في اليوم العالمي لكرة القدم .. من ملاعب كأس العالم إلى مخيمات اللاجئين: مؤسسة "الجيل المبهر" توظف الرياضة في خدمة التنمية .. ملعب الأحلام : كرة القدم تبث الحياة في مخيمات اليمن
- Europe and Arabs
- الأحد , 25 مايو 2025 6:23 ص GMT
نيويورك : اوروبا والعرب
شهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك حراكا رياضيا قبيل اليوم العالمي لكرة القدم في 25 أيار/مايو، حيث التقى قادة المنظمة مع شخصيات بارزة من عالم كرة القدم، من بينهم ناصر الخوري، المدير التنفيذي لمؤسسة الجيل المبهر في قطر. جاء هذا اللقاء ضمن "منتدى كرة القدم من أجل أهداف التنمية المستدامة"، والذي ركز على تسخير التأثير العالمي لكرة القدم في توحيد الجماهير لدعم جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قال السيد ناصر الخوري إن مؤسسة الجيل المبهر انطلقت عام 2010 كجزء من ملف استضافة قطر لكأس العالم 2022، مشيرا إلى أن المؤسسة لم تتوقف بانتهاء البطولة، بل استمرت في دعم الرياضة بوصفها أداة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح ناصر الخوري أن المؤسسة بدأت عملها ببناء ملاعب في مخيمات اللاجئين والمجتمعات المهمشة في الأردن ولبنان، ثم توسعت برامجها لتصل إلى 75 دولة حول العالم - بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، والاتحادات الكروية، ومؤسسات المجتمع المدني. وأشار إلى أن أكثر من مليون شخص استفادوا من برامج المؤسسة.
وفقا لما ورد في الموقع الإلكتروني للمؤسسة، أنشأ الجيل المبهر 30 ملعبا لكرة القدم في المجتمعات المهمّشة والمحرومة حول الشرق الأوسط وآسيا.
شراكة مع الأمم المتحدة
وقال ناصر الخوري إن مؤسسة الجيل المبهر لديها شراكة مع الأمم المتحدة منذ عام 2022، وهي جزء من المبادرة الأممية المعروفة باسم: "كرة القدم في خدمة أهداف التنمية المستدامة" والتي تعرفها الأمم المتحدة بأنها "منبر ينخرط من خلاله مجتمع كرة القدم العالمي للعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والدعوة إليها والاستفادة من ممارسات الاستدامة".
وأضاف الخوري قائلا: "نفخر بكوننا عضوا في مبادرة كرة القدم من أجل أهداف التنمية المستدامة، والتي تتيح لنا العمل جنبا إلى جنب مع شركاء عالميين من أجل دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الرياضة".
وفي سياق الاحتفال بـ اليوم العالمي لكرة القدم - الذي يركز هذا العام على القوة التحويلية للعبة - أشار الخوري إلى مساهمة كرة القدم في بناء جسور التواصل بين المجتمعات. وأضاف قائلا: "تعد كرة القدم لغة عالمية توحّد الناس رغم اختلاف خلفياتهم. ونحن في الجيل المبهر نلمس يوميا كيف يمكن لكرة القدم أن تخلق مساحات آمنة للحوار، وتعزز قيم الاحترام والتضامن والسلام رغما عن الاختلافات".
واستشهد الخوري بـ "مهرجان الجيل المبهر للشباب" الذي أقيم في الدوحة، وحضره شباب من مختلف أنحاء العالم بهدف تبادل الخبرات والنقاش حول أهـداف التنمية المستدامة.
وقال في هذا السياق: "حدث تبادل ثقافي بين الشباب وهم متواصلون إلى الآن مع بعضهم البعض. وقد أنشأ بعض الشباب مبادرات خاصة بهم بناءً على التجارب التي تعلموها في الدوحة وأصبحوا يبنون برامج رياضية في مجتمعاتهم".
ويركز مهرجان الجيل المبهر للشباب، وفقا للمؤسسة، على كرة القدم من أجل التنمية ويجمع بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما.
وفيما يتعلق بتمكين المرأة من خلال الرياضة، أوضح الخوري أن المؤسسة تؤمن بأهمية توفير بيئة شاملة وآمنة تتيح للفتيات والشباب على حد سواء فرص المشاركة والازدهار، "مع احترام العادات والتقاليد المجتمعية في مختلف الدول التي نعمل بها".
وتابع قائلا: "على سبيل المثال، أرسلنا وفدا نسائيا لتمثيل المؤسسة في مهرجان 23 الذي أُقيم على هامش كأس العالم للسيدات. كما دعمنا مهرجان 'لعبتها' في المغرب، وهو مهرجان خصص للفتيات بالكامل. في الأردن، أنشأنا ناديا مغلقا في منطقة البقعة لتتمكن الفتيات والنساء من ممارسة الرياضة بحرية تامة وفي بيئة تراعي خصوصية المجتمع المحلي".
اليمن وملعب الاحلام
وفي ملف اخر قالت نشرة اخبار الامم المتحدة ان في كل صيف بمأرب، يحدث شيء استثنائي تحت شمس الصحراء الحارقة. في مكانٍ يطغى عليه الفقد وعدم اليقين، تمنح بطولة كرة القدم أملا نادرا. بالنسبة لمئات الشباب النازحين الذين يعيشون في أكثر من اثني عشر موقعا مختلفا، تشكل هذه البطولة فرصة للاتحاد، والشعور بالانتماء، والحلم.
تٌنظّم البطولة بواسطة المنظمة الدولية للهجرة، لكنها أكثر من مجرد حدث رياضي – هي شريان حياة. وفي محافظة مأرب، حيث استقر أكثر من 2.3 مليون نازح، تعيش العائلات في مآوي مؤقتة، غالبا بعد أن اضطرت للنزوح أكثر من مرة.
المياه شحيحة، والحرارة قاسية، والحصول على خدمات التعليم والرعاية الصحية محدود للغاية. في ظل هذه الظروف، تقل فرص عيش طفولة ‘طبيعية، ناهيك عن فرص اللعب والاستمتاع.
ومع ذلك، حين يُطلق الحكم صفارته وتبدأ الكرة في التدحرج، يتغير كل شيء. على أرض الملعب، لا يُعرّف الأطفال والشباب من خلال قصص الحرب، بل يصبحون زملاء، ومتنافسين، ورياضيين عازمين، تتركز أنظارهم على اللعبة فقط، لا غير.
جمعت بطولة هذا العام شبابا من أكثر من اثني عشر موقع نزوح، من بينها مواقع: سلوى، والرمسة، والسويداء. في أماكن تسودها العُزلة والثقل اليومي، خلقت المباريات شعورا بالترابط والانتماء المجتمعي.
سجّل المئات من اللاعبين وشاركوا في المباريات، رغم قلة المعدات والموارد. من بين هؤلاء اللاعبين بشير، الشاب البالغ من العمر 26 عاما، الذي نزح من منزله ويعيش اليوم في قلب موقع سلوى للنزوح. يقف بجوار خيمته التي أحرقتها الشمس وضربتها الرياح، ويقول: "هذا هو منزلي الآن، هنا، في وسط مخيم سلوى".
وكغيره من الشباب في مواقع النزوح بمأرب، يتحمّل بشير أكثر من مجرد مسؤولية مستقبله. فهو السادس بين سبعة إخوة، والوحيد الذي لديه دخل ثابت. يعمل يوميا على حافلة صغيرة، ينقل الناس ذهابا وإيابا في أنحاء المدينة من الصباح الباكر حتى بعد الظهيرة. وفي أفضل الأحوال، يعود إلى البيت بمبلغ 20,000 ريال يمني وهو مبلغ بالكاد يكفي لتأمين الطعام.
تأجلت خططه الشخصية إلى أجل غير مسمى. فقد خطب ليتزوج منذ ثلاث سنوات، لكنه لم يتخذ أي خطوة نحو الزواج. يقول:" ببساطة لا يوجد لدي المال". حيث يذهب كل ما يكسبه إلى أسرته
ومع ذلك، لا يغيب عن المباريات. بالنسبة لبشير، كرة القدم ليست مجرد وسيلة للنسيان، بل هي ملاذ. ولحظة نادرة من التركيز والفرح في حياة يطغى عليها الواجب والكفاح من أجل البقاء.
يقول بشير: "كرة القدم تأخذني إلى عالم آخر. عندما ألعب، أنسى كل شيء".
جمال الشامي، مساعد ميداني في المنظمة وأحد منظمي البطولة منذ ثلاث سنوات، يقول.
بعيدا عن الحماس، كان للبطولة أثر أعمق. فمن خلال مجموعات النقاش التي أجرتها فرق المنظمة في مواقع النزوح، تكرر سماع الرسالة ذاتها من الآباء والشباب: النزوح يؤثر سلبا على الصحة النفسية. الحياة في المخيمات مليئة بالتوتر والعزلة. لكن الرياضة – وكرة القدم خصوصا – تمنح الشباب وسيلة لإعادة الاتصال بأنفسهم وببعضهم البعض.
يقول جمال: "عندما يُجبَر الناس على النزوح، يتركون خلفهم كل شيء، بما في ذلك الأشياء التي كانوا يحبونها. لهذا السبب، هذه الأنشطة مُهمة. إنها تساعد الناس على الاسترخاء، واستعادة العلاقة مع ما يحبونه".
وقد امتدت هذه الفرحة إلى أبعد من اللاعبين. حيث تَجَمَع المشجعون على جوانب الملعب، يهتفون مع كل هدف. والمعلّقون أضفوا الحماس على المباريات بتعليقاتهم القوية. حتى مدراء المخيمات أوقفوا أعمالهم لمتابعة المباريات. ولساعات قليلة يوميا، بدت المخيمات وكأنها مكان مختلف – أعلى صوتا، أخفّ وطأة، وأقرب إلى الحياة.
يُعدّ نجاح هذه البطولة تذكيرا باحتياجات مجتمعات النزوح. فهي لا تحتاج فقط إلى الطعام والماء والمأوى فقط، بل أيضا إلى حفظ الكرامة، وإلى شيء يهدف الناس إليه ويطمحون إلى تحقيقه. ومع استمرار موجات النزوح إلى مأرب، تعمل المنظمة الدولية للهجرة على تعزيز دعم الصحة النفسية والدعم الاجتماعي على الأرض. ويشمل ذلك أنشطة رياضية، وأندية شبابية، وفعاليات ثقافية.
في هذا السياق، كرة القدم ليست مجرد لعبة. إنها تذكير بالهوية، ووسيلة للتعافي، ولمحة من الحياة الطبيعية في مكان نادرا ما يمنح الناس شعورا بأنه مكانهم طبيعي.
أُقيمت بطولة كرة القدم في مأرب بدعم من الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ضمن أنشطة المنظمة الدولية للهجرة الأوسع في مجال إدارة المخيمات وتنسيق أنشطتها.
ومع ذلك، لا يغيب عن المباريات. بالنسبة لبشير، كرة القدم ليست مجرد وسيلة للنسيان، بل هي ملاذ. ولحظة نادرة من التركيز والفرح في حياة يطغى عليها الواجب والكفاح من أجل البقاء.
يقول بشير: "كرة القدم تأخذني إلى عالم آخر. عندما ألعب، أنسى كل شيء".
جمال الشامي، مساعد ميداني في المنظمة وأحد منظمي البطولة منذ ثلاث سنوات، يقول.
بعيدا عن الحماس، كان للبطولة أثر أعمق. فمن خلال مجموعات النقاش التي أجرتها فرق المنظمة في مواقع النزوح، تكرر سماع الرسالة ذاتها من الآباء والشباب: النزوح يؤثر سلبا على الصحة النفسية. الحياة في المخيمات مليئة بالتوتر والعزلة. لكن الرياضة – وكرة القدم خصوصا – تمنح الشباب وسيلة لإعادة الاتصال بأنفسهم وببعضهم البعض.
يقول جمال: "عندما يُجبَر الناس على النزوح، يتركون خلفهم كل شيء، بما في ذلك الأشياء التي كانوا يحبونها. لهذا السبب، هذه الأنشطة مُهمة. إنها تساعد الناس على الاسترخاء، واستعادة العلاقة مع ما يحبونه".
وقد امتدت هذه الفرحة إلى أبعد من اللاعبين. حيث تَجَمَع المشجعون على جوانب الملعب، يهتفون مع كل هدف. والمعلّقون أضفوا الحماس على المباريات بتعليقاتهم القوية. حتى مدراء المخيمات أوقفوا أعمالهم لمتابعة المباريات. ولساعات قليلة يوميا، بدت المخيمات وكأنها مكان مختلف – أعلى صوتا، أخفّ وطأة، وأقرب إلى الحياة.
يُعدّ نجاح هذه البطولة تذكيرا باحتياجات مجتمعات النزوح. فهي لا تحتاج فقط إلى الطعام والماء والمأوى فقط، بل أيضا إلى حفظ الكرامة، وإلى شيء يهدف الناس إليه ويطمحون إلى تحقيقه. ومع استمرار موجات النزوح إلى مأرب، تعمل المنظمة الدولية للهجرة على تعزيز دعم الصحة النفسية والدعم الاجتماعي على الأرض. ويشمل ذلك أنشطة رياضية، وأندية شبابية، وفعاليات ثقافية.
في هذا السياق، كرة القدم ليست مجرد لعبة. إنها تذكير بالهوية، ووسيلة للتعافي، ولمحة من الحياة الطبيعية في مكان نادرا ما يمنح الناس شعورا بأنه مكانهم طبيعي.
أُقيمت بطولة كرة القدم في مأرب بدعم من الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ضمن أنشطة المنظمة الدولية للهجرة الأوسع في مجال إدارة المخيمات وتنسيق أنشطتها.
لا يوجد تعليقات