بروكسل : اوروبا والعرب
في المؤتمر الصحفي الختامي لقمة قادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل في وقت مبكر من فجر الجمعه قال انطونيو كوستا رئيس الاتحاد " ركزنا على كيفية ضمان مكانة قوية للاتحاد الأوروبي على الساحة العالمية.
أولاً، من خلال العمل على الدفاع الأوروبي. بالأمس، في حلف الناتو، قررت 23 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي زيادة إنفاقها. واليوم، عملنا على كيفية تحسين الإنفاق. الاستثمار معًا. بعقلانية أكبر. بكفاءة أكبر. كفريق واحد. من خلال تجميع الطلب، والمشتريات المشتركة، والتوحيد القياسي، وتبسيط الإجراءات. تعزيز البحث الأوروبي، والصناعة الأوروبية، والوظائف الأوروبية - من أجل الأمن والازدهار الأوروبيين.
لسنا بحاجة إلى تكرار نفس القدرات في كل دولة عضو. لسنا بحاجة إلى مضاعفة جميع استثماراتنا في الدفاع بمقدار 27 مرة. ما نحتاجه فعلاً هو الكفاءة والتوزيع العادل للأعباء. ما نحتاجه فعلاً هو بناء نظام دفاع أوروبي مشترك يردع العدوان.
ونحن بصدد تنفيذ مجموعة أولى من الأدوات: استثمار أوروبي مشترك بموجب آلية SAFE؛ وزيادة الاستثمار الوطني من خلال استخدام بند الإعفاء في ميثاق الاستقرار والنمو؛ وزيادة الاستثمار الخاص بدعم من بنك الاستثمار الأوروبي.
ولكن هذه ليست نهاية المطاف. علينا أن نمضي قدماً ونوفر الوسائل التي تلبي طموحاتنا. لذلك، طلبنا اليوم من رئيسة المفوضية، عزيزتي أورسولا، والممثل السامي اقتراح خارطة طريق، تشمل التمويل، قبل اجتماعنا في أكتوبر.
أمن أوروبا مرتبط بأمن أوكرانيا. ولهذا السبب نواصل السعي لتحقيق سلام عادل ودائم، مع تمهيد الطريق لعضوية الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، يبقى هدفنا ثابتاً وثابتاً.
تقييم المفوضية واضح: على الرغم من الظروف الصعبة للغاية، تُجري الحكومة الأوكرانية إصلاحات بوتيرة مثيرة للإعجاب. لذا، حان الوقت لتكثيف عملنا والتقدم على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، نواصل الضغط على روسيا. لقد اعتمدنا 17 حزمة عقوبات، والعمل جارٍ على قدم وساق لإصدار حزمة جديدة وقوية. لقد أكدنا مرارًا وتكرارًا: إن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا يُقوّض الأمن العالمي والنظام الدولي القائم على القواعد بشكل خطير.
لقد كان احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة - الذي وُقّع قبل 80 عامًا بالضبط - أساس موقفنا بشأن أوكرانيا، وهو أيضًا أساس موقفنا بشأن الشرق الأوسط.
يُعدّ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في المنطقة. والآن، علينا التركيز على الدبلوماسية الفعالة. وهنا، لأوروبا دورٌ تلعبه. وهو ضمان - بشكل دائم ومستدام - عدم السماح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووي، وذلك من خلال الامتثال الكامل لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
إن أي سلام شامل ومستدام في الشرق الأوسط يتطلب حلًا دائمًا في غزة. الوضع الإنساني هناك كارثي، وحقوق الإنسان تُنتهك. وقد أكدت مراجعة امتثال إسرائيل لاتفاقية الشراكة المشتركة هذا الوضع. إنه وضع غير مقبول. سيناقش وزراء خارجيتنا الخطوات التالية في يوليو/تموز.
في غضون ذلك، علينا الانخراط في حوار صريح مع إسرائيل للخروج من هذه الأزمة وتغيير الوضع على الأرض. وبالطبع، لا يمكننا أن ننسى أبدًا أن حماس بحاجة إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين فورًا. استراتيجيتنا الشاملة واضحة: لتحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط، من الضروري جعل حل الدولتين واقعًا ملموسًا. علينا إحراز تقدم في هذا الاتجاه.
وأخيرًا، لتعزيز مكانة أوروبا على الساحة العالمية، نكثف جهودنا الداخلية لتحسين القدرة التنافسية. أولًا وقبل كل شيء، العمل الجيد الذي تقوم به المفوضية الأوروبية لتطوير شبكتنا التجارية. تُظهر قممنا الثنائية الأخيرة مع حلفاء ذوي توجهات مماثلة، مثل المملكة المتحدة وكندا، أو شركاء رئيسيين آخرين مثل جنوب إفريقيا أو دول آسيا الوسطى، أن العالم يعوّل على الاتحاد الأوروبي لتعزيز الاستقرار والأمن العالميين. ويعتمد ازدهار مواطنينا على الاستقرار والأمن العالميين.
ستتيح لنا القمم المقبلة مع مولدوفا واليابان والصين ودول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والاتحاد الأفريقي في النصف الثاني من هذا العام فرصًا إضافية لتعزيز التجارة العادلة والموثوقة، والأمن الاقتصادي، وصياغة التحول النظيف.
في الوقت نفسه، كلما زادت تنافسية الاتحاد الأوروبي، زادت قدرتنا على صياغة الاقتصاد العالمي.
ونوه الى ان القمة كانت آخر اجتماعات المجلس الأوروبي خلال الرئاسة البولندية. التي كان شعارها "أمن أوروبا"، وقد حققت ما وعدت به: من خلال اتفاقيات بشأن ملفات استراتيجية، مثل أداة SAFE وبرنامج الصناعات الدفاعية الأوروبية؛ ومن خلال حزمتين من العقوبات ضد روسيا؛ ونفذت أجندة طموحة بشأن التنافسية وتبسيط الإجراءات.