السودان: منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض المعدية ..القتال يفاقم الاحتياجات الإنسانية

 

نيويورك : بروكسل : اوروبا والعرب 
أطلق المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط نداءً عاجلاً إلى كل أطراف الصراع في السودان للانسحاب من جميع المرافق الصحية فوراً، ولاسيما المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية.وفي بيان صدر الخميس، أشار الدكتور أحمد المنظري إلى تصاعد الهجمات على البنية التحتية الصحية مع احتلال أطراف النزاع للمستشفيات في الخرطوم، وكذلك المركز الوطني للمختبرات.وقال إن ذلك أدى إلى تعذُّر حصول المرضى على الرعاية الصحية الأساسية والتوقف الفوري عن اختبار عينات مختبرية بالغة الأهمية.
وعن المركز الوطني، قال المدير الإقليمي: "من المعروف أن هذا المختبر يحتوي على مسببات أمراض مثل الحصبة والكوليرا والسل المقاوم لأدوية متعددة، وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات، ومواد خطرة أخرى. ومنظمة الصحة العالمية قلقة إزاء احتمالية إساءة تعامل الأفراد غير المدربين مع هذه العينات المُعدية، ما يعني إصابة أنفسهم ثم انتقال الإصابة إلى غيرهم".
وشدد الدكتور المنظري على أن العنف المستمر يمثل أكبر المخاطر التي تهدد الصحة في السودان، والتي هي حق من حقوق الإنسان. وأضاف: "أوجّه ها هنا نداءً عاجلاً إلى كل أطراف الصراع في السودان للانسحاب من جميع المرافق الصحية فوراً، وعدم إعاقة عمل مرافق الصحة العامة الحيوية في السودان. كذلك يجب ضمان توفير الرعاية الصحية، ويشمل ذلك عمل المختبرات شديد الأهمية".
كما دعا جميع الأطراف إلى حماية العاملين الصحيين والبنية التحتية الصحية، والالتزام بحماية خدمات الرعاية الصحية وعمل مرافق الصحة العامة.
تفاقم الاحتياجات على الحدود
من جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما يصل إلى 20 ألف شخص، من بينهم تشاديون وسودانيون وأجانب، عبروا الحدود مع تشاد هرباً من العنف.
وقالت المنظمة إنها نشرت فرقها في شرق تشاد على الحدود مع السودان، وهي تعمل على مدار الساعة لدعم الجهود الوطنية والإنسانية للاستجابة لاحتياجات الوافدين.
وقالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في تشاد، آن كاثرين شايفر: "غالبية الوافدين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية الأساسية، وهي الغذاء والماء والمأوى المناسب".
وقالت المنظمة في بيان لها إنه تم بالفعل تحديد عدد كبير من التشاديين العائدين إلى وطنهم وهي تقوم بتسجيلهم بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ثلاثة مواقع نزوح في أدري بمقاطعة واداي، لتحديد حلول سريعة لهم لمساعدتهم على الوصول إلى مجتمعاتهم الأصلية، بما في ذلك من خلال المساعدات النقدية. كما تعمل المنظمة الدولية للهجرة بشكل وثيق مع الحكومة التشادية وشركاء آخرين لضمان حصول المهاجرين من البلدان الأخرى على مساعدة فورية، بما في ذلك العودة الإنسانية الطوعية لأولئك الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم.
أهمية الدعم المالي
وفقاً لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، يستضيف السودان حوالي 1.3 مليون مهاجر. وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة أن تزداد احتياجات الأكثر ضعفاً مع تصاعد العنف.
وفي هذا السياق، قالت السيدة شايفر: "نحن بحاجة إلى المجتمع الدولي لزيادة الدعم المالي بشكل عاجل لمساعدتنا على توفير استجابة حرجة وسريعة للاحتياجات المتزايدة، من حيث الدعم اللوجستي والتشغيلي، فضلاً عن الحماية والصحة والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي".
وأكدت رئيسة بعثة المنظمة في تشاد أن اقتراب موسم الأمطار سيجعل الوصول إلى المنطقة الحدودية أمراً معقداً، مما سيزيد من صعوبة توفير الإغاثة لمن هم في أمس الحاجة إليها.
ى الرغم من تعليق الأمم المتحدة عمليات الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء السودان بسبب القتال الدائر في البلاد، إلا أن العاملين في المجال الإنساني الذين انتقلوا إلى مدينة بورتسودان الساحلية مصممون على العودة إلى الخرطوم "في أسرع وقت ممكن".
هذا ما أكده القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان عبده ديانغ خلال حديثه عبر الهاتف من بورتسودان إلى الصحفيين في نيويورك. وقال ديانغ إن القتال لا يزال مستعرا في السودان على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، مشيرا إلى مقتل المئات- بمن فيهم عاملون في المجال الإنساني- فضلا عن إصابة الآلاف بجروح.
وأعرب ديانغ عن قلقه إزاء التقارير حول اندلاع القتال في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، منبها أن الوضع في دارفور كان هشا حتى قبل اندلاع القتال الأخير، مشيرا إلى مغادرة معظم الفاعلين الإنسانيين دارفور، ولا سيما مدينة جنينة.وأفاد بصعوبة تقييم الاحتياجات الإضافية الناجمة عما يجري في البلاد، مضيفا أن خطة الاستجابة الإنسانية كانت تستهدف مساعدة أكثر من 15 مليون شخص- أي شخص واحد من بين كل ثلاثة سودانيين. ويشمل هذا العدد 3.7 مليون نازح داخلي وأكثر من مليون لاجئ.
وحذر ديانغ من أن الاحتياجات هائلة، مشيرا إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية البالغة نحو 1.7 مليار دولار لم تتلق سوى 15 في المائة من جملة المبلغ المطلوب- أي حوالي 200 مليون- مما يترك فجوة قدرها 1.5 مليار دولار. في غضون ذلك، أعلن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس تخصيص 3 ملايين دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ بغرض الاستجابة العاجلة لاحتياجات اللاجئين السودانيين وغيرهم ممن يصلون إلى تشاد.
عدم احترام وقف إطلاق النار
وفي رده على سؤال صحفي بشأن المفاوضات الجارية حاليا في محاولة لتمديد وقف إطلاق النار كي يتسنى إيصال المساعدات الإنسانية، أشار السيد ديانغ إلى الإعلانات المتعددة بشأن وقف إطلاق النار "لكن لم يتم احترامها"، على حد تعبيره. وأضاف: "مناشدتي اليوم ليس فقط بضرورة احترام وقف إطلاق النار، ولكننا ندعو إلى فتح ممرات إنسانية مختلفة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين. ويمكنني القول إن جميع السودانيين تقريبا بحاجة إلى المساعدة حاليا. ولكن هذا الأمر معقد جدا في ظل استمرار القتال".وأعرب السيد ديانغ عن قلق بالغ بشأن الإمدادات الغذائية وأضاف:"تم نهب المكاتب والسيارات والمستودعات والقليل من المواد الغذائية التي كانت موجودة في مستودع برنامج الأغذية العالمي. إنه وضع مقلق للغاية نلاحظه ونحاول بشكل جماعي أن نتغلب عليه". 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات