الحرمان وسوء التغذية الحاد يلاحقان الأطفال والكبار في غزة مع استمرار الحرب ومنع المساعدات .. تحذير من "ارتفاع هائل" في استهداف الصحفيين في الأرض الفلسطينية المحتلة


غزة ـ نيويورك : اوروبا والعرب 
"نحن محرومون من كل شيء. لا يوجد ما نطعمه لأبنائنا" لسان حال الأمهات والآباء في غزة الذين يعانون وأطفالهم من سوء التغذية بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا، فضلا عن منع دخول المساعدات الإنسانية منذ أسابيع. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم الجمعه 
وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الإمدادات الإنسانية في غزة على وشك النفاد التام، وذلك بعد أن فرضت إسرائيل منعا كاملا على دخول السلع - بما فيها المساعدة الإنسانية - إلى قطاع غزة منذ الثاني من آذار/مارس. 
سميحة حجاج إحدى أولئك الأمهات في مدينة غزة التي عبَّرت لمراسل أخبار الأمم المتحدة هناك عن معاناتها وطفلتها التي ولدت قبل أيام، وعدم القدرة على الرضاعة الطبيعية "في ظل غياب الغذاء وعدم توفر حليب الأطفال".
وهو نفس حال ياسمين حمادة التي قالت وهي تحمل طفلتها التي تبلغ أشهرا من العمر، إن "الوضع في غزة صعب للغاية. فلا غذاء ولا لحوم ولا فواكه نستطيع توفيرها لأطفالنا".
أما الأب أحمد شاهين الذي كانت ترافقه ابنته الصغيرة التي تبلغ بضع سنوات فقال لمراسلنا: "نحن محرومون من كل شيء. من الطعام والشراب والمعيشة".
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) حذر من زيادة سوء التغذية الحاد في القطاع، وبانخفاض عدد الأطفال الذين يتلقون التغذية التكميلية في شهر آذار/مارس، بنسبة تزيد عن الثلثين. وقال إن الخدمات المنقذة للحياة على حافة الانهيار.
المتحدثة باسم المكتب في غزة، أولغا تشيريفكو قالت في تصريح لمراسلنا: "يستمر الوضع في غزة في التدهور مع استمرار إغلاق المعابر للأسبوع السابع. وهذا يُسهم في ارتفاع معدلات سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال".
هذا الوضع الصعب دفع الأم النازحة ميساء التي تقيم في إحدى مخيمات النزوح المؤقتة في خان يونس إلى توجيه نداء للعالم "افتحوا المعابر. حنوا على أولانا. ما يحدث لنا هو كارثة. لا يوجد طعام وننام ونحن خائفون".
أما الأم النازحة صفا التي تقيم في نفس المخيم، فقالت إن أبناءها يعانون من الأمراض والنزلات المعوية بسبب طعام المعلبات والتلوث الذي يحيط بهم.
ومن أجل مواجهة سوء التغذية الذي يعاني منهم الأطفال، أقامت جمعية أرض الإنسان الفلسطينية بتمويل من صندوق المساعدات الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة الأممي مركزا في خان يونس لعلاج سوء التغذية.
وقالت المتحدثة باسم مكتب أوتشا في غزة إن هذا المركز الذي يستقبل ما بين 50 و60 امرأة تأتين مع أطفالهن يوميا، "يشهد الآن زيادة بنسبة 20 في المائة في عدد الحالات التي تخضع للفحص، لمستويات مختلفة من سوء التغذية".
وأضافت: "نستجيب من خلال توفير المكملات الغذائية وإحالة الحالات الشديدة إلى المستشفيات لتلقي علاج إضافي. لكن هذا لا يكفي. ما يجب فعله هو معالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلة، وهو تحسين ظروف معيشة الناس وتحسين حصولهم على طعام مغذٍّ مناسب".
وشددت تشيريفكو على أن الوضع ملح للغاية، مؤكدة ضرورة إعادة فتح المعابر لوقف هذا التراجع.
من جهة اخرى وفي نفس الاطار قال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إن أوضاع الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام كانت دائما صعبة حيث تعرضوا للقمع في العديد من الحالات التي سجلها المكتب.
وفي تصريح لأخبار الأمم المتحدة، نبه أجيث سونغاي إلى أن المكتب سجل "ارتفاعا هائلا" في عمليات القتل والاعتقال والرقابة ضد الصحفيين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى أن أكثر من مائتي صحفي وعامل في مجال الإعلام قتلوا منذ ذلك التاريخ وحتى نيسان/أبريل 2025 في قطاع غزة، بمن فيهم 27 امرأة على الأقل.
وأضاف: "شهدنا تدمير مكاتب ومقرات وسائل الإعلام بالكامل. وفي كل من غزة والضفة الغربية، تم اعتقال العديد من الصحفيين الفلسطينيين أيضا. وسجلنا وتلقينا تقارير عن سوء معاملة قد تصل إلى حد التعذيب للصحفيين المعتقلين، بالإضافة إلى تهديدات مزعجة بالعنف الجنسي ضد الصحفيات، وكذلك الرجال والنساء على حد سواء".
وأفاد بأن الصحفيين الذين احتجزتهم قوات الأمن الإسرائيلية أبلغوا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن تعرضهم للضرب والإذلال والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وسلط الضوء أيضا على تعرض الصحفيين للقمع من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وذكَّر المسؤول الأممي بأن الصحفيين هم مدنيون محميون من الهجمات بموجب القانون الدولي الإنساني، ما لم يشاركوا بشكل مباشر في الأعمال العدائية، مضيفا "القتل المتعمد للصحفيين جريمة حرب".
لا ينبغي أن تكون غزة استثناءً
بدوره، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إنه منذ بدء الحرب قبل عام ونصف، منعت السلطات الإسرائيلية دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة لتغطية الأحداث بشكل مستقل.
وقال في بيان أصدره امس الخميس إن "هذا يغذي الدعاية المضللة، ونشر المعلومات الكاذبة، وخطاب التجريد من الإنسانية". وأضاف أن الصحفيين الفلسطينيين يواصلون عملهم البطولي، ويدفعون ثمنا باهظا.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، يتم التشكيك في الروايات الموثوقة وشهادات شهود العيان الصادرة عن منظمات الإغاثة وفي مصداقيتها.
وشدد على أن التدفق الحر للمعلومات والتغطية المستقلة يشكلان ركيزتين لضمان الوصول إلى الحقائق وتحقيق المساءلة أثناء النزاعات، مضيفا: "لا ينبغي أن تكون غزة استثناء. آن الأوان لدخول وسائل الإعلام الدولية بعد تأخير طال أمده".

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات