية شعوب، في صنعاء، ووصفته بأنه "جريمة" و "عدوان أمريكي" حسب قولها.
تأتي هذه الغارات بعد أقل من يومين على قصف أمريكي مشابه، استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي، الخاضع لسيطرة الحوثيين شمال غرب اليمن، ما أسفر عن مقتل 38 شخصًا وإصابة 102 آخرين، بحسب ما أعلنت جماعة أنصار الله في بيان صدر في وقت مبكر من يوم الجمعة.
ويوم الجمعة، خرج آلاف اليمنيين إلى شوارع العاصمة صنعاء، تنديدًا بالغارات الجوية الأمريكية التي تستهدف البلاد، وتعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة
وتتصاعد الهجمات الأمريكية على اليمن منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب بدء حملة ضد الحوثيين، حيث رُصدت مئات الغارات في الأسابيع الماضية، والتي أدت إلى مقتل المئات وفق إعلان جماعة أنصار الله.
وخلال مشاركته في التظاهرة، قال القيادي في الجماعة محمد البخيتي على "أننا لن نتخلى عن القضية الفلسطينية مهما بلغت التضحيات" وفق تعبيره.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد نشرت بيانًا لها أكدت فيه أن قواتها "اتخذت إجراءات للقضاء على هذا المصدر للوقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من الإيرادات غير القانونية التي مولت جهود الحوثيين لإرهاب المنطقة بأكملها لأكثر من 10 سنوات".