علاج مناعي موحد قد يغيّر مستقبل مرضى سرطان الثدي.. ثنائية دوائية واعدة قد تغيّر مستقبل علاج سرطان القولون

- Europe and Arabs
- الجمعة , 24 أكتوبر 2025 7:35 ص GMT
كاليفورنيا ـ برشلونة : اوروبا والعرب
طور باحثون في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس علاجًا مناعيًا لسرطان الثدي ثلاثي السلبيات، أحد أكثر أنواع السرطان عدوانية وصعوبة في العلاج
ويعتمد العلاج الجديد، المعروف باسم CAR-NKT cell therapy، على خلايا مناعية معدلة قادرة على مهاجمة الأورام من عدة جهات وتفكيك الحواجز الدفاعية التي تستخدمها الخلايا السرطانية. بحسب مانشر موقع شبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورونيوز"
ويفتقر سرطان الثدي ثلاثي السلبيات إلى ثلاثة أهداف رئيسية تجعل العلاجات التقليدية أقل نجاعة ما يحد من خيارات المرضى العلاجية. ويوفر العلاج الجديد خلايا CAR-NKT يمكن إنتاجها بكميات كبيرة من دم متبرع بها وتخزينها، ما يجعلها جاهزة للاستخدام على الفور وبسعر أقل بكثير يصل إلى حوالي 5 آلاف دولار للجرعة، مقارنة بمئات الآلاف المطلوبة للعلاجات المخصصة لكل مريض.
كما يعتمد العلاج على خلايا NKT النادرة والقوية، التي تُجهّز بمستقبل مستضاد كيميائي (CAR) يستهدف بروتين ميسوثيلين، الموجود بكثرة على خلايا سرطان الثدي ثلاثي السلبيات. وتتمكن هذه الخلايا من مهاجمة السرطان عبر استهداف ميسوثيلين المرتبط بالأورام العدوانية والمنتشرة، واستغلال المستقبلات القاتلة الطبيعية التي تتعرف على أكثر من 20 علامة جزيئية مما يصعب على السرطان الهروب، بالإضافة إلى إعادة تشكيل البيئة المناعية للورم بالقضاء على الخلايا المثبطة للمناعة التي تعمل كحماية للأورام.
وأظهرت الاختبارات المخبرية على عينات أورام مأخوذة من مرضى في مراحل متقدمة قدرة خلايا CAR-NKT على قتل السرطان في جميع العينات، مع القضاء أيضًا على الخلايا المناعية المثبطة التي توظفها الأورام كحماية.
وقالت البروفسورة ليلي يانغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة علم الأحياء الدقيقة والمناعة وعلم الوراثة الجزيئي "طال انتظار المرضى للحصول على خيارات علاجية أفضل، وأن نكون على بعد خطوة واحدة فقط من بدء التجارب السريرية أمر جيد."
ويمتد احتمال استخدام هذا العلاج إلى أنواع أخرى من السرطان مثل المبيض والبنكرياس والرئة.
يُذكر أن العلاجات المناعية الحالية، مثل خلايا CAR-T، حققت نجاحًا ضد بعض سرطانات الدم، لكنها تواجه صعوبة كبيرة مع الأورام الصلبة مثل سرطان الثدي، الذي يستخدم آليات دفاعية معقدة ويتكيف بسرعة لتجنب العلاج. ويعد CAR-NKT بمثابة "هجوم شامل" على الأورام، إذ يستهدفها من عدة جهات في الوقت نفسه.
وأضافت يانغ: "لقد قطعنا 99 خطوة للوصول إلى هذا الإنجاز، وما زلنا نفتقد خطوة واحدة فقط لبدء التجارب السريرية وإظهار مدى فعالية هذا العلاج الواعد للمرضى."
ثنائية دوائية واعدة قد تغيّر مستقبل علاج سرطان القولون
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة برشلونة عن إمكانات علاجية واعدة تجمع بين عقاري Palbociclib وTelaglenastat في مواجهة سرطان القولون والمستقيم، والذي يعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم. وتشير النتائج إلى أن هذا المزيج الدوائي قادر على تحسين فعالية العلاجات السريرية التقليدية والحد من مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج.
نُشرت الدراسة في مجلة Oncogene العلمية، وحددت للمرة الأولى آلية أيضية (استقلابية) حرجة تفسر مقاومة خلايا سرطان القولون والمستقيم لدواء Palbociclib، وهو أحد العلاجات المستخدمة حاليًا في حالات سرطان الثدي المتقدم.
قاد البحث البروفيسورة مارتا كاسكانتي (Marta Cascante)، أستاذة الكيمياء الحيوية والطب الحيوي الجزيئي في كلية الأحياء بجامعة برشلونة، وعضو معهد الطب الحيوي بجامعة برشلونة (IBUB) وشبكة البحوث الإسبانية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي (CIBEREHD)، إلى جانب الدكتور تيموثي إم. تومسون (Timothy M. Thomson) من معهد البيولوجيا الجزيئية في برشلونة (IBMB-CSIC) وCIBEREHD، والمدير الحالي لـ معهد البحوث العلمية والخدمات التكنولوجية المتقدمة في بنما (INDICASAT).
وشارك في الدراسة باحثون من جامعة برشلونة ومعهد فرانسيس كريك (Francis Crick Institute) في المملكة المتحدة، إلى جانب منصة المعلوماتية الحيوية التابعة لـ CIBEREHD، وكان الباحثان Míriam Tarrado-Castellarnau وCarles Foguet المؤلفين الرئيسيين للورقة البحثية.
آلية مقاومة معقدة وسبل تجاوزها
يُستخدم دواء "بالبوسيكليب" Palbociclib في علاج سرطان الثدي المتقدم الإيجابي لمستقبلات الإستروجين (ER-positive) والسلبي لمستقبلات عامل نمو البشرة البشري 2 (HER2-negative).
وينتمي الدواء إلى فئة من المثبطات التي تستهدف الكينازات المعتمدة على السيكلين CDK4 وCDK6، وهما بروتينان يتحكمان في انقسام الخلايا ونموها.
ومع أن التجارب السريرية الأخيرة وسّعت استخدام الدواء ليشمل أنواعًا أخرى من السرطان مثل سرطان القولون والمستقيم، إلا أن مقاومة الخلايا السرطانية له ما زالت تمثل تحديًا علاجياً رئيسيًا.
توضح كاسكانتي، الرائدة في مجال الميتابولومكس (Metabolomics) والطب النظامي الموجّه للعلاج الشخصي، أن فريقها سبق أن حدّد آليات مقاومة تشمل فرط التعبير عن الإنزيم الأيضي Glutaminase. وتضيف قائلة:"كنا نعلم أن الخلايا السرطانية تعيد برمجة عملياتها الأيضية لتتغلب على تأثير مثبطات الكينازات، لكننا لم نكن نعرف ما إذا كانت هذه الآليات تمثل أهدافًا علاجية فعالة يمكن الجمع بينها وبين هذه الأدوية".
كيف يعمل المزيج الدوائي الجديد؟
أظهرت الدراسة أن العلاج بـ Palbociclib يؤدي إلى إعادة برمجة أيضية في خلايا سرطان القولون والمستقيم التي تنجو من العلاج، ما يعزز من أيض الجلوتامين (Glutamine metabolism) والنشاط الميتوكندري داخل الخلية — وهي آليات تمكّن الخلايا من مواصلة النمو رغم العلاج.
ولمواجهة ذلك، قام الفريق بدراسة تأثير الجمع بين Palbociclib وTelaglenastat، وهو مثبط انتقائي لإنزيم Glutaminase، المسؤول عن تحويل الجلوتامين إلى جلوتامات.
وأظهرت النتائج أن هذا العلاج المزدوج يوقف التغيرات الأيضية التي تمكّن الخلايا من مقاومة العلاج الأساسي.
وقالت كاسكانتي: "العلاج المدمج يمنع الخلايا السرطانية من الدخول في حالة إعادة البرمجة الأيضية التي تُمكّنها من النجاة من العلاج الأول، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين فعالية العلاجات الحالية".
نتائج واعدة في النماذج الحيوانية والمعملية
بيّن الباحثان ميريام تارادو-كاستيلارناو (Míriam Tarrado-Castellarnau) وكارلس فوغيه (Carles Foguet)أن الدواءين ينتجان استجابات أيضية متكاملة، مما يجعلهما مثاليين لمواجهة التأثيرات التعويضية لكل منهما.
وجاء في الدراسة: "الجمع بين Palbociclib وTelaglenastat يؤدي إلى تأثير تآزري قوي يقلل من تكاثر الخلايا السرطانية ويمنع ظهور المقاومة الدوائية، سواء في التجارب المعملية (in vitro) أو في النماذج الحيوانية (in vivo)."
وختم الفريق البحث بالقول: "تشير النتائج إلى أن الجمع بين هذين العقارين قد يمثل اتجاهًا واعدًا في علاج سرطان القولون والمستقيم، ويستحق المتابعة في التجارب السريرية المستقبلية."

لا يوجد تعليقات