بروكسل : اوروبا والعرب 
يتوجه القادة الأوروبيون إلى بروكسل في 18 ديسمبر الجاري  لحضور القمة الأخيرة للمجلس الأوروبي لعام 2025. والمخاطر كبيرة للغاية: عليهم إيجاد سبيل للمضي قدمًا في مقترحات شائكة لضمان عدم نفاد أموال أوكرانيا في منتصف العام المقبل، مما يُعرّض أمنها ووجودها للخطر.
وقال تقرير لمجلة بلاي بوك وهي النسخة الاوروبية من مجلة بولتيكو الاميركية "يأمل حلفاء كييف في تجنب تكرار ما حدث في أكتوبرالماضي عندما اعترضت بلجيكا على خطط استخدام أصول روسية مجمدة بقيمة 140 مليار يورو لضمان قرض تعويضات، مستشهدين بمخاوف قانونية. ومنذ ذلك الحين، ثار الدبلوماسيون على المفوضية الأوروبية لفشلها في الاستجابة للمخاوف مسبقًا.  في رسالة حصلت عليها بوليتيكو، حذّرت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، العواصم من أن البديل عن هذه الخطوة هو الاقتراض الوطني أو من الاتحاد الأوروبي باهظ التكلفة، وحثّتهم على الاتفاق على سبيل للمضي قدمًا.  "من الضروري الآن التوصل سريعًا إلى التزام واضح بشأن كيفية ضمان الاتفاق على التمويل اللازم لأوكرانيا في اجتماع المجلس الأوروبي المقبل في "، كتبت فون دير لاين. "إن المضي قدمًا في هذا الأمر سيسمح لنا بمواصلة الضغط على روسيا، وحرمانها من أمل النصر، ووضع أسس تعليق الأعمال العدائية والأساس لمفاوضات السلام التي طال انتظارها". سيتعين على رئاسة المجلس الدنماركي وشركاء آخرين محاولة التوسط للتوصل إلى اتفاق قبل القمة 
و قال مسؤول بلجيكي كبير لموقع بلاي بوك: "إذا كنتم ترغبون في اتخاذ قرار في اجتماع المجلس الأوروبي، فعلينا [الاتحاد الأوروبي] أن ننجز واجباتنا الآن". تستضيف بلجيكا الغالبية العظمى من أموال روسيا المجمدة، وهي قلقة بشأن كل من التقاضي والانتقام من موسكو؛ وتريد من الاتحاد الأوروبي أن يتقاسم المخاطر بالتساوي. ومع ذلك، قال المسؤول إنه في حين أن "الجميع يريد حلاً" و"لتجنب تكرار" مأزق أكتوبر، "لن نوافق طالما أننا لا نعرف بالتفصيل ما نتحدث عنه".
الأمر لا يقتصر على بلجيكا: إذ تنتقد دول أخرى بشكل متزايد فشل الجهات المعنية في تقديم مقترح ملموس، بدلاً من التركيز على محاولة إقناعهم بأن خطة الأصول الروسية هي أفضل الخيارات السيئة. وقال دبلوماسي من إحدى دول أوروبا الوسطى: "لا يوجد خيار واقعي هنا سوى استخدام الأصول المجمدة". "يجب على المفوضية التوقف عن إضاعة الوقت وتقديم المزيد من التفاصيل حول المقترحات للدول الأعضاء، حتى تعرف ما تدعمه".
في حديثه مع Playbook، قال سفير أوكرانيا لدى الاتحاد الأوروبي، فسيفولود تشينتسوف، إن "التوصل إلى اتفاق سريع بشأن قرض التعويضات أمر ضروري"، وسيوفر تمويلًا يمكن التنبؤ به اعتبارًا من أوائل عام 2026 دون تكلفة على دافعي الضرائب. مشاركة الاتحاد الأوروبي أمرٌ بالغ الأهمية، لأن الاتحاد وحده قادر على توفير النطاق والقدرة على التنبؤ والتنسيق اللازمين للحفاظ على استقرار أوكرانيا - واستقرار أوكرانيا يعزز مرونة وأمن الاتحاد الأوروبي بأكمله
 في غضون ذلك، سيتعين على مؤيدي كييف إيجاد طريقة لتشكيل جبهة موحدة والحصول على أغلبية للسياسة، لا سيما وأن أي اعتماد على الاقتراض الوطني سيتطلب على الأرجح موافقة الدول. صرح وزير الشؤون الأوروبية المجري، يانوس بوكا، لزميلي غريغوريو سورجي بأن بودابست "غير مستعدة للموافقة على أي قرار يُحمّل الحكومة المجرية مسؤولية قانونية أو مالية إضافية لضمان المدفوعات لأوكرانيا في مقابلة مع  "بلاي بوك" في بروكسل، قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب إن الاتحاد الأوروبي قد يضطر في النهاية إلى الاكتفاء بـ"مزيج" من الخيارات الثلاثة قيد الدراسة: استخدام الأصول الروسية، مع اقتراض وطني واقتراض من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "لكن هذا القرار يعود للمجلس الأوروبي. وبالطبع لبلجيكا نفسها".
في غضون ذلك، في البيت الأبيض: أشار دونالد ترامب مجددًا إلى موافقته على فرض عقوبات على روسيا، طالما أنه يحتفظ بسلطة اتخاذ القرار النهائي.  بحسب رويترز .