مبادرات رائدة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم العربي.. على هامش فعاليات المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار
- Europe and Arabs
- السبت , 8 يونيو 2024 12:32 م GMT
المنامة ـ نيويورك : اوروبا والعرب
في المنطقة العربية يشرق الأمل بفضل عقول مبدعة لا تعرف للإعاقة حدودا، إذ تتجلى قصص نجاح ملهمة لأشخاص تحدوا الصعاب وحولوا التحديات إلى فرص. بحسب ماجاء في نؤة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم
ضمن فعاليات المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار الذي نظمه، مؤخرا، مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة اليونيدو في البحرين، التقت أخبار الأمم المتحدة بعدد من رواد ورائدات الأعمال من ذوي الإعاقة ممن شاركوا في النسخة الثانية من مبادرة العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة
هذا المقال هو رحلة في عالم الإبداع والابتكار، حيث نتعرف على شخصيات ملهمة من مختلف أنحاء العالم العربي، كل منهم يحمل قصة نجاح فريدة. من مصر إلى المغرب، ومن تونس إلى الأردن إلى البحرين، تتنوع المشاريع والمبادرات، لكنها تشترك جميعا في هدف واحد: تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين حياتهم، مما يفتح آفاقا جديدة للاستقلالية والاندماج في المجتمع.
الابتكار والتكنولوجيا عاملا تمكين للأشخاص ذوي الإعاقة
من تونس التقينا بالشابة ألفة الدبابي، وهي فنانة في المجال الرقمي رفضت السماح لإعاقتها بأن تحرمها من حق المساهمة في مجتمعها، خاصة في وقت يتفشى فيه التنمر عبر الإنترنت في العالم، ويتم الحكم على الأشخاص على أساس مظهرهم. الدبابي أكدت لأخبار الأمم المتحدة أهمية التكنولوجيا والابتكار في بناء مجتمعات شاملة.
وقالت أثناء وجودها في جناح يعرض أعمالها الفنية الرقمية: "شغفي بالتكنولوجيا والابتكار يجعلني أخدم الآخرين. وعلى الرغم من أنني أعاني من إعاقة في الجهاز العصبي، إلا أنها لم تعطلني، بل ألهمتني لمواجهتها لأصبح المرأة التي أنا عليها الآن. الابتكار والتكنولوجيا ليسا شغفي فحسب، بل هما من عوامل تمكين العمل الذي أقوم به الآن".
أسست الدبابي شركة تدعى أولفس (OLFUS) والتي تستخدم الفن الرقمي لنقل رسائل مختلفة، بما في ذلك تشجيع الأشخاص الذين يواجهون تحديات. وقالت "أرغب في التحدث عن التنمر لأنه ليس بالأمر الجيد. أتحدث أيضا عن أهمية قبول هويتنا ورفض العار الجسدي وكذلك الصحة العقلية. لقد تعرضت للتنمر عندما كنت طفلة بسبب الإعاقة، لكن عائلتي كانت بجانبي".
تستخدم الدبابي الآن تكنولوجيا الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي لإنتاج فنها والطباعة على الأوراق والقمصان والأكواب لمشاركة الرسائل التي تساعد أولئك الذين يواجهون تحديات مثلها، قائلة إنه مع مرور الأيام، نحتاج إلى المزيد من الذكاء الاصطناعي.
تقول ألفة الدبابي: "الرسالة التي أود إرسالها هي أن كل شخص له حلم. آمنوا بأحلامكم واجتهدوا من أجل تحقيقها برغم كل الصعوبات والعراقيل. الفن من أكثر الأشياء التي تمنح المرء طاقة إيجابية وتجعله يحب الحياة".
تطبيق لحل مشكلة مواقف السيارات في البحرين
من البحرين، التقينا بالمهندس أيوب أسد، والذي عرّف نفسه بأنه مخترع ومدرب دولي وصانع محتوى. اخترع أيوب نظاما لتخفيف المعاناة التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة فيما يتعلق بمواقف السيارات. يقول إنه يصعب على الأشخاص من ذوي الإعاقة أن ينزلوا من سياراتهم لإزالة الحواجز عند الدخول إلى مواقف السيارات.
ويضيف: "ابتكرتُ اختراعا في شكل تطبيق على الهاتف المحمول يمكّن الشخص المعاق من معرفة المواقف المتاحة في المستشفيات والأماكن العامة وبالتالي يمكنه أن يحجز الموقف قبل أن يخرج من منزله. وعندما يصل الشخص المعاق إلى الموقف يتم التعرف عليه بالذكاء الصناعي ومن ثم يفتح الموقف بطريقة ذكية وعندما يخرج من الموقف ينغلق حيث يمكن أن يستخدمه شخص آخر".
يقول أيوب إنه شارك في عدة مسابقات دولية وعالمية وحقق عدة إنجازات من البحرين والبرتغال، وشارك أيضا في معرض الاختراعات الدولي في الكويت.
وجه أيوب رسالة للأشخاص من ذوي الإعاقة فقال: "رسالتي للأشخاص من ذوي الإعاقة هي ألا تمنعنا الإعاقة، بل يجب أن تكون دافعا أساسيا لنا كي نحقق إنجازات ليس فقط في مجالنا، بل نستطيع أن نحقق إنجازات لمجتمعنا وللعالم ونساعد العالم كي يكون مكانا أفضل للجميع".
التصميم الجرافيكي وسيلة للاعتماد على النفس
سلمى هي مصممة جرافيك من المغرب، حاصلة على درجة الدبلوم في التصميم الجرافيكي، وهي متخصصة في الطباعة على الملابس والكؤوس والطباعة الحرارية بصورة عامة، وموهوبة في الرسم أيضا.
تقول إنها تتعامل مع الشركات بالمغرب والتي تطلب دائما تصميم شعارات ومطبوعات على الأقمصة. تقول إنها تسوق منتجاتها من خلال الإنترنت عبر مواقع مثل الفيسبوك وإنستغرام.
لدى سلمى رسالة: "أقول للأشخاص من ذوي الإعاقة ألا يتوقفوا وأن يتابعوا أحلامهم لأن الإعاقة لن تشكل عائقا، الإعاقة مثلت دافعا ومحفزا كبيرا بالنسبة، وأنا لولا الإعاقة لما توصلت إلى ما أنا عليه الآن. أنا الآن مستقلة ولا أعتمد على أحد ولا أحد يمكنه أن يأمرني أن أفعل هذا أو ذاك".
"جو ذيب": دراجات هوائية متخصصة لذوي الإعاقة
خالد عبد الكريم العمر شاب أردني من الأردن ألهمته إعاقته على تأسيس مشروع "جو ذيب"، وهي شركة متخصصة في صناعة دراجات هوائية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
ويشرح لأخبار الأمم المتحدة بالقول: "كوني شخصا من ذوي الإعاقة كنت أرغب في أن تكون لي دراجة تخدم حاجتي أو تكون بالطريقة المناسبة لي. أنا بدأت هذا المشروع عام 2020 - أي خلال فترة جائحة كورونا. وكان هناك طلب كبير على الدراجات الهوائية والكهربائية. بدأت المشروع كمجرد هواية والآن لدي مشروع قائم لتصنيع الدراجات الهوائية ودراجات ذوي الإعاقة وكبار السن في عمان".
يقول العمر إن صناعة الدراجات الهوائية تتم بكاملها في الأردن. ويتم تصنيع الدراجات حسب احتياج الشخص لها ويتم تسويقها من خلال المواقع الإليكترونية إلى عدد من المناطق من بينها الأردن والخليج العربي.
ويضيف خالد العمر: "أحس بأنني أحدثت فرقا باعتباري شخصا عربيا تميزت بشيء ليس موجودا في المنطقة العربية، وأن أكون أول شخص بالوطن العربي يصنع دراجات لأشخاص هم بحاجة إليها كون أن بعض هذه الدراجات هي علاجية أكثر منها ترفيهية
لا يوجد تعليقات