مصر وتركيا حذرتا حماس قبل الهجوم على قياداتها في قطر.. هناك تداعيات على صفقة تبادل الرهائن ؟ .. استمرار القصف الاسرائيلي واوامر الاجلاء لسكان غزة


غزة ـ واشنطن : اوروبا والعرب 
في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن مصر وتركيا حذّرتا حركة حماس من ضربات إسرائيلية محتملة ودعتاها إلى تشديد الإجراءات الأمنية في قطر، حيث كان الوفد المفاوض يناقش المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح التقرير أن إسرائيل، التي هدفت إلى اغتيال كبار قادة حماس في عملية تقلصت التوقعات بشأن نجاحها، استعانت بـ 10 طائرات حربية مزوّدة بذخائر بعيدة المدى، وأطلقت صواريخها من خارج المجال الجوي القطري.
مع ذلك، تضاربت الأنباء حول المسار الجوي الذي عبرت من خلاله هذه الطائرات، إذ سارعت كل من السعودية والإمارات للتأكيد أن المقاتلات لم تعبر فوق أراضيها. وفق ماانشر موقع شبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورنيوز" اليوم واضاف "لكن التساؤلات كثرت حول تداعيات الهجوم، وأبرزها: من كان على علم به؟
التقرير نقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إسرائيل أبلغت البيت الأبيض بالهجوم قبل دقائق من تنفيذه، لكنها لم تكشف عن هوية الهدف.
وفي سياق متصل، ترددت أنباء تفيد بأن قطر، التي تلعب دور الوسيط في المفاوضات بين حماس وإسرائيل وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، كانت على علم مسبق بالهجوم.
غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، نفى ذلك في منشور على منصة إكس، قائلًا: "البيانات المتداولة حول إبلاغ قطر بالهجوم مسبقًا غير صحيحة. الاتصال الذي تلقيناه من مسؤول أمريكي جاء في الوقت الذي كانت فيه أصوات الانفجارات تُسمع جراء الهجوم الإسرائيلي في الدوحة."
تحذيرات قبل الهجوم
وكانت الصحيفة الأمريكية ذاتها قد نشرت تقريرًا قبل أيام، نقلت فيه عن مصدر مصري لم تُكشف هويته قوله إن القاهرة حذّرت من استهداف زياد النخالة، رئيس حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، الذي يقيم حاليًا في العاصمة المصرية بشكل شبه دائم نتيجة تصاعد التهديدات الإسرائيلية.
ووفقًا للتقارير، منحت مصر النخالة إقامة دائمة في البلاد كجزء من دورها في الوساطة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وفي الوقت نفسه، أفاد مصدر في حماس لـ العربي الجديد أن المسؤولين تلقوا تعليمات بتعزيز البروتوكولات الأمنية، قائلاً: "عدة دول تستضيف أعضاء المكتب السياسي للحركة أصدرت تحذيرات بتنفيذ إجراءات أمنية مشددة."
وأوضح المصدر أن تركيا على وجه الخصوص شددت الإجراءات الأمنية، خشية تنفيذ هجمات محتملة على كبار أعضاء الحركة، بما في ذلك الأسرى الذين أفرج عنهم مؤخرًا ضمن صفقة التبادل.
المشهد يتعقد
في غضون ذلك، تصاعد التوتر بين المؤسسة العسكرية الإسرائيلية والمستوى السياسي، خاصة بعدما تضاءل الأمل بشأن نجاح عملية الاغتيال، التي أوضحت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الموساد عارض توقيتها، على عكس رئيس الشاباك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ورغم محاولات تل أبيب تخفيف حرج واشنطن، وتأكيد الرئيس دونالد ترامب بأن العملية كانت بقرار من نتنياهو وحده، وإشارة سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة بأن الدولة العبرية وحدها تتحمل مسؤولية ما حصل، لم يظهر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أي تراجع. بل أعلن توسيع نطاق العمليات ليشمل كل البلدان التي تستضيف حماس، قائلاً: "سنهاجم أعداءنا في كل مكان، والأذى سيلحق كل من يمارس الإرهاب ضد إسرائيل، وإذا لم تقبل حماس بشروطنا فسندمرها وندمّر غزة."
وميدانيا في اليوم الـ705 للحرب، تشهد عدة مناطق في قطاع غزة، قصفًا إسرائيليًا متواصلًا، في تصعيد جوي غير مسبوق، يأتي غداة أوامر الإجلاء التي وُجّهت أمس لكافة سكان مدينة غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن القصف استهدف خيامًا تؤوي نازحين في شارع النصر شمال غربي مدينة غزة، ومناطق محيطة بمستشفى المعمداني، إلى جانب مخيم البريج ومدينة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي إسرائيل، تتفاقم الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري عقب الهجوم الذي نُفذ في الدوحة، والذي استهدف كبار قادة حماس من الوفد المفاوض أثناء مناقشة المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وقد أعلنت حماس أن العملية "فشلت"، وسط تسريبات في الإعلام العبري عن توتر حاد سبق تنفيذها، وخلاف في وجهات النظر بين رئيس الموساد المعارض للعملية، مقابل تأييد رئيس الشاباك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لها.
وتحظى العملية باهتمام بالغ، إذ تثير العديد من التساؤلات حول تداعياتها على صفقة تبادل الرهائن التي كان يُفترض أن تكون وشيكة، ومستقبل العلاقات بين الدوحة وواشنطن، وربما بين مجلس التعاون الخليجي، فضلًا عن أثرها على الرأي العام الإسرائيلي، خاصة في حال تأكد فشلها.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات