الفجوات بين الجنسين المرتبطة بالتوظيف أكبر من السابق ..والأمم المتحدة تطالب دول العالم باتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء التمييز العنصرى

 

 
بروكسل : اوروبا والعرب 
طالب المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك كافة الدول المشاركة في أعمال الدورة الـ52 لمجلس حقوق الإنسان باتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء التمييز العنصرى.
 
وقال تورك - في رسالة وجهها بمناسبة الاحتفال هذا العام بمرور 75 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: "إن الإعلان العالمي يؤكد أن جميع البشر يولدون أحرارا ومتساوين، وأن لكل فرد الحق في جميع الحقوق والحريات دون تمييز من أي نوع"، مشيرا إلى أن الواقع اليومي للملايين من الأشخاص يظهر إلى أى مدى ما زال هذا الوعد بعيدا عن التحقيق.
 
وأكد أن العنصرية والتمييز العنصري يؤثران على الناس في كل ركن من أركان هذا الكوكب، مشددا على أن هذه الظاهرة بحاجة إلى أن تتوقف، وأوضح أن الماسي الأخيرة أدت إلى استقطاب الاهتمام والمزيد من الالتزامات بالعمل، مما أدى إلى تزايد الزخم من أجل التغيير.
 
وأضاف المفوض الأممي: "حان الوقت لأن تتخذ الحكومات خطوات ملموسة بمشاركة فعالة من المتضررين ومجتمعاتهم لمعالجة الأشكال المستمرة والناشئة من التمييز العنصري وإصلاح انتهاكات حقوق الإنسان التي طال أمدها، بما في ذلك تلك المتجذرة في موروثات الاستعباد والاستعمار".
 
ونوه عن أن الاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سيعطي الدول الزخم لاتخاذ خطوات سريعة وقوية في القانون والممارسة للنهوض بالمساواة ومكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب، وما يتصل بذلك من تعصب، لافتا إلى أن العدالة والمساواة العرقية ممكنة للجميع، وأن على الجميع العمل لجعل ذلك حقيقة واقعة.
يأتي ذلك بعد ان أكدت منظمة العمل الدولية أن الفجوات بين الجنسين المرتبطة بالتوظيف أكبر مما كان يعتقد في السابق، مشيرة إلى أن وصول المرأة إلى العمل بالإضافة إلى ظروف العمل والفجوة في الأجور لم تتحسن إلا بالكاد خلال العقدين الماضيين.
 
وأوضحت المنظمة - في تقرير أصدرته بجنيف، الاثنين- أن المؤشر الجديد الذي طورته لرصد جميع الأشخاص غير العاملين المهتمين بالعثور على وظيفة، يرسم صورة أكثر قتامة عن وضع المرأة في عالم العمل من معدل البطالة الأكثر شيوعا، كما تظهر البيانات الجديدة أن النساء مازلن يعانين من صعوبة في العثور على وظيفة أكثر من الرجال.
 
وأشار التقرير إلى أن البيانات في سوق العمل تشير إلى أن حوالي 15% من النساء في سن العمل على مستوى العالم يرغبن في العمل، ولكن ليس لديهن وظيفة، وذلك مقارنة بحوالي 10.5% من الرجال، لافتا إلى أن هذه الفجوة بين الجنسين ظلت دون تغيير تقريبا لمدة عقدين (2005 - 2022).
 
وأضاف أنه على النقيض من ذلك، فإن معدلات البطالة العالمية بين النساء والرجال متشابهة للغاية، لأن المعايير المستخدمة لتعريف البطالة تميل إلى استبعاد النساء بشكل غير متناسب.
 
وبين أن فجوة الوظائف تشتد بشكل خاص في البلدان النامية، حيث تصل نسبة النساء غير القادرات على العثور على عمل إلى 24.9% في البلدان منخفضة الدخل، في حين أن المعدل المقابل للرجال في نفس الفئة هو 16.6%، ورغم أن هذا المستوى مرتفع ومثير للقلق ولكنه أقل بكثير من معدل النساء.
 
وأكد التقرير وجود اختلافات كبيرة بين المناطق، حيث أن التفاوت في دخل العمل في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى يكون أسوأ بكثير، حيث تكسب النساء 33 سنتا و29 سنتا لكل دولار على التوالي، في حين أنه في البلدان ذات الدخل المرتفع والبلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى يصل دخل العمل النسبي للمرأة إلى 58 سنتا على التوالي لكل دولار يكسبه الرجال، موضحا أن هذا التفاوت اللافت في المداخيل ناتج عن انخفاض مستوى عمالة المرأة، وكذلك انخفاض متوسط دخلها عند العمل.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات