
الشارع الاوروبي يخشى من اندلاع حرب عالمية جديدة ..وفق استطلاع للراي حديث في بروكسل
- Europe and Arabs
- الاثنين , 7 أبريل 2025 7:38 ص GMT
بروكسل : اوروبا والعرب
تزايدت المخاوف في الشارع الاوروبي من امكانية وقوع حرب عالمية جديدة وخاصة في ظل التوترات المتتالية في مناطق مختلفة سواء داخل اوروبا او خارجها وتأثيراتها سواء بشكل مباشر او غير مباشر على القارة الاوروبية وبدأت المخاوف مع اندلاع الحرب الروسية على اوكرانيا قبل عامين وتزايدت المخاوف في ظل الخلافات والتوتر في العلاقات بين اوروبا والولايات المتحدة الاميركية بعد تولى دونالد ترامب ادارة البيت الابيض في واشنطن
وعرفت الايام والاسابيع القليلة الماضية نقاشات وجدال كبير سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او في المناسبة الاجتماعية المختلفة او غيرها حول مخاوف المواطن الاوروبي في عدة دول منها اسبانيا وايطاليا والبرتغال وبلجيكا وغيرهم من امكانية نشوب حرب عالمية جديدة واشارت احدث استطلاعات الرأي في بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الاوروبي تبين ان ستة من كل عشرة بلجيكيين يخشون اندلاع حرب عالمية جديدة. يتضح هذا من خلال استطلاع أجرته وكالة الأبحاث كانتار بين 1060 بلجيكيًا بالنيابة عن عدة صحف ومجلات ومنها De Zondag وKnack وTrends. ونشرت نتائجه وكالة الانباء البلجيكية وبعض الصحف المحلية
62% يخشون اندلاع حرب عالمية ثالثة، حتى أن ربعهم يقولون إنهم "خائفون للغاية". وتزداد حدة الاضطرابات بين البلجيكيين الناطقين بالفرنسية (74 في المائة) مقارنة بالفلمنكيين (56 في المائة). ويخشى أكثر من نصف السكان (59 بالمئة) من أن تصل الحرب المحتملة إلى بلادنا أيضا.
ويخشى نحو ثلثي المشاركين (63 في المائة) من استخدام الأسلحة النووية في حالة نشوب حرب. كما أن الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً) أكثر خوفاً من الحرب المحتملة من أولئك الذين تبلغ أعمارهم 55 عاماً فأكثر. 12 بالمائة لديهم بالفعل مجموعة أدوات الطوارئ في المنزل.
وفقا لتقارير اعلامية تدخل أوروبا عصرا جديدا، عصر إعادة التسلح، وسط حالة من عدم اليقين العالمى فى مشهد جيوسياسى مشتعل، حيث لم يعد الحلفاء القدامى، مثل الولايات المتحدة، حلفاء، وأصبح الأعداء، مثل روسيا، ينمون بسبب اهتزاز النظام العالمى القائم على القواعد.
وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية فى تقرير لها أن أوروبا الآن تراهن على إعادة التسلح، وذلك لمواجهة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، وت تفاخر باستقلالها عن الولايات المتحدة من خلال المضى قدماً فى خطط إعادة التسليح لدعم أوكرانيا بقيادة الفرنسى إيمانويل ماكرون والبريطانى كير ستارمر، اللذين يشعران بالحنين إلى إمبراطوريتين تأملان فى النهوض من رماد الحرب التى اختار دونالد ترامب الهروب منها.
وقبل اسبوعين تقريبا اجتمع رؤساء دول الاتحاد الأوروبى البالغ عددها 27 دولة لوضع استراتيجية مشتركة. لقد ترك تحول واشنطن مع إدارة ترامب هؤلاء فى حالة عرى صريح وهم يحاولون يائسين إنقاذ ماء الوجه، على الرغم من أن هذه الخطوة تخاطر بزيادة فرص اندلاع حرب عالمية جديدة، حيث كان لدى الاتحاد الروسى اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع الصين منذ 20 يومًا قبل العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا، فى عام 2022.
وفى بروكسل، اقترحت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وهى ألمانية أيضا، أى أنها من إمبراطورية أخرى اجتاحها التاريخ، خطة إعادة تسليح أوروبية من شأنها أن تزيد الإنفاق الدفاعى إلى 800 مليار يورو، ومن المتوقع أن يتم تقديمه رسميًا فى 19 مارس من قبل مفوض الدفاع الأوروبى الليتوانى أندريوس كوبيليوس وممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية الإستونية كايا كالاس.
ومن المقرر فى الوقت الحالى تخصيص 150 مليار دولار لزيادة ميزانية الأسلحة، أما الأصوات المعارضة فى هذا الحفل العسكرى هى أصوات رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان ورئيس الوزراء السلوفاكى روبرت فيكو، اللذين يقترحان مناقشة القضية الأوكرانية بشكل مباشر مع بوتين.
أصبحت الخطة المقترحة لضخ 150 مليار يورو فى صناعة الدفاع للاتحاد الأوروبى نقطة صدام جديدة لمسيرة الخلافات الطويلة بين قطبى الاتحاد فرنسا وألمانيا، حول دافع إعادة التسليح للقارة الأوروبية ومدى الاستعانة بعتاد عسكرى لدول من خارج التكتل.
وقال المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن هناك مناخ جيوسياسى متغير وتحولات عالمية متسارعة وهى التى تلقى بظلالها بشكل مباشر على السياسات الدفاعية دوليًا، بداية من التسلح التقليدى مرورًا بالإنتاج العسكرى وصولًا إلى التسلح النووى، هذه العوامل وضعت دول الاتحاد الأوروبى فى مأزق، من أجل إعادة ترتيب أولوياتها وميزانيتها لمواكبة هذه التحولات بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب الأوكرانية.
وأضاف المركز الأوروبى فى تقرير نشرته صحيفة لاراثون الإسبانية، أن متغيرات المشهد العالمى لم تتوقف عند هذا فحسب، بل امتدت إلى تجدد الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، بجانب توترات المشهد بين الصين والولايات المتحدة، والتكهنات بشأن مصير المعاهدات الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية، ومستقبل حلف الناتو فى ضوء وجود الرئيس الامريكى دونالد ترامب.
ووفقا لتقرير صدر من معهد ستوكهولم الدولى لدراسات السلام SIPRI فإن الأسلحة النووية لم تلعب مثل هذا الدور البارز فى العلاقات الدولية منذ الحرب الباردة، هو دليل على أن التهديد النووى لا يزال قائما، وفى نهاية مايو الماضى، أجرت روسيا مناورات نووية تكتيكية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
لا يوجد تعليقات